التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

لتحقيق الحياد الكربوني.. مرافق توليد الكهرباء في أميركا تنتظر تغييرات جذرية (تقرير)

نوار صبح

بهدف تحقيق الحياد الكربوني، تنتظر مرافق توليد الكهرباء في الولايات المتحدة تغييرات جذرية ملموسة، تشبه تلك التي شهدتها منذ أن شغّل توماس إديسون أول محطة لتوليد الكهرباء في عام 1882.

وتهدف تلك التغييرات الجذرية في مرافق التوليد وشبكة الكهرباء إلى بلوغ مرحلة الانبعاثات الصفرية، وهي المرحلة التي تتوقف فيها محطات الكهرباء عن إطلاق غازات الاحتباس الحراري، خصوصًا ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الجوي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى محللون أن تحقيق شبكة الكهرباء ومرافقها هدف الحياد الكربوني يستوجب إجراء تغييرات شاملة تقريبًا، إذ تفصلنا 28 عامًا فقط من الآن وحتى عام 2050.

تضاعف الطلب على الكهرباء

في الإطار الزمني نفسه، من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة على الأقل، حسبما ورد في مقال للصحفي والكاتب الأميركي، لويلين كينغ، نشرته صحيفة "بيلينغز غازيت" (Billings Gazette) اليومية الأميركية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وسيتجاوز الطلب على الكهرباء الضعف، إذ تحل المركبات الكهربائية محل السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، وسيزداد استهلاك الكهرباء في قطاعات الأسمنت والصلب والتصنيع العام، وفقًا لبعض الدراسات الاستقصائية.

ويرى الصحفي والكاتب الأميركي لويلين كينغ، أن مجرد التخلص من الوقود الأحفوري وحده يُعدّ أمرًا صعبًا، لأن 22% من مزيج توليد الكهرباء الحالي يعتمد على الفحم و38% على الغاز الطبيعي.

ويضيف أن نصف محطات التوليد -من الناحية النظرية- ستتوقف عن العمل، في حين يرتفع الطلب على الكهرباء.

الخيارات التكنولوجية لتحقيق الحياد الكربوني

في ظل خيارات وقود الهيدروجين، وتيارات المحيطات، والمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، وبطاريات التخزين الكبيرة، واحتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه، هنالك سؤال بشأن الخيار التكنولوجي الجاهز للنشر والقادر على التغيير في عام 2050 موعد استحقاق الحياد الكربوني.

وتشمل الخطط الأخرى -التي لا تزال قيد الإعداد- استخدام أساطيل النقل المكهربة الجديدة بصفتها بطارية تخزين وطنية عملاقة.

وتتلخص الفكرة في أن تُشحن السيارات الكهربائية في الليل، أو في أوقات أخرى عندما تكون هناك وفرة في الكهرباء، ثم تُباع الكهرباء مرة أخرى إلى المرفق في ذروة المساء عند إضاءة المنازل وازدياد الطلب على الكهرباء.

الحياد الكربوني
أبراج نقل الكهرباء في ولاية تكساس الأميركية - المصدر: فايننشال تايمز

يقول الصحفي والكاتب الأميركي، لويلين كينغ، إن هذه مجرد فكرة ولا يوجد هيكل لهذه الشراكة بين المستهلك والمرافق، ولا توجد أي فكرة عن طريقة تعويض العميل مقابل مساعدة المرافق في ساعات الحاجة.

ويضيف لويلين كينغ أن من الصعب التأكد من وجود ما يكفي من المال لتشجيع الأشخاص على مساعدة مرافق توليد الكهرباء لتحقيق الحياد الكربوني.

ويوضح أنه إلى جانب تكلفة شحن سياراتهم، فإن المستهلكين سوف يتسببون في تعطل بطارياتهم بوتيرة أسرع.

الحلول المقترحة لتحقيق الحياد الكربوني

تولّد الولايات الغربية في أميركا كميات وفيرة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في أثناء النهار، وبعضها يضيع، لأنه متاح عندما لا تكون هناك حاجة إليه في المنطقة، وإنما عندما يكون ذلك بمثابة تغذية كهربائية رافدة في شرق الولايات المتحدة.

ويُعدّ الحل بسيطًا ويتمثّل في بناء المزيد من خطوط النقل لمسافات طويلة، ولن يكون ذلك ممكن التحقيق إلا بالحصول على العديد من التفويضات الحكومية والمحلية والتغلب على المجموعات المعترضة على هذه الإجراءات.

في المقابل، تتطلّع المرافق إلى دعم الشبكة ونقل الكهرباء عبر شبكة أقوى، حسبما أشار الصحفي والكاتب الأميركي، لويلين كينغ، في مقاله بصحيفة "بيلينغز غازيت" (Billings Gazette) اليومية الأميركية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تُجدر الإشارة إلى أنه لا توجد شبكة واحدة وإنما 3 شبكات هي: شبكتا تكساس الشرقية والغربية، ومجلس موثوقية الكهرباء في تكساس (إركوت)، الذي يقتصر على تلك الولاية.

وبحسب تصميم تلك الشبكات، فإنها متصلة بشكل ضعيف بالشبكتين الأخريين، على الرغم من أن ذلك قد يتغيّر، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويوجد الكثير من المدافعين عن هذا التعزيز للشبكة، وفي طليعتهم الحكومة الفيدرالية من خلال تمويل كبير.

وستعمل خطوط نقل الكهرباء الجديدة الأقصر مسافة بين النقاط القوية والضعيفة على تحقيق خطوات ملموسة في تسهيل حركة نقل الكهرباء عبر البلاد.

وستساعد تلك الخطوط على تأسيس شبكة كهرباء وطنية حقيقية في البلاد، في حين يُعد بناء محطات ربط كهربائية قصيرة لبضع مئات الكيلومترات عملًا محفوفًا بالمخاطر.

وستكون مهمة المرافق -التي يزيد عددها قليلًا على 3 آلاف مرفق، معظمها صغيرة- إجراء تغيير كليّ في أثناء إعادة تأهيلها دون قطع الكهرباء.

وعلى الرغم من أن شركات السيارات تتغيّر جذريًا، ويمكن إغلاقها لإعادة تأهيلها؛ فإن مرافق توليد الكهرباء تتطلب تغييرات مستمرة بلا انقطاع، كي لا تنقطع التغذية الكهربائية وتنطفئ الأنوار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق