أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

شاحنات الجيش تتدخل لحل أزمة الوقود في فرنسا.. وقرار استثنائي جديد

دينا قدري

تواصل حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون جهودها لتخفيف تداعيات أزمة الوقود في فرنسا، مع استمرار الإضراب العمالي في بعض مواقع شركة توتال إنرجي.

إذ أصدرت الحكومة مرسومًا -نُشر مساء أمس السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول في الجريدة الرسمية- يسمح لعربات البضائع الثقيلة التي تنقل الوقود بالسير بشكل استثنائي، كما حشدت شاحنات الجيش لتسريع عمليات التسليم، بحسب ما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية (Le Monde).

كانت الحكومة قد أصدرت 4 مراسيم مماثلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لمواجهة أزمة نقص الوقود في فرنسا، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تخفيف أزمة الوقود في فرنسا

أوضحت الحكومة الفرنسية أنه في ضوء "التوترات بشأن إمدادات الوقود الملحوظة في الأراضي الوطنية"، رُفع الحظر المفروض على سير مركبات النقل التي تزيد حمولتها عن 7.5 طن بموجب مرسوم سابق صادر في أبريل/تشرين الأول 2021.

ويتعلق المرسوم بأيام الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، والثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني، والأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، لـ"سيارات نقل المنتجات الهيدروكربونية، باستثناء البيوتان والبروبان والغازات للاستخدام الصناعي.

وستكون هذه العربات قادرة على السير خلال هذه الأيام الـ3 "للسماح بالإمدادات بين مستودعات النفط، وكذلك من مستودعات النفط إلى نقاط التوزيع والعملاء النهائيين"، وإعادتها فارغة.

كانت احتجاجات العمال قد عطّلت إمداد محطات الوقود بالبنزين، ما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة من سائقي السيارات لملء خزّاناتهم، فضلًا عن إثارة غضب المواطنين، على مدار الشهر الجاري.

أزمة الوقود في فرنسا تشهد خطوة جديدة
إعادة تعبئة محطات الوقود في فرنسا - الصورة من صحيفة "لاتريبون"

جهود حكومية مستمرة

قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الانتقالية، لوكالة فرانس برس: "لقد طلبنا أيضًا من المستودعات تمديد ساعات عملها اليوم (السبت)، وفتحها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني".

وأشارت المتحدثة إلى أنه "على الصعيد الوطني، تحسّن الوضع بشكل ملحوظ، ولكن لا تزال هناك توترات في إيل دو فرانس، وبدرجة أقلّ في أوفيرني-رون-ألب، وبورغوني-فرانش- كومته".

لم تعد الحكومة تقدّم إحصاءات عن عدد محطات الخدمة التي نفد الوقود منها نتيجة الإضراب في 27 سبتمبر/أيلول، والتي تسببت في صعوبات في الإمداد في جميع أنحاء البلاد.

كما قالت المسؤولة: "ما يراه المحافظون هو أن المحطات تواجه صعوبة أقلّ، ومن ثم لديها ردّ فعل أقلّ لإعلان وضعها على موقع أسعار الوقود"، الذي من المفترض أن يقدّم تقريرًا عن الإمدادات.

وتابعت: "ومن هنا تأتي حقيقة أن بعض المحطات تظهر أحيانًا معطّلة، بينما في الواقع هي غير ذلك".

موعد انتهاء أزمة الوقود في فرنسا

أضافت المتحدثة -في تصريحاتها-: "نواصل عملنا، ونعمل دائمًا على تحرير المخزونات الإستراتيجية لتبسيط الخدمات اللوجستية، وبدعم من الشاحنات من وزارة الجيوش لتقديم المهنيين، في منطقتي بورغون-فرانش-كومته وأوفيرني-رون-ألب على وجه الخصوص".

وأكدت أنه "يُمكن ضخ كميات كبيرة من البنزين في خط أنابيب لوهافر-باريس" لتزويد منطقة إيل دو فرانس، مشددة على أن محطات الطرق السريعة تُعدّ من الأولويات.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الفرنسي للصناعات النفطية أوليفييه غانتوا لإذاعة "فرانس إنفو" يوم الجمعة: "التوترات الخاصة ستختفي في غضون أيام قليلة.. يجب أن يُشعر بالتحسن بحلول نهاية هذا الأسبوع".

وقال، إن الصعوبات مازالت تتعلق بشكل رئيس بالبنزين الخالي من الرصاص غير المستورد.

الإضراب في مواقع توتال

يواصل موقعان تابعان لشركة توتال إنرجي الفرنسية حركة الإضراب، وهما مصفاة غونفرفيل-لورشيه ومستودع فيزين، وفق ما نقلته صحيفة "لاتريبون" الفرنسية (La Tribune).

في فيزين، أبلغ ممثل الاتحاد العام للعمل بيدرو أفونسو عن عمليات مصادرة جديدة أجرتها الحكومة، سمحت بخروج 27 شاحنة صباح يوم السبت (29 أكتوبر/تشرين الأول).

وقال لوكالة فرانس برس: "هذه العمليات غير مبررة على الإطلاق في رأينا.. أُلغي حظر جميع المواقع الأخرى تقريبًا، فلماذا يمنعوننا من الإضراب؟ إن الشرطة موجودة منذ أمس أمام الموقع، لأن المضربين أغلقوا الموقع في إشارة إلى الاحتجاج".

ويتواصل الإضراب بنسبة "90% من المضربين"، وأرسل الاتحاد العام للعمل طلب وساطة إلى وزارة العمل، بحسب قوله.

أرباح ضخمة لشركة توتال إنرجي

أُطلقت حركة الإضراب واسعة النطاق في 27 سبتمبر/أيلول في مصافي ومستودعات توتال إنرجي وإكسون موبيل؛ إذ طالب الموظفون بزيادة الرواتب في مواجهة التضخم والأرباح الضخمة التي تجنيها شركات النفط.

وقد تحسّن الوضع بشكل كبير منذ توقيع اتفاقية الأجور من قبل غالبية نقابات توتال إنرجي، في حين أدى نقص الوقود في محطات الخدمة إلى شَلّ عدّة مناطق في فرنسا لأيام.

كما أعلنت توتال تحقيق صافي ربح قدره 6.6 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022، أو 73 مليون دولار يوميًا خلال هذه المدّة؛ ما يمثّل زيادة بنسبة 43% مقارنة بأرباح الربع الثالث من عام 2021.

وبذلك بلغت أرباح الشركة بقيادة باتريك بويانيه 17.3 مليار دولار خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري (2022)، وهو أعلى من مستوى عام 2021 بأكمله، والذي يفسره الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط والغاز، لا سيما الغاز الطبيعي المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق