خط أنابيب البلطيق لنقل الغاز داخل أوروبا يبدأ العمل بكامل طاقته
بإمكانه نقل 350 مليار قدم مكعبة سنويًا
مي مجدي
بدأ تدفق الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب البلطيق بكامل طاقته، يوم الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وأصبح بإمكانه نقل 350 مليار قدم مكعبة (10 مليارات متر مكعب) سنويًا من الغاز النرويجي إلى بولندا.
وتمثّل هذه الخطوة حدثًا كبيرًا للقارة الأوروبية المتعطشة للطاقة، بعدما قرّرت روسيا قطع الإمدادات واتجهت القارة إلى التخلص من اعتمادها على الإمدادات الروسية.
ويمتد خط أنابيب البلطيق -وهو مشروع مشترك بين شركة إنرجيانت الدنماركية وغاز-سيستم البولندية- من النرويج ويمر عبر الدنمارك إلى بولندا، واستغرق بناؤه 3 سنوات تقريبًا، حسبما نقل موقع ريغزون (Rigzone).
وبدأ تدفق الغاز النرويجي عبر خط أنابيب البلطيق رسميًا في 1 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، لكن قدرته كانت محدودة لحين انتهاء الشركة الدنماركية من جميع أعمال البناء.
ووصلت خطوط الأنابيب ومحطة الضغط في الدنمارك الآن إلى المعايير التشغيلية المستهدفة، وأصبح بالإمكان نقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز بدءًا من 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية المشروع لبولندا
يعمل خط أنابيب البلطيق على تعزيز أمن الإمدادات في بولندا والبلدان المرتبطة بها عن طريق خطوط أنابيب الغاز.
ووفقًا لشركة إنرجيانت الدنماركية، فإن 80% من سعة خط الأنابيب محجوزة مسبقًا على مدى السنوات الـ15 المقبلة، لكن متاح للدول خيار تقديم عروض على السعة المتبقية من النرويج.
ووصف مدير العلاقات الدولية في شركة إنرجيانت الدنماركية، توربين برابو، هذا الحدث بأنه يوم حافل لأوروبا، موضحًا أن الجهود المضنية آتت ثمارها، وحققت الأهداف المرجوة بفتح صمامات خط أنابيب البلطيق.
وقال: "أكدت الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة أهمية هذا المشروع، وسيُسهم خط أنابيب الغاز الجديد في تحقيق رغبة بولندا في التخلص من الغاز الروسي، كما سيساعدها على استبدال الغاز الطبيعي بالفحم في نظام الطاقة، وهذه نقطة انطلاق مهمة للتحول إلى الطاقة المتجددة".
وأشار برابو إلى التعاون بين البلدان، إذ يمكن الاستفادة من ذلك عند العمل معًا في مجال الطاقة والتوسع في الطاقة المتجددة بالمستقبل.
وأوضح أن التعاون عبر الحدود لا يقتصر على مواجهة أزمة الطاقة فحسب، وإنما لضمان تحقيق انتقال أخضر آمن وفعال.
عمليات البناء
طُرحت فكرة تطوير مشروع خط أنابيب البلطيق منذ عام 2013، وتلقّى دعمًا بمقدار 266.9 مليون دولار أميركي.
وخلال السنوات الـ3 الماضية، عملت شركة إنرجيانت الدنماركية على مد 210 كيلومترات من خطوط الأنابيب في الأرض وقرابة 110 كيلومترات في قاع البحر.
بالإضافة إلى ذلك، وسّعت محطة استقبال الغاز في غرب يوتلاند، وأنشأت محطة ضغط جديدة جنوب زيلاند.
وواجه المشروع العديد من التحديات خلال مدة تنفيذه، بداية من سوء الأحوال الجوية إلى أزمة الوباء والتصاريح البيئية، وكان على الشركة إعادة تقديم طلب للحصول على هذه التصاريح بعد سحبها.
ووصف مدير المشروع في شركة إنرجيانت، سورين يول لارسن، بأن خط أنابيب البلطيق كان مشروعًا معقدًا، واستمرت أعمال البناء في بعض الأماكن مدة أطول من الجداول المحددة.
الاعتماد على روسيا
في مطلع العام الجاري (2022)، كان الاتحاد الأوروبي يعتمد على روسيا لتأمين 40% من احتياجاته من الغاز الطبيعي، إلا أن الحرب في أوكرانيا غيّرت تلك الديناميكية.
وانخفض اعتماد القارة على الإمدادات الروسية بصورة كبيرة منذ أواخر فبراير/شباط (2022).
وكان للغاز المسال الأميركي دور رئيس في تقليل هذا الاعتماد رغم بيعه إلى أوروبا بتكلفة أعلى.
ومع ذلك، ما يزال الاعتماد على الغاز المسال الروسي كبيرًا.
ووفقًا لشركة ريستاد إنرجي، بلغ إجمالي شحنات الغاز المسال الروسي منذ بداية العام وحتى سبتمبر/أيلول (2022) 1.2 مليون طن.
وتشير بعض التقارير إلى أن روسيا تزوّد أوروبا بنحو 15% من الغاز المسال.
فقد اكتسب الغاز المسال الروسي زخمًا كبيرًا بعدما قطعت موسكو تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب في وقت سابق من العام الجاري (2022).
موضوعات متعلقة..
- للاستغناء عن روسيا.. خط أنابيب البلطيق يبدأ نقل الغاز النرويجي إلى بولندا
- وكالة بيئية دنماركية تسمح باستئناف بناء مشروع خط أنابيب عبر البلطيق
- إكوينور النرويجية تكشف عن خطتها لزيادة صادرات الغاز إلى أوروبا
اقرأ أيضًا..
- كيف تزيف الجماعات المناهضة لصناعة النفط الحقائق حول أمن الطاقة؟
- توربينات الرياح الصينية تستعد لغزو الأسواق العالمية بأسعار منافسة (تقرير)
- إزالة الكربون من قطاع الطيران.. 4 تساؤلات عن الفرص والتحديات (تقرير)