التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

عنصرية التلوث.. التنقيب عن النفط يهدد حياة السود والمهاجرين في أميركا (دراسة)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الآلاف من عمليات الحفر تقع على بُعد 100 متر من مجتمعات الملوّنين والمهاجرين.
  • 45 مليون أميركي يتنفسون هواءً ملوثًا بسبب تصنيفات الخطوط الحمراء العنصرية.
  • يتعرض الأميركيون من أصل أفريقي للهواء الملوث بنسبة 38% أكثر من الأميركيين البيض.
  • العيش بالقرب من آبار النفط والغاز يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

أفادت دراسة جديدة أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعة كولومبيا في نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية، حول التنقيب عن النفط، بأن الآلاف من عمليات الحفر تقع على بُعد 100 متر -فقط- من مجتمعات الخطوط الحمراء الخطرة "ريد لاينينغ" (أو المحرومة من قروض الإسكان الفيدرالية).

وأوضحت الدراسة أن مجتمعات الأغلبية السوداء واللاتينية التي صُنِّفَت في أسوأ الدرجات في إطار برنامج الإسكان الفيدرالي التمييزي العنصري المعروف باسم "ريد لاينينغ" لديها ما يقرب من ضعف عدد آبار التنقيب عن النفط مقارنة بالمجتمعات التي تقطنها غالبية من السكان البِيض.

وانضمت هذه الدراسة الجديدة إلى مجموعة كبيرة من الأبحاث التي توضح مدى تعرّض مجتمعات الملونين بشكل كبير للتلوث وما ينتج عنه من نتائج صحية ضارة، وفقًا لما نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في 15 أبريل/نيسان الجاري.

يأتي ذلك في أعقاب تقرير، صدر الشهر الماضي، أفاد بأن 45 مليون أميركي يتنفسون هواء ملوثًا بسبب تصنيفات الخطوط الحمراء العنصرية.

ووجدت الدراسة، الصادرة في مارس/آذار، أنه، مقارنة بالأشخاص البيض، يعيش الأميركيون السود واللاتينيون وسط الضباب الدخاني والجسيمات الدقيقة المنبعثة من السيارات والشاحنات والحافلات ومحطات الفحم وغيرها من المصادر الصناعية القريبة من المناطق التي أُعيد تصنيفها.

التلويث على أساس عنصري

يتوقع المحللون والمراقبون أن يموت السكان السود نتيجة التعرض للتلوث بنسبة 4 أضعاف تقريبًا أكثر من السكان البيض، وفقًا لتحليل "فيومز أكروس ذا فينس لاين"، وهو دراسة أجراها فريق مجموعة "كلين آير تاسك فورس" البيئية.

النفط الصخري - التنقيب عن النفط
حفارات النفط الصخري - أرشيفية

وقال الأستاذ المساعد في علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، جوان كيسي، إن الأميركيين من أصل أفريقي يتعرضون للهواء الملوث بنسبة 38% أكثر من الأميركيين البيض.

وأضاف أن الأميركيين من أصل أفريقي أكثر عرضة بنسبة 75% نتيجة السكن في المجتمعات المتاخمة لمحطات الكهرباء أو المصانع.

وكشفت الدراسة عن أن العيش بالقرب من آبار النفط والغاز يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وضعف وظائف الرئة والقلق والاكتئاب والولادة المبكرة وضعف نمو الجنين.

وفي العديد من الدراسات السابقة، زادت المخاطر بين الأشخاص المهمشين عرقيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. وتتعرض هذه المجموعات نفسها في العديد من مناطق الولايات المتحدة لانبعاثات الآبار وحرق الغاز الطبيعي.

تجدر الإشارة إلى أنه بدءًا من أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، حددت شركة قروض مالكي المنازل (إتش أو إل سي) الأميركية هذه المناطق في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأنها لا تستحق القروض بسبب تسلل السكان المولودين في الخارج أو الزنوج أو السكان من الدرجة الأدنى.

وهذا ما جعل من الصعب على مشتري المنازل من الملونين الحصول على قروض عقارية؛ ومنحت الشركة درجات (إيه) للمناطق التي تقطنها غالبية من البيض ودرجة (دي) للمناطق التي يقطنها سكان من غير البيض، ونصحت الشركة المقرضين بتجنبها.

وتقول الدراسة، التي نُشرت يوم الأربعاء 13 أبريل/نيسان، في مجلة "إكسبوجر سايننس آند إنفيرونمنتال إبيديميليوجي، إن التنقيب عن النفط هو أكبر مصدر للتلوث في المجتمعات التي حصلت على أدنى درجة، وهي (دي).

التنقيب عن النفط
منظر جوي لموقع حفر آبار النفط في جيفرسون في لوس أنجلوس (الصورة من washingtonpost)

كثافة في عدد آبار النفط

وجد الباحثون أن أكثر من 12 ألف بئر حُدِّدَ موقعها في 33 مدينة عبر الولايات المتحدة بين عامي 1898 و2021. وكانت الأحياء التي حصلت على درجة (دي) بسبب وجود السكان السود والمهاجرين على بُعد 100 متر من 6288 موقع حفر.

وكانت المناطق ذات الدرجة (سي) بالقرب من 5.051 موقعًا، وكانت الأحياء ذات الدرجة (إيه)، نظرًا لكون أغلبية قاطنيها من السكان البيض، على بُعد المسافة نفسها تقريبًا من 647 موقعًا. وشهدت المناطق ذات الدرجة (بي)، 581 بئرًا.

وقال أحد مؤلفي الدراسة، ديفيد جيه إكس غونزاليس، إن العدد الإجمالي لمواقع الحفر، وهو 14.567، أكبر من 12 ألف بئر في البيانات؛ لأن الآبار التي تتاخم مجتمعيْن احتُسِبَت أكثر من مرة. وأشار إلى كثافة مرتفعة في حفر الآبار في المناطق ذات الدرجات الأدنى.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق