التغير المناخيأخبار التغير المناخيالتقاريررئيسية

أرصدة الكربون الزرقاء قد تكون حلًا لمواجهة أزمة تغير المناخ

بزرت أرصدة الكربون الزرقاء بصفتها أحد أهم الحلول لمواجهة أزمة تغير المناخ، في ظل مساعي غالبية دول العالم للحد من الانبعاثات.

وتواجه البلدان النامية والأقل نموًا تحديات كثيرة لآثار تبعات التغير المناخي؛ فمن خلال قمة المناخ "كوب 27" نادى العديد من الدول بالتركيز على قضية التعويضات خاصة مع مواجهة الدول النامية تحديات التضخم الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة ومن ثَم تضخم الديون.

طرح الخبراء أرصدة الكربون الزرقاء كونها أحد الحلول من أجل التخفيف من جميع الآثار السلبية لتغير المناخ بالاعتماد على مصارف الكربون الطبيعية بمشروعات الحفظ في المناطق الطبيعية.

تأتي أهمية مشروعات ائتمان الكربون الأزرق وتأثيراتها الإيجابية في كل من الموائل الطبيعية ونوعية حياة الأشخاص الذين يعتمدون على خدمات النظام البيئي الخاصة بهم.

ما هي أرصدة الكربون الزرقاء؟

أرصدة الكربون الزرقاء هي مشروعات تسعى إلى الحفاظ على أحواض الكربون الأزرق الطبيعية واستعادتها، وهدفها الرئيس إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أو منع إطلاق الكربون المخزن في قاع البحر.

وتمثل أرصدة الكربون الأزرق أداة أساسية للتخفيف من آثار تغير المناخ للإيفاء بالتعهدات المناخية.

كيف تعمل أحواض الكربون الأزرق؟

يقصد بالكربون الأزرق، ذلك الكربون العضوي الذي يجري التقاطه وتخزينه في المحيطات والنظم البيئية الساحلية وأعماق البحار.

وفي حالة الأراضي الرطبة أو أشجار المانغروف أو النباتات البحرية، يجري التقاط الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي.

تتكون هذه العملية من تفاعل كيميائي يحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين وسكريات ضرورية لنمو النباتات والكائنات البحرية.

وفي حالة النباتات البحرية وأشجار المانغروف والأراضي الرطبة؛ فإنها تودّع جزءًا من الكربون الذي يجري التقاطه في التربة خلال نموها، ويمكن أن يبقى الكربون، المثبت في التربة، لآلاف وملايين السنين، وهو ما نسميه الكربون الأزرق.

أرصدة الكربون الزرقاء
أحد أحواض يستخدم في تخزين الكربون

أحواض الكربون الأزرق المحيطية

تسعى أرصدة الكربون الزرقاء إلى حماية جميع النظم البيئية التي خزنت الكربون في قاع المحيط على مدى آلاف السنين.

ووفقًا لأحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ؛ فقد عزلت المحيطات أكثر من 60% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من البشر على مدار الأعوام الـ150 الماضية.

لا يرجع هذا فقط إلى احتجاز الكربون بواسطة النباتات البحرية والعوالق النباتية خلال عملية التمثيل الضوئي، ولكن أيضًا بسبب العمليات الكيميائية الحيوية الأخرى التي تحدث في المحيطات.

سعر أرصدة الكربون الزرقاء

تمثل سوق ائتمانات الكربون الأزرق جزءًا صغيرًا من سوق أرصدة الكربون التقليدية، ومع ذلك؛ فإن سعر هذه الائتمانات أعلى بكثير من مشروعات تعويض الكربون الأخرى؛ إذ إنه، بالإضافة إلى تعويض انبعاثاتها، يسعى العديد من الشركات إلى إحداث تأثيرات إيجابية في البيئة من خلال التعويض.

وتعد أرصدة الكربون الأزرق، التي، بالإضافة إلى التقاط كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لها فوائد بيئية مختلفة للمجتمعات والنظم البيئية المحيطة بهذه المشروعات.

وتتمثل بعض الفوائد الإضافية للنظم البيئية للكربون الأزرق في التالي:

  • منع إغراق المناطق المحمية.
  • الحد من التأثيرات البيئية من العواصف أو الظواهر الجوية المتطرفة.
  • الحفاظ على التنوع البيولوجي في الأراضي الرطبة والمحيطات.
  • ترشيح وتصفية الملوثات التي يمكن أن تغير أداء النظام البيئي.
  • التقاط الرواسب التي تسهم في حماية جذور النباتات المختلفة من عمليات التعرية التي قد تؤثر في نموها.
  • إيجاد موائل ملائمة لنمو الحيوانات البحرية، وهذا يُسهم في الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية التي تعيش بالقرب من النظم البيئية.

الديون مقابل الطبيعة

كانت مقايضات الديون مقابل الطبيعة رائجة لمدة وجيزة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات بعد أزمة ديون أميركا اللاتينية، وبعد ذلك، ساعدت المجموعات البيئية دولًا مثل بوليفيا والإكوادور في الحصول على إعفاء من الديون مقابل التزامات المحافظة على الطبيعة.

وفي عام 2016 أعادت منظمة حماية الطبيعة إحياء مبادلة الديون بالطبيعة بصفقة في جزيرة سيشيل، وأجرت مقايضة أخرى في بليز، العام الماضي، ثم صفقة بقيمة 150 مليون دولار في باربادوس.

وتتضمن جميع الصفقات الاعتماد على السندات الزرقاء لحماية 30% على الأقل من مناطق المحيطات أدت مقايضة الديون إلى توفير 50 مليون دولار لبربادوس، وهذا هو المال الذي تستخدمه الدولة في مشروعات طويلة الأجل واسعة النطاق لحماية محيطاتها.

الطلب على أرصدة الكربون

يتزايد الطلب على أرصدة الكربون؛ إذ تتسابق الشركات لتعويض انبعاثاتها، كما تسعى البلدان لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الخاصة بها.

وفقًا لوكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس من المتوقع أن تصل سوق أرصدة الكربون إلى ما يزيد على 500 مليار دولار، خلال السنوات المقبلة.

وشهدت سوق الكربون تدفق الأموال على مشروعات ائتمانات الكربون الأخضر؛ بما في ذلك الغابات والأراضي العشبية، لذلك بدأ عدد من الدول الجزرية في بيع أرصدة الكربون الأزرق.

على سبيل المثال منطقة البحر الكاريبي تشارك بشكل ضئيل للغاية في الانبعاثات العالمية، لكن المنطقة هي من بين أكثر مناطق العالم عرضة لتغير المناخ، وستساعد هذه السياسة جزر البهاما في تعزيز أرصدة الكربون الزرقاء وإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء، كما تعمل على تعزيز جهود الحفاظ على السواحل واستعادتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق