التقاريرتقارير النفطرئيسيةعاجلنفط

أفريقيا.. كيف تواجه صناعة النفط والغاز تحدي الطاقة؟

أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • فقر الطاقة يمثل تحديًا لأفريقيا قبل الحديث عن الطاقة النظيفة
  • استغلال موارد النفط والغاز أسرع طريق لحل أزمة فقر الطاقة
  • نقص الاستثمارات أبرز التحديات أمام تسويق موارد الغاز
  • خفض التكاليف وتقديم إعفاءات ضريبية مهمان لدعم صناعة المنبع
  • خفض انبعاثات الكربون ضروري في عمليات الاستكشاف والإنتاج

تعدّ أفريقيا في موقف خاص، عند الحديث عن الأهداف المناخية؛ كونها تواجه تحديات مزدوجة متمثلة في القضاء على فقر الطاقة من جهة، وتعزيز الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري من جهة أخرى.

وعلى الأقل، في الوقت الحالي، يُمكن أن تستغل أفريقيا مواردها من النفط والغاز في التخلّص من فقر الطاقة، مع العمل على خفض الانبعاثات في هذا القطاع، في ظل رؤية البلدان الأفريقية أن الطاقة النظيفة لن تقضي على نقص الكهرباء الذي تعانيه القارة.

وفي أسبوع الطاقة الأفريقي، المنعقد أوائل الشهر الجاري، تزايدت دعوات المسؤولين الأفارقة إلى مزيد من الاستثمار في النفط والغاز، في ظل معاناة القارة السمراء فقر الطاقة.

وفي هذا الإطار، يوضح تقرير حديث لشركة الأبحاث وود ماكنزي، كيف يمكن لصناعة المنبع أن تساعد في تحديات الطاقة التي تواجهها أفريقيا؟

الطاقة في أفريقيا

أفريقيا مسؤولة عن فقط عن 4% من الانبعاثات العالمية رغم أنها تضم خُمس سكان العالم، ليس لأنها تستخدم الطاقة النظيفة، لكن بسبب أن ما يقرب من 500 مليون شخص من إجمالي عدد سكان القارة والبالغ 1.4 مليار نسمة لا يستطيعون الوصول إلى الكهرباء، بحسب التقرير.

ويرى العديد من الدول الأفريقية الغنية بالموارد أن النفط والغاز والفحم هي المسار السريع لتحسين الوصول إلى الكهرباء ونوعية الحياة ودفع النمو الاقتصادي، أولًا قبل التفكير في تحوّل الطاقة.

وتنعم أفريقيا بالفعل بثروات النفط والغاز، مع اكتشاف احتياطيات 61 مليار برميل نفط مكافئ بين عامي 2011 و2020، وهو تقريبًا ضعف الاكتشافات في أي منطقة أخرى، لكن الغاز يمثل معظم هذه الاحتياطيات، وهو ما يفاقم الصعوبات المستمرة في تسويق الموارد في أنحاء كثيرة من القارة.

اكتشافات نفطية في أفريقيا

وفضلًا عن ذلك؛ فإن حصة أفريقيا من الاستثمارات العالمية في الاستكشاف والإنتاج في العقد الحالي تقدر بنحو 5%، بحسب تقديرات وود ماكنزي.

وتقف عدة تحديات أمام أفريقيا في جذب المزيد من الاستثمارات؛ إذ تتجه الشركات العالمية إلى الإنفاق على المشروعات طويلة الأجل، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، وسط الطموحات المناخية لتحقيق الحياد الكربوني، في الوقت الذي يُخيم فيه عدم اليقين بشأن الطلب المستقبلي على النفط والغاز.

وأمام ذلك، اقترحت وود ماكنزي 3 عوامل رئيسة يمكن أن تدعم أفريقيا في الحفاظ على حصتها من الاستثمارات العالمية أو زيادتها.

خفض التكاليف

تحتاج صناعة النفط والغاز إلى تقليل تكاليف المشروع وتحسين موعد التسليم، رغم تحسن أداء القطاع بشكل كبير منذ انهيار أسعار النفط عام 2015.

ومع ذلك، كون غالبية الاكتشافات الأخيرة تتعلق بالغاز الطبيعي، يجعل الأمر أكثر صعوبة؛ لأنها تعتمد على صادرات الغاز المسال في تسويقها، في ظل محدودية الأسواق المحلية؛ ما يجعل المشروعات معقدة والتكاليف مرتفعة، بحسب التقرير.

ولذلك، فإن إيجاد حل اقتصادي لموارد الغاز أمر بالغ الأهمية للدول الغنية بهذا الوقود الأحفوري، بما في ذلك موزمبيق وتنزانيا والسنغال وموريتانيا، وهو ما تعمل عليه موزمبيق لتسويق حقل روفوما عن طريق مبيعات الغاز المحلية والإقليمية وتوليد الكهرباء بالإضافة إلى تصدير الغاز الطبيعي المسال، بحسب رؤية وود ماكنزي.

تقديم حوافز ضريبية

يجب أن تستخدم الحكومات الضريبة كونها أداة فعّالة للغاية لتحويل رأس المال إلى حيث تريد؛ فعلى سبيل المثال، بدأت صناعة الغاز في نيجيريا في التسعينات فقط بعد أن وضعت الحكومة حوافز ضريبية محددة، وفقًا للتقرير.

وفي ظل تحوّل الطاقة؛ فإن الحكومات قد تعمل على زيادة معدلات الضرائب وتقوية موقف شركات النفط الوطنية، لكن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، والحدّ من الاستثمارات الجديدة.

وأمام ذلك، فإن الطريقة الصحيحة هنا أن تخفض الحكومات الضرائب المفروضة على الاستثمارات الجديدة مثلما فعلت نيجيريا وأنغولا، بل يمكن أن تقدم إعفاءات ضريبية لمصادر الطاقة المتجددة كما فعلت النرويج وسلطنة عمان، وفق وود ماكنزي.

ومن شأن التشجيع على الاستثمار في الطاقة المتجددة، أن يكون بمثابة طريقة لبدء إزالة الكربون من صناعة الاستكشاف والإنتاج.

الدول المنتجة للنفط - أفريقيا

تقليل الانبعاثات

وفق التقرير؛ فإن أفريقيا تُعد من أكبر المناطق ذات الكثافة الكربونية العالية في عمليات المنبع، ومع تحوّل الطاقة سيتباطأ استيراد النفط والغاز ذوي الكثافة العالية للانبعاثات.

وهنا يتعين على البلدان الأفريقية التعامل مع المصادر الـ3 الكبرى لانبعاثات المنبع، وهي الحرق، والإنتاج والمعالجة، وتسرب الميثان.

وباتت الانبعاثات المنخفضة معيارًا رئيسًا للتقييم بالنسبة لشركات النفط العالمية في تخصيص الاستثمار للمشروعات الجديدة، كما أصبحت شرطًا مسبقًا للمقرضين لتأمين التمويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    ماهي التحديات في عمليات البحث والتنقيب عن النفط والغاز في افريقيا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق