المصافي الصينية تطالب أرامكو بخفض إمدادات النفط في ديسمبر
وسط تراجع الطلب
مي مجدي
أدّى تراجع الطلب وتقلبات الأوضاع التي تشهدها بكين إلى مطالبة المصافي الصينية شركةَ أرامكو بخفض إمدادات النفط السعودي.
وطلبت المصافي الصينية من الشركة السعودية خفض كميات النفط الخام المقرر تحميلها خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2022)، بعد تراجع الطلب على الوقود نتيجة للقيود المفروضة بسبب جائحة كورونا وتعثر الاقتصاد، حسبما نشرت وكالة رويترز.
وبناءً على ذلك، تسعى المصافي إلى خفض إمدادات النفط السعودي لشهر ديسمبر/كانون الأول (2022) بمقدار نصف معدلات الشهر السابق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الطلب على النفط
في غضون ذلك، انخفض متوسط معدل التكرير في المصافي المملوكة للدولة إلى قرابة 70% بين شهري مايو/أيار وأغسطس/آب (2022) بعد فرض بكين قيودًا صارمة بسبب جائحة كورونا.
وأظهرت بيانات صادرة عن شركة الاستشارات "تشوتشوانغ"، ومقرها الصين، تعافي معدلات التكرير إلى 75%، مقارنة بأكثر من 80% في الأوقات العادية.
وانتعشت واردات الصين من النفط الخام، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بدعم من الطلب في مصفاتين جديدتين تستعدان للتشغيل التجاري.
واشترت الصين النفط الروسي بأسعار مخفضة بعد الأزمة الأوكرانية، وبناءً عليه انخفضت الإمدادات من الموردين الآخرين، ومن بينهم المملكة العربية السعودية.
الإمدادات من أرامكو
على صعيد متصل، خفّضت شركة أرامكو السعودية أسعار بيع الخام العربي الخفيف في ديسمبر/كانون الأول (2022).
كما أبلغت نحو 4 مصافي تكرير بشمال آسيا حصولها على الكميات المتعاقد عليها بالكامل في ديسمبر/كانون الأول (2022).
بالإضافة إلى ذلك، وقّعت الشركة السعودية صفقة جديدة مع شركة التكرير الصينية "تشجيانغ للنفط والكيماويات" المملوكة للقطاع الخاص بقيمة 735 مليون دولار لشراء نحو 7.88 مليون برميل إضافية من النفط.
ووقّع الطرفان الصفقة على هامش فعاليات معرض الصين الدولي الخامس للاستيراد في شنغهاي.
وتعد شركة أرامكو أكبر مصدر للنفط إلى الصين متجاوزة النفط الروسي رغم الخصومات الضخمة.
وبلغت صادرات النفط السعودي إلى الصين، خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، 1.83 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ1.99 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب (2022).
وتُقدر صادرات النفط السعودي إلى بكين، خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، بنحو 65.84 مليون طن، بانخفاض 1% على أساس سنوي.
تراجع أسعار النفط
على صعيد آخر، تراجعت أسعار النفط قبل الكشف عن بيانات التضخم الأميركية، بينما تواصل سياسة "صفر كوفيد" الصينية الإلقاء بظلالها على توقعات الطلب.
فبعد ارتفاع خام برنت فوق 100 دولار، في وقت سابق من هذا الأسبوع، تراجعت الأسعار بسبب المخاوف من توقعات الطلب، كما تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 85 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، عوضت العقود الآجلة بعض خسائرها هذا الربع بعدما وافقت منظمة أوبك وحلفاؤها على خفض الإمدادات، ويترقب التجار بيانات التضخم الأميركية المقرر إصدارها في وقت لاحق، حسبما نقل موقع جيه دبليو إن إنرجي (JWN Energy).
وقال المحلل في شركة "بي في إم أويل أسوشييتس"، تاماس فارغا، إن بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركية يجب أن تقدم بعض الأدلة حول مدى نجاح جهود بنك الاحتياطي الفيدرالي في معالجة التضخم.
في الوقت نفسه، أكد كبار القادة في الصين تمسكهم بسياسة "صفر كوفيد" في البلاد، مع الحث على اتخاذ المزيد من الإجراءات لمحاربة الفيروس.
وأوضح فارغا أن المخاوف المتعلقة بالطلب في الصين، وانتعاش الدولار وتوازن سوق النفط، خلال الربع الرابع، قد تدفع إلى مواصلة هبوط الأسعار، لكنه حذر من قرب تطبيق قرار حظر النفط الروسي في الاتحاد الأوروبي وسقف الأسعار الذي وافقت عليه مجموعة الـ7.
واقتربت الأرباح المعيارية للناقلات العملاقة من 80 ألف دولار يوميًا، يوم الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار (2020).
وقال مالكو الناقلات في إعلانات نتائج الأرباح إنهم يتوقعون زيادة مسافات الشحن في الأشهر المقبلة بسبب العقوبات المفروضة على الإمدادات الروسية.
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
- وزير البيئة في ساحل العاج للطاقة: قمة المناخ تشهد مواجهة بين الدول النامية والمتقدمة
- لتعويض النفط الروسي.. الهند تكثّف صادراتها من زيت الوقود إلى أميركا