تقارير النفطرئيسيةنفط

أزمة توتال إنرجي تتفاقم.. محطاتها في فرنسا تعاني من نقص الوقود

دينا قدري

شهدت محطات توتال إنرجي في مختلف أنحاء فرنسا نقصًا بالوقود وسط زيادة الإقبال بسبب خفض الأسعار، فضلًا عن إضراب عمّال أدى إلى تفاقم الوضع.

وأظهرت الخريطة التفاعلية لمحطات الوقود التابعة لمجموعة النفط الفرنسية العملاقة أن عددًا من المواقع تأثّر بعدم توفر الوقود في جميع أنحاء فرنسا، بحسب ما أفادت به فضائية "بي إف إم" الفرنسية (BFM TV).

إلّا أن توتال أكدت، صباح اليوم الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أنه لا يوجد نقص في الوقود؛ لأنها "قامت بتكوين مخزونات، وتقوم حاليًا بعمليات استيراد منتظمة"، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أسباب نقص الوقود لدى توتال إنرجي

ترجع أزمة نقص الوقود التي تواجهها شركة توتال إنرجي الفرنسية إلى عاملين حديثين، أولهما هو الخصم الذي قررت تقديمه، بالإضافة إلى الخصم المنصوص عليه في قانون القوة الشرائية الذي أقرّته الحكومة.

وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الإقبال على محطات الوقود الخاصة بالشركة الفرنسية.

وقالت: "منذ 1 سبتمبر/أيلول، بداية انخفاض الأسعار في محطات توتال إنرجي، واجهنا تدفقًا كبيرًا من المواطنين داخل شبكة محطاتنا (بزيادة بنحو 30%)".

السبب الآخر لنقص الوقود هو حركة الإضراب الأخيرة التي أثّرت في مصافي الشركة لمدة 3 أيام، الأسبوع الماضي.

ويطالب الموظفون بزيادة الأجور بنسبة 10%، إذ سجلت الشركة أرباحًا قياسية بفضل ارتفاع أسعار النفط.

محطات توتال إنرجي تواجه نقصًا في الوقود
نفاد الوقود من محطات توتال إنرجي - الصورة من رويترز

خفض أسعار الوقود.. هل كان لعنة؟

قدّمت الحكومة الفرنسية خصمًا بقيمة 0.30 يورو (0.29 دولارًا أميركيًا) لكل لتر من الوقود في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2022، ثم ينخفض الدعم إلى 0.10 يورو (0.09 دولارًا) في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول.

من جانبها، أعلنت توتال خصمًا إضافيًا بقيمة 0.20 يورو (0.19 دولارًا) لكل لتر في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول (2022)، ينخفض إلى 0.10 يورو (0.09 دولارًا) في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين 2022، تماشيًا مع قرارات الحكومة الفرنسية، ما يعني أن المواطنين يستفيدون من خصم إجمالي يُقدَّر بـ0.50 يورو (0.49 دولارًا) لكل لتر، في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.

منذ ذلك الحين، شهدت توتال إنرجي زيادة بنسبة 30% في عدد الزيارات لمحطات الوقود الخاصة بها.

وقد تأثّر ما يقرب من 100 موقع من أصل 3500 موقع تمتلكها توتال إنرجي في جميع أنحاء فرنسا بنقص الوقود، قبل عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وفقًا لفضائية "تي إف 1" الفرنسية (TF1).

(1 يورو= 0.98 دولارًا)

توتال تنفي وجود أيّ نقص

من جانبها، أكدت شركة توتال إنرجي، صباح اليوم الإثنين، أنه لا يوجد نقص في الوقود، نظرًا لامتلاكها كميات كافية من المخزون، بالإضافة إلى مواصلة عمليات الاستيراد.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت إلى أنه "على الرغم من الحركات الاجتماعية، فإن إعادة إمداد محطاتنا مستمرة في سياق عملية خفض الأسعار"، مع توقّف عمليات التسليم في أيام (الأحد) بسبب إغلاق المستودعات.

كما أقرّت الشركة بأنها عزّزت وسائلها اللوجستية للحفاظ على إعادة إمداد الشبكة من أجل مواجهة الطلب المتزايد.

وقالت: "لا داعي للاندفاع إلى المحطة، لأن تخفيض السعر المعروض في محطاتنا ساري المفعول حتى نهاية العام".

ومع ذلك، فإن الخصم الذي تقدّمه المجموعة سيكون فقط 0.10 يورو (0.09 دولارًا) لكل لتر من الوقود، بدءًا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 2022.

محطات توتال إنرجي تواجه نقصًا في الوقود
جانب من الإضراب العمالي - الصورة من وكالة فرانس برس

استمرار الإضراب في أكبر مصافي فرنسا

في سياقٍ متصل، استمر الإضراب -الذي بدأ يوم الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول الماضي- في عدّة مواقع نفطية تابعة لمجموعة توتال إنرجي، حتى اليوم، حسبما أفادت منصة "فرانس 24" الفرنسية (France 24)، نقلًا عن الاتحاد العام للعمل.

واستمر الإضراب في مصفاة نورماندي، بالقرب من لوهافر، التي تمثّل 22% من طاقة التكرير في البلاد، والتي "توقفت عن العمل" وفقًا للاتحاد الفرنسي الذي دعا إلى الإضراب.

وقال متحدث باسم شركة توتال إنرجي لوكالة فرانس برس، إنه على الرغم من الحركة الاجتماعية في منصة نورماندي، لا يوجد نقص في الوقود لأن الشركة لديها مخزونات كافية، وتقوم حاليًا بعمليات استيراد منتظم"، مؤكدًا أنها المصفاة الوحيدة "التي شهدت إضرابًا" من أصل 3 مصافٍ تمتلكها الشركة.

إلّا إن الاتحاد العام للعمل أكد أن الإضراب أثّر أيضًا في مصفاة فيزين، إذ لم تخرج أيّ قطرة من المنتجات النفطية، ما قوّض إمدادات محطات الخدمة المضطربة بالفعل".

وتؤثّر الحركة أيضًا في منصة التخزين والمصفاة الحيوية للشركة في لاميد، إذ "لا يدخل أو يخرج أيّ منتج".

يُذكر أن شركة الطاقة الفرنسية العملاقة اضطرت إلى إغلاق مصفاة نورماندي -الأكبر في فرنسا- يوم الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، نتيجةً لإضراب العمال، بناءً على دعوة من الاتحاد العام للعمال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق