غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

أسعار الغاز الطبيعي في غرب تكساس تقترب من الصفر .. وهذه هي الأسباب

مي مجدي

وسط ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بنحو 25 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، و5 دولارات في مؤشر هنري هوب، تقترب أسعار الغاز الطبيعي في غرب تكساس من الصفر.

فقد أدى ازدهار إنتاج الغاز الطبيعي في حوض برميان إلى إغراق خطوط الأنابيب، مما خلق وفرة في الوقود بالمنطقة، وتراوحَ سعر الغاز الطبيعي المتداول في واحة هوب -الموجود غرب تكساس- يوم الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بين 20 و70 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، حسب وكالة بلومبرغ.

ويمثّل ذلك تناقضًا صارخًا مع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية البالغة أكثر من 25 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وحتى داخل الولايات المتحدة، إذ يبلغ سعر العقود الآجلة في مؤشر هنري هوب قرابة 5.20 دولارًا.

ويُعتقد أن شحّ أسواق الغاز الأوروبية والآسيوية سيكون له تداعيات غير مباشرة على الديزل والفحم والكهرباء، خاصة مع تدافع الحكومات والمرافق على الطاقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ازدهار الإنتاج

السبب الرئيس وراء انخفاض الأسعار بغرب تكساس هو التخمة المتزايدة وسط ازدهار الإنتاج.

ومن المتوقع استمرار زيادة الإنتاج في حوض برميان، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما من المتوقع أن يصل الإنتاج في حوض برميان إلى مستوى قياسي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، حسب بيانات مجموعة إنرجي إن ديبث، وهي مجموعة ضغط في صناعة النفط والغاز.

وأشارت المجموعة إلى أن حوض برميان يمكنه زيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي بصورة كبيرة في السنوات المقبلة.

وبدأ تراجع أسعار الغاز الطبيعي في مركز الواحة خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، عندما ارتفع إنتاج الغاز إلى نطاق 15 مليار قدم مكعبة يوميًا، حسب بيانات إس آند بي غلوبال بلاتس.

وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أسهم في زيادة الإنتاج بأكبر الأحواض إنتاجًا للنفط والغاز الطبيعي.

ويرصد الرسم البياني التالي تحركات أسعار الغاز الطبيعي اليومية في هنري هوب بين عامي 1997 و2021، وفق ما أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

أسعار الغاز الطبيعي

عقبات تواجه شبكات خطوط الأنابيب

السبب الثاني وراء انهيار أسعار الغاز الطبيعي هو الصعوبات التي تواجه شبكات خطوط الأنابيب، وفقًا لبلومبرغ.

وكان سبب انهيار الأسعار الأخير في ولاية تكساس هو تخمة المعروض التي نتجت عن إغلاق الشبكات الرئيسة بسبب أعمال الصيانة.

وتُجري شركة كيندر مورغان عمليات صيانة لخطّ أنابيب "غلف كوست إكسبريس" بدءًا من 25 أكتوبر/تشرين الأول، في محطات ضغط رانكين وديفلز ريفر وبيغ ويلز.

وتتوقع انخفاض الأحجام إلى مليون و325 ألفًا خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، وإلى مليون و125 ألفًا يومي الخميس والجمعة.

كما تقوم الشركة بصيانة نظام خط أنابيب إل باسو ناتشورال غاز منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول.

وفي الوقت الذي عاقَ تقلُّب الأسعار قدرة شركات الطاقة على الاستثمار في خطوط الأنابيب، كان للمشكلات التنظيمية والمعارضة من الجماعات البيئية تأثير سلبي في تطوير سعة خطوط الأنابيب.

وكانت سعة خطوط الأنابيب المحدودة مشكلة طويلة تؤرّق منتجي الغاز في حوض برميان لسنوات.

وتزداد نقاط الاختناق سوءًا، عندما يتعين على مشغّلي خطوط الأنابيب إجراء إصلاحات وأعمال صيانة تفرض تخفيضات مؤقتة في الضغط أو توقّف الشحن.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز الحقائق عن حوض برميان:

حوض برميان

الأسعار السلبية

في حالة هبوط أسعار الغاز الطبيعي بغرب تكساس إلى المنطقة السلبية، هناك احتمال أن ينظر منتجو الطاقة في إمكان الدفع لأحدهم لسحب الغاز من شبكاتهم، وهو أمر لم يحدث منذ عامين.

ويشار إلى أن الأسعار في المنطقة تحولت إلى سلبية 8 مرات في عام 2020، وأكثر من 20 مرة في عام 2019، بحسب بيانات جمعتها وكالة بلومبرغ.

وقال كبير محللي البيانات في شركة "أو تي سي غلوبال هولدينغز"، إن عدم تخفيف القيود على خطوط الأنابيب في أكبر الحقول النفطية بالبلاد يجعل المنطقة أكثر عرضة للتخمة غير المتوقعة وتقلُّب الأسعار.

وتعدّ التداعيات المناخية من بين المشكلات الأخرى؛ لأن معظم الغاز الذي يُضخّ في حوض برميان هو منتج ثانوي لاستخراج النفط الخام، وعند امتلاء خطوط الأنابيب بشدة، عادةً ما تحرق الشركات الغاز حتى لا تضطر إلى خفض إنتاج النفط أو إيقافه، وقد أثارت هذه الممارسات غضب الجماعات البيئية والفحص من قبل المنظمين.

على الجانب الآخر، قد يؤدي اضطراب الدوامة القطبية، في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إلى اندفاع الهواء البارد نحو النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والصين، وتَعرُّض القارة الأوروبية إلى طقس بارد.

وقد يزيد ذلك من احتمال نقص الطاقة مع تزايد الحاجة للتدفئة، ومن ثم زيادة الطلب على الغاز الطبيعي والفحم والمشتقات النفطية، وفقًا لمحللي بلومبرغ إنتليجنس.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق