مسؤولة أميركية: تحديد سقف أسعار النفط الروسي يفيد الهند والصين
وروسيا ستواجه صعوبات
مي مجدي
كشفت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، عن أن تحديد سقف أسعار النفط الروسي سيعود بالنفع على الصين والهند وباقي المشترين الآخرين.
وقالت يلين إن الولايات المتحدة ليس لديها اعتراض على شراء الهند النفط الروسي بأسعار أعلى من آلية الحد الأقصى المفروضة من مجموعة الـ7 ما دامت تتجنب الخدمات البحرية والتأمين والتمويل المقيدة بالحد الأقصى، بحسب حوار أجرته مع وكالة رويترز على هامش مؤتمر لتعميق العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والهند.
وأوضحت أن الهند وشركاتها النفطية الخاصة يمكنها شراء النفط بأي سعر ما داموا لا يستفيدون من هذه الخدمات الغربية، ويجدون خدمات أخرى، ولا مشكلة في كلتا الحالتين.
وكانت الولايات المتحدة قد روّجت لفكرة تحديد سقف أسعار النفط الروسي منذ أن وضع الاتحاد الأوروبي خططًا في مايو/أيار (2022) لفرض حظر على الإمدادات الروسية بعد غزوها لأوكرانيا.
وما زالت دول مجموعة الـ7 وأستراليا تعمل على التفاصيل النهائية لسقف الأسعار المقرر فرضه يوم 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الحد من عائدات النفط الروسي
يهدف تحديد سقف أسعار النفط الروسي إلى منع موسكو من تحقيق عائدات ضخمة من الصادرات، وإبقاء الخام الروسي في السوق من خلال رفض التأمين والخدمات البحرية والتمويل لأي شحنات يزيد سعرها على السقف السعري.
ويمكن أن يتراوح متوسط سقف سعر خام الأورال الروسي بين 63 و64 دولارًا للبرميل.
وترى يلين أن تحديد سقف أسعار النفط الروسي سيسهم في استمرار تراجع أسعار النفط العالمية، وكبح عائدات النفط الروسي.
وأوضحت أن روسيا لن تكون قادرة على بيع كميات النفط نفسها كما هو الحال الآن فور وقف الاتحاد الأوروبي الواردات دون اللجوء إلى السقف السعري أو خصومات أكبر من الأسعار الحالية.
وتابعت: "سيكون من الصعب على روسيا الاستمرار في شحن الكمية نفسها من النفط عندما يتوقف الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي.. وستبحث بشدة عن مشترين؛ حيث يعتمد الكثير منهم على الخدمات الغربية".
خطة الهند
في ظل هذه الأوضاع، أصبحت الهند ثاني أكبر مستورد للنفط الروسي بعد الصين.
وجاءت تصريحات يلين بعد أن أشار وزير الخارجية الهندي، الأسبوع الماضي، إلى أن بلاده ستواصل شراء الخام الروسي؛ لأنه يعود بالنفع على الهند.
في الوقت نفسه، أعرب مسؤولون هنود عن قلقهم من آلية الحد الأقصى للأسعار غير المكتملة.
ويعتقد مسؤول هندي أن بلاده لن تتبع آلية الحد الأقصى للأسعار، مؤكدًا أهمية استقرار الإمدادات والأسعار.
استفادة الصين من الآليات
في الوقت نفسه، صرحت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، اليوم الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بأن شراء الصين النفط الروسي يتماشى مع خطط الدول الغربية تمامًا لإبقائه في السوق العالمية.
وأكدت يلين، على هامش فعاليات اجتماعات قمة الـ20 في جزيرة بالي في إندونيسيا، أن بكين ستستفيد من آلية الحد الأقصى لسعر النفط الروسي التي ستفرض خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2022).
وأشارت إلى أن وجود سقف لسعر النفط الروسي سيمنح الصين وباقي المشترين نفوذًا أكبر للتفاوض بشأن خفض الأسعار، مضيفة: "سيباع نفط روسيا بأسعار تنافسية، وحصول الهند على هذه الصفقة أو أفريقيا أو الصين أمر يسعدنا وليس مشكلة".
وقالت: "نرى أن الحد الأقصى للسعر أمر يفيد الصين والهند ومشتري النفط الروسي كافة".
تدابير روسنفط
في غضون ذلك، تعمل شركة روسنفط، أكبر مصدر للنفط في روسيا، على توسيع تأجير الناقلات لتيسير شحن الخام للمشترين وسط عقوبات غربية تلوح في الأفق تتعلق بتأمين شحنات النفط الروسي.
وفي السابق، اعتادت روسنفط على إنتاج أكثر من 40% من النفط الروسي، وبيعه في ميناء الشحن؛ ما يعني أنه سيتعين على المشتري العثور على ناقلات والتعامل مع تكاليف الشحن والتأمين للرحلة.
وعلى الرغم من ذلك، دفعت التطورات الجديدة عملاء روسفنط إلى مطالبتها بالتعامل مع التسليم إلى الوجهة النهائية، من خلال تحمل تكاليف التأمين والشحن.
وقالت يلين إنه حتى مع الناقلات الروسية والصينية وأسطول الظل ستكون هناك صعوبة بالغة في بيع كمية النفط نفسها دون توفير أسعار معقولة.
في المقابل، أعربت شركات التأمين عن قلقها، الأسبوع الماضي، من عدم وضوح آليات تحديد سقف أسعار النفط الروسي حتى الآن، ويهدد ذلك بترك الناقلات المحملة بالنفط في عرض البحر.
وفي حال اكتشاف هذه الشركات أن هذا النفط بِيع بسعر أعلى من السقف السعري؛ ستكون الناقلات معرّضة لإلغاء التغطية التأمينية وعدم تسلم المشترين الشحنات، ومن ثم التخلي عنها بالقرب من المواني.
وسيخلق ذلك مشكلات مالية ولوجستية ومخاطر بيئية تهدد الدول المجاورة عند حدوث أي تسرب.
وفي وقت سابق، كشفت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن الموافقة على معايير لتحديد سقف أسعار النفط الروسي.
ومن بين هذه المعايير، ستخضع كل شحنة من النفط الروسي المنقول بحرًا فقط لسقف الأسعار عند بيعها لأول مرة إلى مشترٍ على البر، وفي حالة تكرير شحنة من النفط الروسي إلى مشتقات، مثل البنزين؛ فيمكن تداولها مرة أخرى في البحر دون التعرض لسقف الأسعار.
ووافق المسؤولون على أن يكون سقف أسعار النفط الروسي ثابتًا مع مراجعته بانتظام حسب الحاجة.
زيادة الصادرات الروسية
في غضون ذلك، زادت صادرات النفط الروسي إلى آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية عقب فرض العقوبات الغربية ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقفزت صادرات الخام الروسي المنقولة بحرًا إلى آسيا 6 مرات خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول (2022)، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021، حسب بيانات رفينيتيف.
وارتفعت واردات الهند من النفط الروسي، خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2022، بنسبة 1252% على أساس سنوي.
كما أصبحت روسيا أكبر مصدر للخام إلى الصين، خلال المدة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز (2022).
وما زالت كميات ضخمة من النفط والمشتقات النفطية تتدفق من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن سيتعين عليها توجيه هذه الصادرات إلى مناطق أخرى بدءًا من ديسمبر/كانون الأول (2022).
موضوعات متعلقة..
- النفط الروسي يزيح العراق من صدارة واردات الهند.. والسعودية ثالثًا
- صادرات النفط الروسي إلى الصين ترتفع.. والسعودية تحتفظ بالمقدمة
- الاتفاق على معايير لتطبيق سقف أسعار النفط الروسي
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط ينتعش.. وهذه هي الأسباب (مقال)
- أوروبا تريد الهيدروجين من خطوط نقل الغاز في المغرب والجزائر
- كيف أسهمت مشروعات الطاقة الشمسية في توفير 34 مليار دولار لدول آسيا الكبرى؟ (تقرير)