بدأت بريطانيا تشغيل أكبر مشروع لتخزين الكهرباء في أوروبا، ضمن خطتها لمواجهة أزمة الطاقة المتوقعة خلال فصل الشتاء المقبل.
ونجحت شركة هارموني إنرجي في تسريع إنجاز مشروع بيلسوود في كوتنغهام، القادر على تخزين ما يكفي لتزويد 300 ألف منزل بالكهرباء لمدة ساعتين.
وقُدّم إطلاق أكبر مشروع لتخزين الكهرباء في أوروبا -الواقع بالقرب من أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم- مدة 4 أشهر، في محاولة لسد العجز في الطاقة الذي قد تواجهه المملكة المتحدة هذا الشتاء.
وكان من المقرر أن يبدأ تشغيل المشروع على مرحلتين في ديسمبر/كانون الأول 2022، ومارس/آذار 2023، لكن سُرّع الجدول الزمني للسماح ببدء كلتا المرحلتين هذا الشهر.
وأوضحت الشركة أن الموقع أُطلق قبل 4 أشهر من الموعد المحدد، من أجل دعم جهود الشبكة الوطنية البريطانية لتوفير طاقة مستقرة وآمنة للأسر في بريطانيا خلال وقت الشتاء المقبل.
مزايا المشروع
سيوفر أكبر مشروع لتخزين الكهرباء في أوروبا خدمات مهمة لنظام الكهرباء في المملكة المتحدة، كما يُسهم في استبدال الطاقة المتجددة بالوقود الأحفوري، فضلًا عن أنه أكبر نظام لتخزين الكهرباء في أوروبا.
وتحتفظ أنظمة تخزين طاقة البطارية بالكهرباء المولدة من مصادر متجددة مثل توربينات الرياح ومزارع الطاقة الشمسية قبل إطلاقها في أوقات ارتفاع طلب العملاء.
وتمتلك منشأة بيلسوود القدرة على تخزين ما يصل إلى 196 ميغاواط من الكهرباء في دورة واحدة، إذ طُوّر المشروع من قبل شركة هارموني إنرجي شمال يوركشاير باستخدام التكنولوجيا التي صنعتها شركة تيسلا الأميركية.
أكبر محطة طاقة رياح
يقع أكبر مشروع لتخزين الكهرباء في أوروبا بجوار محطة كريك بيك التابعة لشبكة الكهرباء البريطانية، وهي نقطة الاتصال المقترحة للمرحلتين "أ" و"ب" لمشروع "دوغر بنك"، أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم.
ويهدف مشروع دوغر بنك -المقرر تشغيل المرحلة الأولى منه في صيف عام 2023- إلى توليد 3.6 غيغاواط من الكهرباء النظيفة، لتلبية احتياجات 6 ملايين منزل في المملكة المتحدة.
وقال مدير شركة هارموني إنرجي، بيتر كافانا: "يهدف أكبر نظام لتخزين الكهرباء في أوروبا إلى دعم شبكة الكهرباء في بريطانيا في جهودها لتوفير طاقة مستقرة وآمنة".
وأضاف: "الواقع أن الجدول الزمني المطروح سيدعم جهود الأسر البريطانية خلال مدة الشتاء"، حسبما ذكر موقع "ري نيوز بيز" المتخصص في الطاقة المتجددة.
وأشار المسؤول الأول في هارموني إنرجي إلى أن استكمال مشروع بيلسوود -الأكبر من نوعه في أوروبا من حيث سعة الطاقة- علامة بارزة بالنسبة إلى الشركة، وهو الأول من بين 6 مشروعات مماثلة من المقرر إكمالها في العام المقبل.
وأوضح أن مشروعات تخزين الكهرباء من الطاقة المتجددة ستؤدي دورًا رئيسًا في الإسهام في هدف بريطانيا الوصول إلى الحياد الكربوني.
تخزين الكهرباء في أوروبا
تقدّر الرابطة الأوروبية لتخزين الطاقة أن متطلبات تخزين الكهرباء في أوروبا وحدها ستكون نحو 200 غيغاواط بحلول عام 2030، و600 غيغاواط بحلول عام 2050.
وتُعَد أنظمة تخزين الكهرباء عنصرًا حاسمًا لتمكين تكامل مصادر الطاقة المتجددة وإنشاء نظام طاقة آمن ومنخفض الانبعاثات وبأسعار معقولة.
وتأتي أهمية منشآت تخزين الكهرباء من أنها تستخدم لمساعدة توفير الطاقة، عند الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، سواء طاقة الرياح، أو الطاقة الشمسية، والإسهام في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يساعد على مساعي إزالة الكربون.
ويُمكِّن تخزين البطاريات شبكات الكهرباء الوطنية من زيادة كفاءة طاقة الرياح إلى الحد الأقصى عن طريق تقليل مقدار الوقت الذي تحتاج إليه مزرعة الرياح للإغلاق، أو "التقليص"، بسبب اختلالات العرض والطلب أو قيود الشبكة.
موضوعات متعلقة..
- تخزين الكهرباء في معدن متاح للجميع.. تقنية حديثة قد تنقذ أوروبا
- ارتفاع أسعار الكهرباء في أوروبا.. هل يصبح التخزين حلًا لتراجع طاقة الرياح؟
اقرأ أيضًا..
- منتجات النفط الروسي تتدفق إلى أوروبا عبر مصفاة في هذه الدولة
- باحث فرنسي يتراجع عن هجومه على الغاز المغربي وجدوى الاكتشافات
- اكتشاف نفطي جديد في المجر
