استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تراجعت استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا إلى أقل مستوى في 11 عامًا خلال العام الماضي (2021)، في وقت يتزايد فيه الإنفاق على التقنيات النظيفة حول العالم.
وأوضحت مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، في تقرير حديث، أن الإنفاق الرأسمالي على مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة في أفريقيا بلغ 2.6 مليار دولار في العام الماضي (2021)، هو الأقل منذ عام 2010.
وتراجعت استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا بنسبة 35% على أساس سنوي خلال 2021، رغم ارتفاع الإنفاق العالمي بنسبة 9%، ليسجل مستوى قياسيًا عند 434 مليار دولار، وفق التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا
تتخلّف استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا كثيرًا عن بقية العالم، على الرغم من الموارد الطبيعية البارزة والطلب المتزايد على الكهرباء، إذ تستحوذ القارة السمراء على 0.6% فقط من الإجمالي العالمي.
وكانت تدفقات رأس المال إلى أفريقيا على مدى العقد الماضي غير متسقة للغاية، فعلى الرغم من تجاوزها 9 و11 مليار دولار في عامي 2012 و2018 على التوالي، فإنها كانت أقل من 4 مليارات دولار سنويًا منذ عام 2018، قبل أن تهبط بوتيرة كبيرة العام الماضي.
وتتركز استثمارات الطاقة النظيفة داخل أفريقيا في عدد قليل من الأسواق، إذ استحوذت جنوب أفريقيا ومصر والمغرب وكينيا على ما يقرب من ثلاثة أرباع الإجمالي منذ عام 2010، بنحو 46 مليار دولار،في حين حصلت بقية الدول على 16 مليار دولار فقط خلال المدّة نفسها.
وفي عام 2021 فقط، جاءت جنوب أفريقيا في المرتبة الأولى داخل القارة مع استثمارات في الطاقة المتجددة بلغت 753 مليون دولار، يليها ساحل العاج ونيجيريا بنحو 282 و280 مليون دولار على التوالي.
بينما حلّ المغرب وكذلك مصر في المركزين الرابع والخامس باستثمارات 260 و238 مليون دولار على الترتيب، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم التالي الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة المتجددة عالميًا بين عامي 2018 و2022:
الاستثمارات حسب المصدر
تستحوذ الطاقة الشمسية على 57% من استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا خلال المدّة بين عامي 2010 و2021، كونها السعة المركبة الأكثر انتشارًا في القارة، تليها طاقة الرياح بنحو 30% خلال المدّة نفسها.
وبلغ الاستثمار في الطاقة الشمسية ذروته عند 5.9 مليار دولار في 2015، قبل أن يتراجع منذ ذلك الحين، ليسجل 1.3 مليار دولار في العام الماضي، وهو الأقل منذ عام 2011.
وتجاوزت سعة الطاقة الشمسية المركبة في أفريقيا 13 غيغاواط بنهاية 2021، مع إضافة 8 غيغاواط منذ عام 2019، بقيادة جنوب أفريقيا ومصر والمغرب.
بينما تراجع الإنفاق على طاقة الرياح في أفريقيا إلى 734 مليون دولار في عام 2021، مسجلًا أقل مستوى منذ 4 سنوات، مع وصول السعة المركبة في القارة إلى 7.6 غيغاواط.
وارتفعت حصة الطاقة الشمسية من إجمالي قدرة الكهرباء المركبة في أفريقيا من 1.8% عام 2017 إلى 5.5% في العام الماضي، كما زادت حصة طاقة الرياح إلى 3.2%، لكن ما يزال الوقود الأحفوري يمثّل 75%.
ويوضح الرسم البياني التالي سعة الطاقة الشمسية في أفريقيا بين عامي 2012 و2021، وفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا):
لماذا تتراجع الاستثمارات في أفريقيا؟
تحد السياسات الحكومية غير الملائمة من فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة، إذ تُعَد البيئة المستقرة والمحددة جيدًا أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز التقنيات النظيفة.
وقطعت العديد من الدول الأفريقية خطوات جديرة بالملاحظة لتحسين سياساتها مع التركيز على جذب التمويل لمشروعات الطاقة النظيفة.
ومن بين 42 دولة أفريقية شملها استطلاع لمؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، فإن 86% من هذه الدول لديها أهداف طويلة الأجل للطاقة النظيفة بنهاية 2021، ارتفاعًا من 57% في عام 2019.
ويُقارن ذلك مع 97% في آسيا والمحيط الهادئ و95% في الأميركتين و97% في أوروبا، حسب التقرير الذي اطلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، فإن البلدان لم تفعل سوى القليل لتنفيذ برامج ملموسة، لضمان تحقيق أهدافها طويلة الأجل المتعلقة بالطاقة النظيفة وجذب المزيد من الاستثمارات.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.. تطورات في 4 دول (تقرير)
- استثمارات الطاقة المتجددة قد تتجاوز النفط والغاز في 2022 (تقرير)
- استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا تقارب 226 مليار دولار خلال النصف الأول (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مبادرة كندية لمكافحة تغير المناخ تحظى بانضمام أكثر من 50 شركة كبيرة (تقرير)
- مشروعات احتجاز الكربون الجديدة قد تجعل خليج المكسيك رائدًا عالميًا (تقرير)