شبح انقطاع الكهرباء يطارد فنلندا في فصل الشتاء
ومطالب بالحد من استهلاك الكهرباء
مي مجدي
يبدو أن فنلندا على وشك الغرق في الظلمة خلال فصل الشتاء مع تزايد المخاوف من انقطاع الكهرباء.
وقالت هيئة الكهرباء الفنلندية، اليوم الخميس 1 من ديسمبر/كانون الأول (2022)، إن حالة عدم اليقين المحيطة بالإنتاج المحلي والواردات أدت إلى زيادة مخاطر انقطاع التيار الكهربائي في البلاد خلال الشتاء المقبل، حسب وكالة رويترز.
كما حذرت شركة فينغريد المشغلة للشبكة من انقطاع محتمل في الكهرباء خلال فصل الشتاء، ويرجع ذلك إلى عدم التأكد من بدء تشغيل المفاعل النووي "أولكيلوتو 3".
وغالبًا ما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون -20 درجة مئوية في فنلندا، وتشرق الشمس في هلسنكي لمدة 6 ساعات أو أقل يوميًا في أحلك شهور السنة؛ لذا أصبحت أكثر دول الاتحاد الأوروبي استهلاكًا للطاقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مدى سوء الوضع
وفقًا لبيان هيئة الكهرباء الفنلندية، زادت مخاطر انقطاع الكهرباء خلال الشتاء أكثر من ذي قبل، ويمكن أن تسفر أوجه القصور في الإنتاج المحلي والربط الكهربائي إلى نقص الإمدادات خلال مدة وجيزة.
وما زاد الوضع سوءًا، أن جارتها السويد، وهي مصدر رئيس للكهرباء، تخطط لإغلاق أكبر المفاعلات النووية "أوكسارشامن 3" لبدء عمليات الصيانة بدءًا من 9 ديسمبر/كانون الأول إلى 18 من الشهر نفسه، واستمرار غلق محطة رينغالز للطاقة النووية حتى 31 يناير/كانون الثاني (2023)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى شركة فينغريد جاهدة للبحث عن بدائل بعد قطع واردات الكهرباء والغاز والنفط الروسية.
وقالت فينغريد، التي تقدر ذروة الاستهلاك عند 14 ألف و400 ميغاواط هذا الشتاء، إن المستهلكين استطاعوا خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 9% في نوفمبر/تشرين الثاني (2022) مقارنة بالعام السابق (2021).
واتفقت الشركات والجهات المعنية في القطاع العام على تقليل استهلاك الكهرباء إذا لزم الأمر لتجنب انقطاع الكهرباء.
تزايد المخاطر
في مايو/أيار (2022)، أوقفت روسيا بيع الكهرباء والغاز لفنلندا ردًا على موقفها من الحرب في أوكرانيا وقرارها للانضمام إلى حلف الناتو.
وسبق أن أشارت فينغريد إلى أنها لن تواجه صعوبة لاستبدال واردات الكهرباء الروسية، وستعوضها بالإمدادات من السويد وبدائل أخرى.
ومن المتوقع أن تشهد دول المنطقة شتاءً صعبًا، إلا ان الوضع في فنلندا أسوأ؛ لأن شح الطاقة قد يعرض حياة السكان للخطر في غضون ساعات.
وعلى الرغم من أن فنلندا لم تشهد انقطاعًا في التيار الكهربائي ناتجًا عن أعطال في الشبكة الوطنية منذ عام 1974، إلا أن المخاطر تظل قائمة في حالة تعذر توفير الإمدادات.
على عكس السويد والنرويج، اللتين تتمتعان باحتياطيات وفيرة من الطاقة الكهرومائية، فإن لدى فنلندا موارد محلية محدودة، وتستورد أغلب احتياجاتها من الوقود الأحفوري وتعتمد على الواردات لتعويض النقص.
ويمكن أن تشهد انفراج للأزمة مع قرب دخول أكبر مفاعل نووي في أوروبا لمرحلة الإنتاج المنتظم بعد تأخير دام 14 عامًا تقريبًا.
وحتى ذلك الحين، يقوم الفنلنديون بتخزين الحطب وشراء مولدات الديزل وسخانات الغاز في محاولة لتقليل استهلاك الكهرباء.
التخلص من الوقود الأحفوري
في الوقت نفسه، تخطط فنلندا لخفض استخدام الوقود الأحفوري وتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول علم 2035 على الرغم من تداعيات أزمة الطاقة الحالية.
جاء ذلك بعدما حذرت مشغلة الشبكة في البلاد من أن الحرب الروسية على أوكرانيا تؤثر في إمدادات الكهرباء.
وأدى إغلاق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 إلى تكثيف فنلندا الجهود لحماية البنية التحتية للطاقة.
في غضون ذلك، يسارع قطاع الكهرباء للتخلص من الوقود الأحفوري، حيث تشكل محطة أولكيلوتو 3 للطاقة النووية 40% من إنتاج الكهرباء في البلاد، بينما يعاني قطاع التدفئة من بطء في التخلي عن مصادر الطاقة، مثل النفط والفحم.
ورغم التحذيرات من نقص الإمدادات وانقطاع الكهرباء، تتمتع فنلندا بتنوع الإمدادات وبدأت مبكرًا في إزالة الكربون من قطاع الطاقة، ويعني ذلك أنها لن تتضرر بشدة مثل باقي البلدان التي كانت أكثر اعتمادًا على مصادر الطاقة الروسية.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الكهرباء في فنلندا يستعد للشتاء بإجراءات تُخفض احتمالات انقطاع التيار
- رسميًا.. روسيا تغلق أنابيب الغاز إلى فنلندا وتفتح باب الجدل: الروبل أم الناتو؟
- روسيا تقطع الإمدادات عن شبكة الكهرباء في فنلندا.. وهلسنكي: لدينا بدائل
اقرأ أيضًا..
- كيف تزيف الجماعات المناهضة لصناعة النفط الحقائق حول أمن الطاقة؟
- رغم العقوبات.. نفط فنزويلا يتدفق إلى الأسواق العالمية بحيل ماكرة
- إكوينور النرويجية تخطط لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحقيق عوائد قوية