تقارير الكهرباءالتقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةروسيا وأوكرانياعاجلكهرباءمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

محطة بيلشاتو البولندية نموذجًا.. كيف يُمكن تحويل محطات الفحم إلى الطاقة النظيفة؟

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تُشكّل توقعات إغلاق محطة بيلشاتو العاملة بالفحم تحديات كبيرة لتوفير الكهرباء في بولندا، بعدما أجبرت أزمة الطاقة العالمية الدول على العودة للوقود الأحفوري من أجل تأمين الإمدادات.

وكانت بولندا قد علّقت قرار حظر استخدام الفحم البني (الليغنيت) حتى أبريل/نيسان من العام المقبل (2023)؛ للتخفيف من حدة أزمة الإمدادات في أكبر مُنتج للفحم بالاتحاد الأوروبي، خاصة بعد قرار حظر استيراد الفحم الروسي، في أعقاب أزمة غزو أوكرانيا.

وترصد دراسة حديثة أجرتها وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، خطة انتقالية للاعتماد على مصادر طاقة نظيفة ومرنة في محطات الكهرباء بدلًا من الفحم؛ لمعرفة مدى جدوى نشر تقنيات منخفضة الكربون.

وتعتمد الدراسة -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- على محطة بيلشاتو في بولندا، وهي أكبر محطة كهرباء تعمل بالفحم في أوروبا، باعتبارها نموذجًا قد يُشجع التحول الناجح فيها على تكرار التجربة في مختلف محطات الفحم حول العالم.

جدوى التقنيات النظيفة

من شأن التحول إلى الطاقة النظيفة أن يخفض التكاليف الإجمالية لنظام الكهرباء في منطقة لودز في بولندا -حيث تقع محطة بيلشاتو- مع الحفاظ على أمن الطاقة.

وتؤدي محطة بيلشاتو -سادس أكبر محطة فحم عالميًا- دورًا حيويًا في شبكة الكهرباء بأوروبا الوسطى في ظل أزمة الطاقة الحالية، مع قدرة تبلغ 5.1 غيغاواط.

ووجدت الدراسة أن مساحة الأرض القائمة عليها محطة بيلشاتو البولندية يمكن أن تشهد تركيب 11 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لاستبدال 80% من قدرة توليد الكهرباء القائم على الفحم البني "الليغنيت".

ومن الممكن -أيضًا- استبدال السعة نفسها من الفحم عبر تركيب 6 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية المقترنة بالغاز أو الكتلة الحيوية أو محطة تحويل النفايات.

محطات الكهرباء العاملة بالفحم
محطة كهرباء تعمل بالفحم - أرشيفية

ووجدت الدراسة أن توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في منطقة لودز غالبًا يحدث في أوقات مختلفة، وهو أمر مهم حتى تكمل كل منهما الأخرى.

وحتى الآن، أعلنت الشركة المالكة لمحطة بيلشاتو "بي جي إي" خططًا لتركيب سعة 100 ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ ما يستبدل 4% فقط من قدرة توليد الكهرباء عبر الفحم في المحطة خلال عام 2021، وهي خطط غير كافية وقد تعرّض أمن الطاقة في البلاد للخطر.

لماذا يجب دعم التحول في محطة بيلشاتو؟

من المتوقع إغلاق محطة بيلشاتو تمامًا بحلول عام 2036، مع نفاد موارد الليغنيت المحلية، وعدم الجدوى المالية للاستثمارات الجديدة في التعدين.

ويأتي ذلك مع توقعات تراجع إنتاج فحم الليغنيت بنسبة 75% في بولندا خلال المدة من 2021 إلى 2030، حتى في ظل أسعار الغاز المرتفعة.

كما يُتوقع أن تصبح محطة بيلشاتو غير مجدية اقتصاديًا في موعد أقصاه 2031، مع زيادة تكاليف الوقود وارتفاع أسعار الكربون، وفق التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن هذا المنطلق، من الضروري التفكير في كيفية استمرار هذه المحطة العملاقة لتأمين إمدادات الكهرباء في بولندا، وخفض الانبعاثات.

وأطلقت محطة الكهرباء البولندية 33.2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنهاية عام 2021؛ ما يجعلها أكثر مصدر منفرد إطلاقًا للانبعاثات في أوروبا.

وتتمتع بولندا بأحقية الحصول على 3.5 مليار يورو (3.4 مليار دولار) لدعم انتقال 5 مناطق في البلاد بعيدًا عن الفحم بحلول عام 2030، ويمكن لهذه الأموال أن تساعد منطقة لودز في إضافة سعة جديدة من الطاقة النظيفة وتقليل التداعيات السلبية للتخلي عن الفحم فيما يتعلق بالوظائف المفقودة وغير ذلك.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكثر 10 دول تستخدم الفحم في توليد الكهرباء عالميًا، وفي الصدارة -دون منافس- تحل الصين:

أكثر 10 دول تستخدم الفحم في توليد الكهرباء

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق