وزير البترول المصري: غاز شرق المتوسط يهدف إلى تأمين مصادر الطاقة بأسعار مناسبة
أكد وزير البترول المصري أن منتدى غاز شرق المتوسط يسعى من خلال التعاون بين المنتجين والمستهلكين إلى توفير مصادر الطاقة بأسعار مناسبة بما يدعم النمو والاستدامة عالميًا.
جاء ذلك خلال استضافة العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول (2022)، الاجتماع الـ8 لوزراء منظمة منتدى غاز شرق المتوسط، الذي شهد تسلُّم الملا رئاسة الدورة القادمة للمنتدى خلال 2023 من الرئيسة الحالية للمنتدى عام 2022 وزيرة الطاقة والصناعة القبرصية ناتاشا بيليديس.
وحضر الاجتماع الأمين العام للمنتدى أسامة مبارز، ورؤساء وفود كل من اليونان وإيطاليا والأردن وإسرائيل وفرنسا، ومن الأعضاء المراقبين وفود أميركا ومفوضية الطاقة في الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
وضع الطاقة العالمي
أكد وزير البترول المصري طارق الملا أن الأحداث الراهنة ووضع الطاقة العالمي أوضحا أهمية الخطوة الاستباقية التي اتُّخذت بإنشاء منظمة منتدى غاز شرق المتوسط.
وأشار إلى أن المنتدى قدّم مبادرة ودراسة مهمة في مجال خفض الانبعاثات وإزالة الكربون من صناعة الغاز، وكان معلمًا بارزًا لمشاركته في فعاليات يوم خفض الانبعاثات الذي عُقد للمرة الأولى خلال قمة المناخ كوب 27.
وأشار الملا إلى أن نجاح المنتدى في تحقيق أهدافه وإنجازاته الاستثنائية خلال السنوات الـ4 الماضية كان وراءه جهود كل الوزراء الذين شاركوا في تأسيسه وانطلاقه، سواء الحاليون أو السابقون الذين لديهم تأثير محسوس في النجاحات التي تحققت وانتقلوا الآن إلى مناصب وأماكن أخرى يستطيعون من خلالها الاستمرار في دعم أهداف المنتدى.
إمدادات الطاقة
شدد وزير البترول المصري على أن المنتدى وفّر جانبًا مهمًا من إمدادات الطاقة العالمية خلال المدة الحالية التي تشهد الكثير من التحديات.
ولفت إلى أن الإمكانات الكبيرة والفرص والتحديات لا يمكن التعامل معها وإطلاق إمكانات الطاقة الكاملة في منطقة شرق المتوسط، دون تعاون المنتجين والمستهلكين ودول العبور لتنمية مختلف مشروعات البنية التحتية لتداول الغاز والهيدروجين والطاقة المتجددة في المنطقة والأسواق الأخرى.
وأوضح أن هذا يُعَد أمرًا مفضلًا خلال المدة الحالية، خاصة أن الأعضاء والمراقبين في المنتدى يوفرون منصة للتشاور من أجل تحديد التوافقات للاستغلال الأمثل لهذه الإمكانات.
وأضاف أنه على الرغم من أن الغاز الطبيعي سيظل يؤدي دورًا مهمًا على الصعيديْن الإقليمي والدولي، إلا أن التعاون والتوافق بين الدول الأعضاء بالمنتدى في الانتقال العادل نحو الطاقة الخضراء يُعَد إحدى أهم أولوياته.
يوم خفض الانبعاثات
أشار وزير البترول المصري إلى أن عام 2022 شهد عقد العديد من المؤتمرات والأحداث الدولية، ومن ضمنها قمة المناخ التي استضافتها مصر الشهر الماضي في مدينة شرم الشيخ نيابة عن قارة أفريقيا.
ولفت إلى أن المنتدى حقّق نجاحًا ملموسًا خلال يوم خفض الانبعاثات ممثلا في إعلان "مبادرة خفض انبعاثات الغاز الطبيعي في المنطقة".
