السموم البيئية.. المتهم الأول في تفاقم الأمراض العصبية وأبرزها "الخرف" (تقرير)
أهمها الهواء الملوث والنفايات البلاستيكية والمواد الكيماوية
نوار صبح
وجّه الأطباء والعلماء إصبع الاتهام إلى السموم البيئية بأنها وراء الارتفاع القياسي في الاضطرابات العصبية، مثل مرض باركنسون ومرض ألزهايمر، معتبرين أن هناك حالة من الغموض في هذا الشأن.
ومن المنتظر أن يسلط علماء الأعصاب البارزون في الولايات المتحدة، خلال مؤتمر يوم الأحد المقبل 30 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، الضوء على الجهود البحثية الأخيرة لملء الفجوة العلمية الهائلة في فهم الدور الذي تؤديه هذه السموم، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتشمل السموم البيئية كلًا من تلوث الهواء، ومبيدات الآفات، والنفايات البلاستيكية الدقيقة، والمواد الكيميائية دائمة التأثير؛ حيث يهتم الأطباء والعلماء بمعرفة دورها في الإصابة المتزايدة بالأمراض الشائعة مثل الخرف واضطرابات نمو الطفولة.
وقد يتعرض البشر لنحو 80 ألف نوع أو أكثر من المواد الكيميائية السامة خلال العمل واللعب والنوم والتعلم، لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل تحديد آثارها الفردية في الشخص، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويهتم الباحثون والأطباء بتسليط الضوء على تفاعل السموم البيئية أو تأثيراتها التراكمية في الجهاز العصبي مدى العمر.
انتشار البلاستيك والملوثات الكيميائية
لا مفر من وجود بعض الاحتكاك بين البشر والسموم البيئية؛ نظرًا للانتشار واسع النطاق للبلاستيك والملوثات الكيميائية.
في الولايات المتحدة، من المرجّح أن تتعرض مجتمعات الملونين والسكان الأصليين والأسر ذات الدخل المنخفض إلى عدد لا يحصى من الملوثات من خلال المساكن غير الآمنة والمياه والتصنيع والوظائف الزراعية والقرب من الطرق والمنشآت الصناعية الملوثة.
ومن المحتمل أن يؤدي التركيب الوراثي دورًا في مدى تعرض الأشخاص للتأثيرات المرضية للمواد الكيميائية المختلفة، وأظهرت الأبحاث ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي في المجتمعات المثقلة بملوثات البيئة.
في المقابل، لا يُعرف سوى القليل جدًا عن تأثير تلك السموم البيئية في اضطراب الدماغ والجهاز العصبي.
ويوجد إجماع متزايد على أن المورثات والشيخوخة لا تُفسّران بشكل كامل الارتفاع الحاد في الأمراض النادرة مثل مرض ألزهايمر وباركنسون والتصلب الجانبي الضموري، وهو مرض تنكسي على الأرجح انتشر لدى قدامى المحاربين، وفي الأحياء ذات الصناعات الثقيلة.
الفجوة البحثية والسموم البيئية
من المقرر أن يسلط أطباء الأعصاب وجراحو الأعصاب، الضوء على الفجوة البحثية في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لطب الأعصاب (إيه إن إيه) في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس الجمعية الأمريكية لطب الأعصاب، رئيس قسم طب الأعصاب في جامعة بنسلفانيا، فرانسيس جنسن، إن علم الأعصاب يتأخر عن علم مرض السرطان بنحو 15 عامًا.
ودعا إلى دق ناقوس الخطر بشأن هذا الأمر، وجعل المزيد من الأشخاص يجرون أبحاثًا؛ "لأن وكالة حماية البيئة الأميركية (إي بي إيه) لا تحمينا على الإطلاق"، على حد قوله.
تجدر الإشارة إلى أن استخدام العشرات من السموم الخطرة المعروفة مثل الأسبستوس والجليفوسات والفورمالديهايد، يستمر على نطاق واسع في الزراعة والبناء والمستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل في الولايات المتحدة، على الرغم من حظرها في أماكن أخرى.
مرض باركنسون والسكتات الدماغية
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية جهود الشركات للتأثير في وكالة حماية البيئة وإخفاء صلة محتملة بين مبيد الحشائش الشهير "باراكوات" ومرض باركنسون.
ويمكن أن تساعد الأبحاث في تفسير سبب زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء ذات المستويات العالية من تلوث الهواء، وكذلك فحص الارتباط بين أمراض الجنين واضطرابات النمو العصبي.
وقال مدير المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في الولايات المتحدة، ريك وويشيك، إن السموم البيئية لا تتمثل في المبيدات فقط.
وأشار إلى أن المواد الكيميائية المشبعة بالفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل (بي إف إيه إس) موجودة في جميع الأماكن، مثلها مثل جسيمات البلاستيك متناهية الصغير.
وأوضح أن هناك طلبًا بقيمة تريليونات الدولارات على المواد متناهية الصغير، معتبرًا أن الأمر من المثير للقلق أنه يكمن في مدى ضآلة معرفتنا بسمومها.
اقرأ أيضًا..
- قطر للطاقة تختار شل شريكًا ثانيًا بأكبر مشروع غاز مسال في العالم
- هل يؤثر احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي في الأسعار العالمية؟ غولدمان ساكس يجيب
- مستقبل واعد لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب (تقرير)
- أكثر 10 دول إنتاجًا لخام الحديد.. أستراليا والبرازيل في الصدارة (إنفوغرافيك)