أدنوك الإماراتية تؤسس قطاعًا جديدًا للحلول منخفضة الكربون
ضمن إستراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" تأسيس قطاع جديد للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي، في إطار إستراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وقرّرت الشركة الإماراتية تعيين مصبح هلال الكعبي رئيسًا تنفيذيًا للقطاع الجديد، ضمن جهودها لتسريع تنفيذ إستراتيجيتها للنمو منخفض الكربون التي اعتمدها مجلس الإدارة مؤخرًا.
وكان مجلس إدارة الشركة قد اعتمد في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إستراتيجية "أدنوك" لتسريع النمو في جميع مجالات أعمالها ومراحلها، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكلٍ مسؤول ودعم أمن الطاقة العالمي.
وضمن هذه الإستراتيجية، أُسِّس قطاع جديد للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في الشركة يُركّز على تنمية أعمالها في الطاقات الجديدة والغاز والغاز المسال الطبيعي وتصنيع المواد الكيماوية.
مهام القطاع الجديد
سيركز القطاع الجديد في أدنوك على تنمية أعمال الشركة في الطاقات الجديدة والهيدروجين النظيف وتقنيات التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه.
كما تتضمّن مهام عمله في تحقيق النمو الدولي في مجالات الغاز، والغاز الطبيعي المسال، والصناعات الكيماوية.
ويستند تأسيس قطاع جديد للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي إلى سجل نجاحات أدنوك في الإنتاج المسؤول وتوفير إمدادات مستدامة من الطاقة.
خفض الانبعاثات
من المتوقع أن تُسهم الخطوة في دفع التقدم الذي تحققه "أدنوك" في النقلة النوعية التي تشهدها والتي تقوم على مرتكزات أساسية تشمل خفض الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتحقيق التميز في عملياتها التشغيلية، وخفض انبعاثات غاز الميثان، والتوسع في استخدام تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والخالية من الانبعاثات.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك، سلطان الجابر: "تنطلق أدنوك إلى مرحلة جديدة تهدف إلى تسريع النمو وزيادة التركيز على الاستدامة لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل".
وأضاف: "ضمن هذه الجهود، يسعدنا إعلان تعيين مصبح هلال الكعبي رئيسًا تنفيذيًا لقطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في أدنوك بدءًا من 16 يناير/كانون الثاني 2023".
وأشار إلى أن تأسيس قطاع جديد للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي يأتي ضمن جهود الشركة لتنفيذ توجيهات مجلس إدارة أدنوك بالسعي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتسريع تنفيذ خريطة الطريق التي وضعتها الشركة لخفض الانبعاثات من عملياتها.
قمة المناخ كوب 28
يأتي إعلان القطاع الجديد في حين تستعد دولة الإمارات لاستضافة قمة المناخ كوب 28 العام المقبل، إذ ستواصل أدنوك تركيزها على إيجاد حلول عملية وإيجابية لدفع التقدم في العمل المناخي والنمو الاقتصادي.
ومنذ تأسيسها، تركز "أدنوك" بصورة مستمرة على تحقيق الاستدامة، إذ شملت جهودها في هذا المجال وقف حرق الغاز الطبيعي في عملياتها، كما أسهمت استثماراتها في أوائل الثمانينيات في تقنيات التقاط غاز الشعلة ومعالجته بصورة فعّالة في الحد من التأثيرات البيئية المرتبطة بعمليات حرق الغاز.
وأعلنت الشركة -مؤخرًا- عن تحديد هدف جديد لخفض انبعاثات الميثان من عملياتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج إلى 0.15% بحلول عام 2025، الذي يُعد الأدنى على مستوى المنطقة.
كما تعتزم "أدنوك" مواصلة جهود خفض انبعاثات الميثان من خلال استخدام أنظمة استخلاص غاز الشعلة وبرامج الكشف عن التسرب والصيانة الدورية.
التقاط الكربون وتخزينه
تماشيًا مع التزامها بخفض الانبعاثات، تهدف "أدنوك" إلى الاستفادة من النجاح الذي حققته أول منشأة في المنطقة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، وتخطط لمضاعفة برنامج التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 500%، وصولًا إلى التقاط 5 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030.
وسيُحقق ذلك من خلال التقاط كميات إضافية من ثاني أكسيد الكربون من مصانع معالجة الغاز والمصادر الأخرى لانبعاثاته.
وفي الوقت نفسه، وبالتعاون مع شركائها في القطاع والأوساط الأكاديمية والمعاهد البحثية، تستكشف "أدنوك" الفرص المتاحة لتعزيز تطوير ونشر تقنيات التقاط الكربون وتخزينه والعمل على خفض تكاليفها.
وضمن خريطة الطريق التي وضعتها لخفض الانبعاثات من عملياتها، تُعَد "أدنوك" أول شركة في قطاع النفط والغاز تحصل على احتياجات شبكتها الكهربائية عن طريق الكهرباء المنتجة من المصادر النووية والشمسية الخالية من الانبعاثات، بدءًا من مطلع عام 2022.
كما تعمل الشركة على توسيع استخدامها شبكة الكهرباء النظيفة، من خلال إنشاء شبكة لنقل الكهرباء تحت سطح البحر بقيمة 3.6 مليار دولار هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتهدف الشبكة الجديدة إلى ربط حقول "أدنوك" البحرية بشبكة الإمارات للكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية المُنتجة من المصادر النووية والشمسية، ما يسهم في خفض البصمة البيئية لعمليات "أدنوك" البحرية بنسبة تزيد على 30%، من خلال استبدال مولدات الكهرباء التي تعتمد على توربينات الغاز.
كفاءة الطاقة
كما اتخذت الشركة الإماراتية خطوات ملموسة على مستوى جميع عملياتها من خلال تنفيذ مجموعة متنوعة من مشروعات كفاءة الطاقة التي تستهدف كلًا من العرض والطلب على الطاقة والتي تشمل الاستفادة من الحرارة المهدرة، وتركيب معدات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والتوسع في استخدام الكهرباء، بالإضافة إلى تبني حلول لتحسين كفاءة عملياتها التشغيلية، وتحسين كفاءات الاحتراق.
وبالتوازي مع إستراتيجيتها للتحول الرقمي، أطلقت "أدنوك" نظامًا متكاملًا لمراقبة الطاقة في مركز التحكم الرقمي "بانوراما".
ومن خلال منصة ولوحة معلومات تفاعليتين، تراقب الشركة أداء الطاقة وتحلله لتحديد فرص التحسين على مستوى سلسلة القيمة والعمل على خفض البصمة الكربونية الناتجة عن استهلاك الطاقة.
وتضع شركة بترول أبوظبي الوطنية مهمة الحفاظ على الموارد الطبيعية في الإمارات للأجيال القادمة على رأس أولوياتها، من خلال حماية التنوع البيولوجي المستدام وإدارة المياه والنفايات.
كما تلتزم الشركة بالحفاظ على استهلاك المياه العذبة بنسبة أقل من 0.5% من إجمالي استخدام المياه وزيادة عدد أشجار المانغروف من خلال زراعة 10 ملايين شتلة بحلول عام 2030، للإسهام في التقاط ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري، وحماية الشواطئ من التآكل، وتوفير موطن آمن للحياة البحرية.
كما تعمل "أدنوك" على تسريع استثماراتها في حلول الطاقة المتجددة، وفي هذا الإطار، أبرمت شراكة إستراتيجية مع كل من شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، وشركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، لامتلاك حصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، وتعزيز الجهود في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وإنتاج ما يزيد على 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وبموجب الشراكة، ستصبح "مصدر" واحدة من كبرى شركات الطاقة النظيفة في العالم، إذ تعمل على تنمية محفظتها العالمية من الطاقة المتجددة ومشروعات الهيدروجين الأخضر.
من هو مصبح الكعبي؟
يعود مصبح هلال الكعبي إلى "أدنوك" بعد أن كان يشغل وظيفة الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات في "مبادلة للاستثمار"، شركة الاستثمار السيادي في أبوظبي.
وقبل توليه وظيفة الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات في شركة مبادلة للاستثمار، شغل مهمة الرئيس التنفيذي لقطاع النفط والبتروكيماويات في "مبادلة" خلال المدة من عام 2017 إلى 2020، والرئيس التنفيذي لشركة "مبادلة للبترول" من عام 2014 إلى 2017.
وكان مصبح الكعبي قد بدأ حياته المهنية في "أدنوك"، إذ أمضى 16 عامًا شغل خلالها مجموعة من الوظائف المهمة في مختلف أعمال الشركة.
موضوعات متعلقة..
- رئيس الإمارات يوجه بتسريع خطط أدنوك لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا
- أدنوك الإماراتية تعتزم خفض إمدادات النفط لعملائها في آسيا خلال ديسمبر
اقرأ أيضًا..
- ناقلات النفط تتكدس قبالة تركيا مع بدء تطبيق سقف سعر الخام الروسي
- رئيس أرامكو السعودية: 3 عوامل تمكننا من قيادة العالم في قطاع البتروكيماويات
- وكالة الطاقة الدولية: السعة المتجددة عالميًا قد تتضاعف في 5 أعوام