وأشار إلى أن من متطلبات انتقال الطاقة الناجح توفر إمداداتها، ولذا فإنه من المهم مناقشة سبل توفير المزيد من مصادر الطاقة بأسعار مناسبة بما يدعم النمو والاستدامة عالميًا، وأن تقرير خفض انبعاثات الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط يُعَد خطوة أولى مهمة في هذه العملية، إذ يضع أسسًا للمدة الحالية والتوجهات المستقبلية للمنتدى بصفته نموذجًا رائدًا للوصول إلى الأهداف الطموحة لخفض انبعاثات غاز شرق المتوسط مع تسليط الضوء على المسار المطلوب للتنفيذ.
البصمة الكربونية
من جانبها أعلنت وزيرة الطاقة القبرصية، رئيسة الدورة الحالية للمنتدى ناتاشا بيليديس، تسليم رئاسة الدورة الجديدة للمنتدى في عام 2023 إلى مصر.
وأعربت عن تقديرها للدعم المصري خلال مدة رئاسة قبرص للمنتدى والجهود المبذولة لتحقيق أهدافه.
وأشارت وزيرة الطاقة القبرصية إلى طرح بلادها مبادرة إنشاء لجنة فنية وعلمية لدعم أهداف إستراتيجية عمل المنتدى ودوره فيما يتعلق بالتخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز البصمة الكربونية لقطاع الطاقة وتقديم دراسات لأعضاء المنتدى.
وأكدت أن هدفنا الحالي هو التوسع في دور المنتدى في المنطقة فيما يتصل بالغاز الطبيعي وجهود إزالة الكربون في شرق المتوسط وتنويع مصادر الطاقة.
واستعرضت الوزيرة إنجازات المنتدى وأنشطته المؤثرة خلال عام 2022 وتقديم دراسات مهمة وخاصة فيما يتعلق بتحول الطاقة وإزالة الكربون، إذ كانت المشاركة في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ فرصة لعرض الدراسة المهمة التي قدّمها المنتدى عن إزالة الكربون.
تحول الطاقة
أكد الأمين العام للمنتدى أسامة مبارز أن المنتدى ركز خلال عام 2022 على تحقيق هدفين رئيسين هما أمن الطاقة وتحولها، وأن التحديات التي طرأت خلال العام تدفع المنتدى إلى مزيد من التعاون والحوار مع الجهات كافّة لتحقيق المصالح المشتركة للجميع.
وأعرب رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطيني، المهندس ظافر ملحم، عن خالص الشكر والتقدير لمصر على الدعم الكبير والجهود المبذولة بشأن حقل غاز غزة مارين، والتقدم المحرز بشأن تنميته بالتعاون مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وما وُقّع من اتفاقات مهمة بين الأطراف.
وأكد أهمية ضمان حق فلسطين في إدارة مواردها وتنميتها مثل باقي الدول، وهو ما كان هدفها من الانضمام إلى المنتدى.
ولفت الملا إلى أن انطلاق العمل في تنمية حقل غاز غزة مارين من خلال توقيع مذكرة تفاهم مصرية فلسطينية إحدى النتائج المبهرة لمنتدى غاز شرق المتوسط، إذ تمت الخطوة تحت رعايته، وهو ما يبرز أهميته البالغة في التعاون لمصلحة كل الدول وشعوبها.
وأكد رؤساء الوفود المشاركة في كلماتهم على الدور الحيوي للمنتدى وتبنيه أهدافًا عادلة، منها دعم حقوق الدول في استغلال مواردها، ودور المنتدى في تأمين جانب من إمدادات الطاقة العالمية وانفتاحه على استغلال الطاقات الجديدة والمتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة العالمي، وتقديمه مبادرات ودراسات مهمة في مجال خفض الانبعاثات الكربونية في صناعة الغاز الطبيعي.
موضوعات متعلقة..
- وزير البترول المصري يشدد على دور الصيانة في خفض انبعاثات قطاع النفط (فيديو وصور)
- وزير البترول المصري: أصبحنا أحد الحلول الجاهزة لتلبية الطلب الأوروبي على الغاز (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في المغرب تتصدر أفضل الأسواق الواعدة لجذب الاستثمارات (تقرير)
- 5 عوامل تشجع تبني النفط المحايد للكربون عالميًا (تقرير)
- الطلب على ائتمانات الكربون قد يرتفع 100 مرة بحلول 2050 (تقرير)
