وكالة الطاقة الدولية تتوقع تباطؤ نمو انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري في 2022
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
تتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو انبعاثات الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري خلال العام الجاري (2022)، بفضل التوسع في مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وأوضحت الوكالة الدولية، في تقرير صادر اليوم الأربعاء (19 أكتوبر/تشرين الأول 2022)، أنه من المتوقع زيادة انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري بأقلّ من 1%، أو ما يعادل 300 مليون طن في عام 2022، ليصل الإجمالي إلى 33.8 مليار طن.
وكانت انبعاثات الكربون قد ارتفعت ملياري طن تقريبًا العام الماضي (2021)، مع التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، وفق التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
ودفعت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا العديد من الدول إلى استعمال مصادر طاقة أخرى بدلًا من الغاز الطبيعي، الذي حجبته موسكو إلى حدّ كبير عن الأسواق.
انبعاثات الوقود الأحفوري
تأتي الزيادة المتوقعة في 2022 مدفوعة بارتفاع توليد الكهرباء وتعافي قطاع الطيران من أقلّ مستوياته بعد انتشار الوباء، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
ومن المقرر أن ينمو الطلب على النفط أكثر من أيّ وقود أحفوري آخر في عام 2022، مع زيادة انبعاثات الكربون المرتبطة بالنفط بنحو 180 مليون طن، بعد رفع قيود السفر المتعلقة بالوباء، خاصة في قطاع الطيران.
ومن المتوقع أن يُسهم قطاع الطيران بنحو ثلاثة أرباع الزيادة في الانبعاثات الناتجة عن استخدام النفط خلال 2022، لكنها ستكون أقلّ من مستويات ما قبل الوباء بنحو 20%.
وتتوقع وكالة الطاقة ارتفاع انبعاثات الكربون العالمية من توليد الكهرباء بالفحم بأكثر من 200 مليون طن أو 2% هذا العام، بقيادة آسيا؛ إذ أدى ارتفاع أسعار الغاز الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تزايد الاعتماد على الفحم.
ونتيجة لذلك، فإن الانخفاض المتوقع في استهلاك الغاز الطبيعي قد يؤدي إلى تراجع انبعاثات الكربون الناتجة عن حرقه بمقدار 40 مليون طن في عام 2022، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الأخبار المشجعة هي أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تملأ الكثير من الفجوة المتعلقة بتراجع استخدام الغاز، مشيرًا إلى أن زيادة انبعاثات الفحم صغيرة ومؤقتة.
ويوضح الرسم التالي التغير السنوي في انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا بين عامي 1975 و2021:
تعزيز التقنيات النظيفة في توليد الكهرباء
ترى وكالة الطاقة الدولية أن نشر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية عالميًا منع ارتفاع انبعاثات الكربون بنحو مليار طن أو أكثر من 3 أمثال الزيادة المتوقعة حاليًا (1%)؛ فعلى الرغم من أن أزمة الطاقة أجبرت الدول على العودة إلى الفحم، قَابلَ ذلك توسّع كبير في التقنيات النظيفة.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تتحسن كثافة الكربون في إمدادات الطاقة العالمية بشكل طفيف عام 2022، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
وتقود الطاقة الشمسية وطاقة الرياح زيادة توليد الكهرباء المتجددة عالميًا خلال العام الحالي، بأكثر من 700 تيراواط /ساعة، وهو أكبر ارتفاع سنوي على الإطلاق.
وتتجه الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحقيق ثلثي النمو في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، مع تسجيل أكبر زيادة من أيّ مصدر آخر في العام الجاري، وفق وكالة الطاقة الدولية.
ومن المرجح ارتفاع توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية على أساس سنوي، لتُسهم بأكثر من خُمس النمو المتوقع في الكهرباء المتجددة، على الرغم من الجفاف الذي تضررت به العديد من المناطق.
وبحسب التقرير، فإن توليد الكهرباء من الطاقة النووية عالميًا قد يتراجع بأكثر من 80 تيراواط/ساعة في 2022، مع تزايد انقطاعات التوليد النووي هذا العام، خاصة في فرنسا.
ويرصد الرسم الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، مزيج توليد الكهرباء في العالم خلال آخر 3 أعوام:
انبعاثات الكربون حسب المنطقة
يُتوقع تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري، على الرغم من زيادة انبعاثات الفحم، بفضل تعزيز الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
ومن المرجح أن تكون زيادة استخدام الفحم مؤقتة في أوروبا، مع وجود مشروعات جديدة للطاقة المتجددة قد تُضيف 50 غيغاواط من السعة في عام 2023، لتكون قادرة على توليد كهرباء أكثر من الزيادة المتوقعة للتوليد من الفحم خلال 2022.
وفي الصين، من المقرر أن تظل انبعاثات الكربون ثابتة على نطاق واسع هذا العام، ما يعكس مزيجًا من العوامل المختلفة، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثيرات الجفاف في الطاقة الكهرومائية والتوسع الكبير للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي عام 2021، ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين إلى 11.9 مليار طن، وهو ما يمثّل 33% من الإجمالي العالمي، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة ترتفع إلى مستوى قياسي في 2021
- وكالة الطاقة الدولية: شح إمدادات الغاز عالميًا قد يستمر حتى 2023
اقرأ أيضًا..
- محطة رياح رأس غارب.. أول مشروع "نظيف" للقطاع الخاص في مصر
- حقول النفط في الإكوادور تجذب اهتمام 16 شركة عالمية.. إحداها عربية