هل تنقذ الطاقة الشمسية أوكرانيا من هجمات روسيا على محطات الكهرباء؟
أمل نبيل
يمكن أن تؤدي الطاقة الشمسية دورًا مهمًا في إنارة المنازل الأوكرانية وتدفئتها، التي تواجه خطر الظلام والتجمد بردًا في فصل الشتاء المقبل، مع استمرار الهجمات الروسية على محطات توليد الكهرباء في البلاد.
وتعرَّض ما يصل إلى 40% من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لأضرار جسيمة جرّاء الهجمات الصاروخية الروسية على قطاع الطاقة في البلاد، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الخبير في الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء، زكاري شاهان، إن الغزو الروسي على أوكرانيا لم يكن حربًا عادية على الإطلاق؛ إذ لم يقتصر الأمر على استهداف المدنيين، بل امتدّ ليشمل محطات توليد الكهرباء الرئيسة والفرعية والمحولات، وفقًا لموقع كلين تكنيكا (cleantechnica).
وأضاف شاهان أن روسيا ستعمل على زيادة هجماتها على إمدادات الطاقة الكهربائية في أوكرانيا؛ لأنها فشلت في الفوز في ساحة المعركة.
الطاقة الشمسية في أوكرانيا
قال زكاري شاهان، إن الأوكرانيين في أمسّ الحاجة إلى معدّات توليد كهرباء سهلة ولامركزية وسريعة التركيب.
وأوضح أنه على الرغم من أن توربينات الرياح الكبيرة قد تكون مناسبة بشكل أفضل لتوفير كهرباء رخيصة الثمن للأسر الأوكرانية؛ فإنها تستغرق وقتًا طويلًا لتثبيتها، وتتطلب الكثير من الخبرة، في حين يمكن تركيب الألواح الشمسية خلال عدّة أيام.
وتعاني شبكة الكهرباء في أوكرانيا، منذ 3 أسابيع، الهجمات التي ركّزت على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز.
ودعا زكاري شاهان شركات الطاقة الشمسية إلى التبرع بالألواح الشمسية لأوكرانيا؛ لإنقاذ ملايين الأرواح من برودة الشتاء.
ويمكن أن تنخفض درجات الحرارة في أوكرانيا خلال موسم الشتاء إلى -20 درجة مئوية.
في الوقت الحالي، يستعمل العديد من المنازل والبلدات الصغيرة الأوكرانية الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء؛ حيث قُطِعَت أنظمة الكهرباء الأخرى بسبب الأعمال العسكرية الروسية.
واستهدفت روسيا، يوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، 3 محطات للطاقة الكهرومائية في أوكرانيا، في ظل محاولاتها لإغراق كييف في براثن الظلام، بحسب صحيفة الغارديان.
وقبل الحرب، التي اندلعت شرارتها في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، أسهمت الطاقة الكهرومائية في نحو 14% من إنتاج الكهرباء في البلاد.
وقصفت روسيا منشأة صناعية وبنية تحتية للطاقة في منطقة "كريفي ريه" في مدينة "دنيبروبتروفسك"، في 19 أكتوبر/تشرين الأول (2022)؛ ما ألحق أضرارًا جسيمة بشبكة الكهرباء في البلاد.
تاريخيًا، تمتّعت أوكرانيا قبل الحرب الروسية بفائض في الطاقة، والآن قد تحتاج الدولة الواقعة في شرق أوروبا إلى شراء الإمدادات من دول الجوار.
أزمة الطاقة في أوروبا
يمكن أن تؤدي أوكرانيا دورًا رئيسًا في حل أزمة الطاقة في أوروبا؛ ففي حال انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي -كما هو مقترح حاليًا- ستكون أكبر الدول الأعضاء مساحة، ويمكن استعمال هذه المساحات الشاسعة في توليد الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية وطاقة الرياح.
وتسعى أوروبا إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسي في ظل تراجع الإمدادات من موسكو بعد توتر العلاقات بين البلدين بسبب الحرب على أوكرانيا وما تلاها من عقوبات غربية على قطاع الطاقة في البلاد، كما تعتزم بروكسل حظر صادرات النفط الروسي في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل (2022)، وحظر المنتجات النفطية في فبراير/شباط (2023).
وتشير التقديرات إلى أن توليد الكهرباء المحتمل لأوكرانيا يبلغ 667 غيغاواط؛ من بينها 251 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، وفقًا لموقع غلوب إس إي سي (globsec).
ويبلغ إجمالي سعة توليد الطاقة المركبة في أوكرانيا اليوم نحو 60 غيغاواط، من بينها 6.5 غيغاواط فقط من مصادر الطاقة المتجددة.
قبل الغزو الروسي، حدّدت أوكرانيا لنفسها هدفًا للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2040، وفي عام 2035 في "سيناريو متفائل"، ووضعت هدفًا للوصول إلى 12% من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة النهائي بحلول عام 2025، و17% بحلول عام 2030، و25% بحلول عام 2035.
وتشكّل مصادر الطاقة المتجددة نحو 10% من مزيج الكهرباء في البلاد، بينما تمثّل الطاقة النووية أكثر من نصف الكهرباء في أوكرانيا، بينما يمثّل الفحم نحو 28%.
موضوعات متعلقة..
- انقطاع الكهرباء في أوكرانيا.. ودعم أوروبي طارئ
- التحول إلى الطاقة النظيفة.. غزو أوكرانيا يطلق الإنذار الأخير (تقرير)
- الطاقة المتجددة في أوكرانيا.. خطط إعادة بناء "خضراء" لما بعد الحرب (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تحالف آسيوي يفوز ببناء 5 ناقلات غاز مسال لصالح قطر للطاقة
- واردات اليونان من الغاز المسال ترتفع بدعم من الجزائر ومصر
- تسرب غاز الميثان داخل منجم في قازاخستان يودي بحياة 5 أشخاص