التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةروسيا وأوكرانيامنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

صناعة البتروكيماويات تواجه مخاطر عديدة مع أسعار الطاقة المرتفعة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

ما لبثت صناعة البتروكيماويات العالمية أن تتعافى من تداعيات وباء كورونا، حتى تواجه تحديات جديدة، على رأسها ارتفاع أسعار الطاقة، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتشكّل المواد الأولية للبتروكيماويات 12% من الطلب العالمي على النفط، حسب المعلومات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، لكن القطاع تضرَّر من مخاوف الركود الاقتصادي التي تؤثّر سلبًا في الطلب.

وفي هذا الصدد، أكد أمين عام أوابك علي سبت بن سبت -في تصريحات سابقة- أهمية صناعة البتروكيماويات بصفتها أحد أهم مصادر الدخل للدول المنتجة للنفط.

وتوضح شركة الأبحاث وود ماكنزي في تقرير حديث، نقلته وحدة أبحاث الطاقة، 5 عوامل تُشكّل مستقبل صناعة البتروكيماويات عالميًا.

ارتفاع أسعار الطاقة

شكّلت أسعار الطاقة المرتفعة ضغوطًا كبيرة على صناعة البتروكيماويات، مع تداعيات أزمة روسيا وأوكرانيا، التي دفعت أسعار الغاز لمستويات قياسية، مع تراجع تدفقات صادرات الطاقة والبتروكيماويات الروسية.

ويشعر قطاع البتروكيماويات في أوروبا بارتفاع تكاليف الطاقة أكثر من آسيا، لأن الشركات الأوروبية تشتري الغاز من السوق الفورية في الغالب، مما يقوّض القدرة التنافسية.

وترى وود ماكنزي في توقعاتها على المدى القصير، أنه من غير المحتمل تراجع تكاليف الطاقة في أيّ وقت قريب؛ إذ تقدّر أن أسعار الغاز وفق مؤشر تي تي إف الهولندي ستظل حول مستويات 80 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في العام المقبل (2023)، وهو المستوى القياسي نفسه، الذي تجاوزته الأسعار للمرة الأولى في أغسطس/آب 2022.

ومن الممكن أن ترتفع أسعار الغاز في أوروبا لمستويات غير مسبوقة، حالَ تعرُّض القارة لطقس أكثر برودة عن المعتاد هذا الشتاء.

ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أسعار الطاقة حول العالم في عام 2021:

أزمة الطاقة - أسعار الطاقة

مصانع البتروكيماويات لا تعمل بكامل طاقتها

فضلًا عن ارتفاع تكاليف الطاقة، فإن تراجع معدل استغلال قدرة الأصول عبر سلسلة القيمة يمثّل عبئًا إضافيًا على صناعة البتروكيماويات مع مخاوف تباطؤ الطلب.

وانتعش القطاع في أواخر العام الماضي (2021) وأوائل العام الجاري (2022)، مع تخفيف قيود الوباء وعودة الاقتصاد لطبيعته، لكن تغيّرت الأمور فيما بعد، مع الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع معدلات الفائدة لمواجهة تسارع التضخم.

وأدت مخاوف دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، ومن ثم تراجع الطلب، جراء معركة البنوك المركزية مع التضخم، إلى تخفيض المخزون على طول سلسلة القيمة البتروكيماوية بأكملها.

وتفاقمت الضغوط مع انتشار فيروس كورونا في الصين وإغلاق مراكز التصنيع الرئيسة في منطقة شنغهاي الكبرى، ما أدى إلى تراجع طلب الصين على الواردات من المواد الكيميائية السلعية.

مخاوف إغلاق المصانع

أصبح تحسين أرباح صناعة البتروكيماويات على المدى القريب أمرًا غير مرجّح، لأن إضافات السعة العالمية تتجاوز نمو الطلب، ما قد يدفع الشركات إلى الإغلاق أو تقليص السعة.

وأمام ذلك، تعدّ مصانع البتروكيماويات أو مصافي التكرير المتكاملة أكثر مرونة، لأنها يمكن أن تستفيد من الأسعار المرتفعة لسلعة ما في تعويض خسائر سلعة أخرى.

صناعة البتروكيماويات
مصفاة تكرير - أرشيفية

وفي عام 2022، تعني هوامش التكرير القياسية أنه يمكن دفع البتروكيماويات إلى السوق بمستويات غير مجدية اقتصاديًا، في سبيل زيادة إنتاج وقود النقل.

وهذا يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المنشآت المستقلة، التي من المحتمل إغلاق العديد منها خلال العام أو العامين المقبلين، حسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

التحول الأخضر ليس كافيًا

شجعت الأرباح القوية لصناعة البتروكيماويات في وقت سابق على تعزيز الإنفاق الرأسمالي لتحسين إعادة تدوير النفايات البلاستيكية وغيره من الإجراءات المتعلقة بالبيئة، وقادت الشركات الأوروبية هذا الاتجاه.

والآن، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه السوق، أصبحت استثمارات التحول الأخضر مقتصرة على المنشآت التي ستستمر في العمل حتى العقد المقبل، أو التي يُتوقع أن تنجو من العقبات الحالية.

ومع ذلك، أعربت الشركات الأوروبية عن مخاوفها من أن المتطلبات البيئية لأوروبا تعمل على تآكل القدرة التنافسية للمنطقة.

وهذا يعني أنه دون دعم السلطات التنظيمية، فإن تهديد القدرة التنافسية للواردات يزداد، ما يقوّض القابلية للنمو في القطاعات التي تقود التحول الأخضر.

استدامة المواد أمر مهم

سلّط الصراع بين روسيا وأوكرانيا الضوء على أهمية أمن الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها، مع التضحية بالاستدامة على المدى القصير.

ورغم ذلك، فإن تحقيق استدامة مدخلات صناعة البتروكيماويات لا يقلّ أهمية عن تحول الطاقة لتحقيق الحياد الكربوني، حسب وود ماكنزي.

ولهذا تُعدّ عملية تدوير النفايات إلى المواد الأولية أمرًا بالغ الأهمية، كما تتطلب تقنيات وشراكات جديدة لتقديم الاستثمارات اللازمة على طول سلسلة القيمة بأكملها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق