التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

كيف تصبح ملامح سوق الغاز العالمية حال تحقيق سيناريو الحياد الكربوني؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

تواجه سوق الغاز العالمية حالة من عدم اليقين ما بين رغبة تقليل استثمارات الوقود الأحفوري، وضرورة تعزيز الإمدادات، خاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم أن الغاز يبدو أكثر مرونة وتنوعًا وتكيفًا في ظل تحول الطاقة، فإن وكالة الطاقة الدولية ترى أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب الوقف الفوري لاستثمارات الوقود الأحفوري كافة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي تقرير حديث، تستكشف شركة الأبحاث وود ماكنزي ما قد تبدو عليه سوق الغاز حال نجاح العالم في خفض درجة الحرارة صوب 1.5 درجة مئوية.

الطلب على الغاز

بموجب سيناريو خفض درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن (2050)، من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على جميع الهيدروكربونات بوتيرة متسارعة، باستثناء الغاز الطبيعي، الذي قد يتباطأ نمو الطلب عليه، لكنه سيظل قويًا مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري الأخرى.

وفي ظل تزايد الضغوط على صناعة الهيدروكربونات من أجل إزالة الكربون، فإن سوق الغاز قد تشهد مرونة للطلب، كون الغاز ما زال أمامه دور مهم في تعزيز إمدادات الطاقة العالمية مع التحول إلى المصادر المتجددة، بصفته مصدرًا موثوقًا وأقل أنواع الوقود الأحفوري إطلاقًا للانبعاثات.

ويدعم التخلص التدريجي من الفحم استمرار الطلب على الغاز، إلى جانب الحاجة إليه بصفته مادة وسيطة لإنتاج الهيدروجين الأزرق، والأهم من ذلك مع تزايد حصة الكهرباء المتجددة، يمكن أن توفر محطات الغاز المقترنة بتقنية احتجاز الكربون وتخزينه مصدرًا للمرونة والموثوقية.

وبلغ الطلب العالمي على الغاز 4.037 تريليون متر مكعب في 2021، بارتفاع بلغت نسبته 5.3% على أساس سنوي، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- الطلب العالمي على الغاز الطبيعي حتى نهاية 2021.

الطلب على الغاز عالميًا

وخلاصة القول، إن سوق الغاز العالمية ستظل مرنة إذا كان بإمكان الصناعة تعزيز تقنية احتجاز الكربون، ما يسمح بتقليل الانبعاثات بطريقة فعالة ومنخفضة التكلفة.

استثمارات الغاز العالمية

ما زالت سوق الغاز العالمية في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات على المدى القريب، خاصة بعد أزمة أوكرانيا وتداعياتها على إمدادات الغاز في أوروبا.

وأحدثت الحرب الروسية الأوكرانية تحولات كبيرة قد تظل دائمة في سوق الغاز العالمية، إذ زادت من الطلب على الغاز المسال من قبل أوروبا، وجعلت الولايات المتحدة تُعزز استثماراتها لتلبية الطلب الأوروبي.

واستمرت مشروعات الغاز المسال في الحصول على قرارات الاستثمار النهائي خلال 2022، بعد الموافقة على 50 مليون طن سنويًا من السعة الجديدة خلال 2021، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وترى وود ماكنزي أن التوسع في مشروعات الغاز المسال قد يزيد من مخاطر وفرة العرض أواخر العقد الحالي وحتى أوائل العقد المقبل (2030) في سيناريو شركة الأبحاث لخفض درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.

ومن المتوقع أن تظل استثمارات الغاز محدودة مع تباطؤ الطلب العالمي على الغاز على المدى الطويل؛ خوفًا من أن تصبح أصولًا عالقة.

اختلافات سوق الغاز

تبدو سوق الغاز العالمية مختلفة تمامًا في سيناريو الحياد الكربوني؛ إذ سيتراجع الطلب العالمي عليه على المدى الطويل، بحسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

كما تتجه السوق إلى أن تصبح أكثر تنافسية وديناميكية، مع زيادة دور السلع الخضراء لإزالة الكربون، مثل الهيدروجين والأمونيا.

ومن المؤكد أن انخفاض الأسعار وعدم اليقين بشأن الطلب سيؤثران في استثمارات مشروعات البنية التحتية للغاز مثل خطوط الأنابيب، فضلًا عن التداعيات على أنشطة التنقيب والإنتاج عالية التكلفة.

وفي سيناريو خفض الاحترار العالمي صوب 1.5 درجة مئوية، من المرجح أن تؤثر تعويضات الكربون -على سبيل المثال- في القدرة التنافسية لمشروعات تصدير الغاز.

ويوضح الإنفوغرافيك الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- دور الغاز الطبيعي في عملية تحول الطاقة.

الغاز الطبيعي - تحول الطاقة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق