كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

التخلص التدريجي المبكر من محطات الفحم يحقق 16 تريليون دولار من المكاسب

الفحم المساهم الأكبر في تلوث الهواء والإصابة بأمراض التنفس

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • تلوث الفحم يسبب أمراضًا تنفسية قاتلة
  • التخلص المبكر من الفحم يمنح كل فرد 20 يومًا إضافيًا لعمره
  • الصين تمتلك أكثر من نصف محطات الفحم في العالم
  • رغم تعهداتها في قمة غلاسكو.. الصين تكثف استثماراتها في الفحم
  • مخاوف من دفع غزو روسيا لأوكرانيا إلى بناء مزيد من محطات الفحم

تتسبب محطات الفحم في وفاة 900 ألف شخص سنويًا، والتخلص التدريجي المبكر ينقذ 14.5 مليون شخص من الموت المبكر، ويوفر ما يزيد على 16 تريليون دولار من الرعاية الصحية التي تحتاجها الأمراض الناجمة، وفق تحليل حديث لمعهد "نيو كليمت".

واعتمد تحليل نيو كليمت -الذي نُشرت نتائجه اليوم الثلاثاء الموافق 24 مايو/أيار- على أداة تُدعى "آيربوليم"، وهي تقيس الآثار الصحية الناجمة عن تلوّث الهواء من مصادر مختلفة لتوليد الكهرباء.

وركّز الإصدار الأول من النموذج المعتمد على تلك الأداة على تلوث الهواء من محطات الفحم والغاز، إذ يحسب التأثيرات في الوفيات، وتتمثل في الوفاة المبكرة وسنوات العمر المفقودة، نتيجة الإصابة بأي نوع من 4 أمراض في مرحلة البلوغ، وهي: سرطان الرئة، والانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب، بالإضافة إلى السكتة الدماغية، وجميعها يزداد انتشارها مع التعرض للتلوث.

عمر إضافي

خلص تحليل حديث لمعهد "نيو كليمت" إلى أن التخلص التدريجي المبكر من محطات الفحم يجنّب العالم 14.5 مليون حالة وفاة مبكرة ناجمة عن تلوث الهواء خلال العقود الـ3 المقبلة، ويحقق مكاسب اقتصادية تبلغ 16.3 تريليون دولار، ويعني ذلك إنقاذ 426 مليون سنة من حياة سكان الكوكب، وما يعادل 20 يومًا إضافيًا لعمر كل فرد من المليارات الـ7.9 التي تعيش على سطحه.

وأجرى معهد نيو كليمت التحليل على محطات الفحم في 24 دولة، تمثل 90% من الطاقة العالمية لهذا الوقود الأحفوري الأشد تلويثًا للهواء مقارنة بغيره مثل النفط والغاز.

يُذكر أن محطات الفحم أطلقت نحو 10.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، ما يجعلها المساهم الأكبر في ظاهرة الاحترار العالمي -ارتفاع حرارة الأرض-، والتسبب في وفاة مبكرة لنحو 900 ألف شخص سنويًا.

حرارة الأرض

تفترض كل سيناريوهات التوافق مع اتفاقية باريس للمناخ، والحد من زيادة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، ضرورة التعجيل بالتخلص التدريجي من محطات الفحم، ما يمثل عنصرًا حاسمًا في تحسين جودة الهواء.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أشارت إلى ضرورة التخلص من نسبة 55% من محطات الفحم في 2030، ونهائيًا في 2040، كما تعهدت حكومات الدول في قمة المناخ كوب 26 -التي انعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- ببذل مجهودات الخفض التدريجي لمحطات الفحم.

يُذكر أن محطات الفحم كانت المعضلة الرئيسة التي واجهت رئيس القمة ألوك شارما، في تحقيق مستهدفاتها، والخلاف حولها أجبر أطراف القمة على تمديد العمل يومًا إضافيًا، وقد ضغطت كل من الصين والهند لتعديل النص الختامي من التخلص التدريجي من محطات الفحم إلى الخفض التدريجي، وهو ما دعا شارما إلى وصف نتائج القمة بـ"الانتصار الهش".

400 غيغاواط إضافية

أجرى معهد نيو كليمت التحليل على 90% من محطات الفحم الحالية بسعة 2000 غيغاواط، ورسم خريطة افتراضية لمحطات سعتها 400 غيغاواط تحت الإنشاء.

ووجد أن الهواء الملوث هو المساهم الأكبر لمشكلات الصحة على مستوى العالم، وأن حالة أو أكثر من كل 9 وفيات كانت بسبب رداءة الهواء.

وتُسهم محطات الفحم بنسبة كبيرة من هذا التلوث عبر إطلاق جسيمات أولية -أصغر جزء للمادة- من بعض المواد مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، التي تنتج أجزاء ثانوية، تستطيع اختراق الرئة والولوج إلى الدم، ما يسبب أضرارًا للجهاز الدوري والأوعية الدموية، ويخلق مشكلات صحية تنفسية.

فحم الصين

محطات الفحم
منجم فحم في الصين - الصورة من "كايكسيان غلوبال"

تضم الصين أكثر من نصف محطات الفحم في العالم حاليًا؛ لذلك ستستفيد بصورة أكبر من غيرها في حالة التعجيل بالتخلص التدريجي منها، وفق تحليل معهد نيو كليمت الحديث.

ووجد التحليل أن محطات الفحم في الصين تسبب 720 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا، وأن المحطات الحالية مع الإضافية التي تخطط بكين لتدشينها ستزيد عدد الوفيات المبكرة إلى 21 مليونًا خلال العقود الـ3 المقبلة.

ورغم توقيع الصين على اتفاقية الخفض التدريجي للفحم في قمة غلاسكو، فإنها تواصل تكثيف استثماراتها في بناء محطات جديدة، لدرجة أنها ستدشن سعة تبلغ 180 غيغاواط قبل 2030، تمثّل 10% من الطاقة العالمية الحالية، وفق بيانات مجلس الكهرباء الصيني.

مخاوف الغزو

تثور مخاوف من أن غزو روسيا لأوكرانيا سيدفع الصين إلى زيادة نشاط صناعة الفحم، لتوفير كهرباء موثوقة، وفق معهد نيو كليمت.

ولا يُوصف الوضع خارج الصين في الدول الآسيوية المحيطة بأنه أفضل حالًا، خاصة في دول مثل الهند -ثالث أكبر ملوث عالمي للهواء- وإندونيسيا وبنغلاديش وباكستان، وإذا لم تتخذ دول آسيا -باستثناء الصين- وسائل للخفض التدريجي المبكر لصناعة محطات الفحم، ستعاني 7 ملايين وفاة مبكرة حتى 2050، وفق تحليل معهد نيو كليمت، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق