التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا يدعم النيجر ويزيحها من مرتبة "الأفقر عالميًا" (صور وفيديو)

النفط يُسهم بنحو 50% من العائدات الضريبية بالبلاد السنوات المقبلة

هبة مصطفى

تستعد النيجر لنقلة نوعية والخلاص من مرتبة "الأفقر عالميًا" باستضافتها أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، وبدء تطبيق خطط زيادة إنتاج الخام، وتشكيل عائداته الضريبية حصة أوسع نطاقًا من الحصة الحالية.

ورغم تعثّر الانتهاء من المشروع العام الجاري (2022) -بحسب ما كان مخططًا من قبل-، فإن الدولة الواقعة غرب أفريقيا تطمح في بدء العمل على زيادة إنتاج النفط وتخصيص حصة يومية ضخمة للتصدير بداية من العام المقبل (2023)، بحسب ما نقلته صحيفة نيشن (Nation) عن وكالة فرانس برس.

وكانت أعمال بناء أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا قد بدأت عام 2019، غير أن جائحة كورونا تسبّبت بتأخّر الانتهاء منه في غضون 3 سنوات من بدئه، وفق الخطط الموضوعة، وبالإضافة إلى ذلك، يواجه المشروع معارضات بيئية من نشطاء مناخ حذّروا مرارًا من حجم انبعاثاته، حسبما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تطورات خط الأنابيب

ينطلق أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا من مدينة غايا الواقعة جنوب غرب النيجر قرب حدود دولة بنين، ويمتد طوله إلى ألفي كيلومتر، يقع ما يزيد عن نصفها في النيجر.

أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا
حماية أمنية لأعمال البناء في الخط - الصورة من (Daily Monitor)

وفيما يتعلق بمسار الخط، فإنه يُخطَّط إلى أن يربط آبار شرق مدينة أغاديم بمحطة التصدير في ميناء "سيمي" الواقع بدولة بنين.

ووقع اختيار نيامي في بادئ الأمر على ميناء كريبي في الكاميرون بصفتها محطة تنطلق منها صادرات النفط الخام من النيجر مرورًا بدولة تشاد، قبل أن تستقر على ميناء "سيمي".

وأوضحت وزارة النفط والطاقة أن النيجر نجحت -حتى الآن- في مدّ ما يزيد عن 600 كيلومتر من مشروع أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، الذي تصل استثماراته إلى 6 مليارات دولار، وتُخطط لطرح تدفقات الخط بالأسواق بداية من شهر يوليو/تموز منتصف العام المقبل (2023).

وفي محاولة لحماية المشروع من الصراعات والانفلات الأمني بالبلاد، خصصت حكومة النيجر فِرقًا مسلحة لحماية الخط وتأمينه تجاوزت 700 جندي، في حين يعكف عمّال من النيجر بجانب عمال صينيين على مدّ الأنابيب العملاقة المصنوعة من الصلب.

خطط إنتاجية

خطت النيجر أولى خطواتها في إنتاج النفط عام (2011)، وتُشارك شركة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي" -بموجب حق الاستغلال- في عملية نقل النفط إلى مصافي التكرير والمعالجة بمدينة "زيندر" جنوب وسط البلاد.

وبصورة أوسع نطاقًا من مشروع أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، تشير توقعات رسمية لارتفاع الإنتاج النفطي اليومي للنيجر إلى 200 ألف برميل، في غضون 4 سنوات بحلول (2026).

ويلخّص المقطع التالي ملامح مشروع خط الأنابيب بين النيجر-بنين، بحسب ما تطرقت إليه شبكة التلفاز الصينية الناطقة باللغة الإنجليزية:

ووصف المسؤول وحدة التكرير بوزارة النفط والطاقة في النيجر، كابيرو زكاري، مشروع أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا بأنه أكبر الاستثمارات في النيجر منذ ما يقارب 62 عامًا.

وكشف زكاري الخطط الإنتاجية الطموحة لبلاده بالتوازي مع الانتهاء من أعمال الخط، مشيرًا إلى نيامي تعتزم زيادة الإنتاج اليومي للنفط إلى 110 آلاف برميل تُخصص غالبيتها للتصدير، بنحو 90 ألف برميل، مع الاحتفاظ بـ20 ألف برميل للاستهلاك المحلي العام المقبل (2023).

وقال، إن الإنتاج النفطي يمكن أن يُسهم بنحو "رُبع" الناتج المحلي الإجمالي في النيجر (ما يزيد عن 13.5 مليار دولار طبقًا لبيانات البنك الدولي عن عام 2020)، مضيفًا أن الذهب الأسود المُنتج محليًا يتجه لتشكيل 50% من العائدات الضريبية بالبلاد.

أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا
عمّال بموقع بناء الخط في مدينة غايا بالنيجر - الصورة نقلتها Nation عن AFP

معارضة مناخية

رغم الاعتبارات الطموحة لمشروع أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، فإنه يواجه معارضة من قبل نشطاء المناخ، إذ طالبوا بإلغاء استثمارات الوقود الأحفوري المُطلِقة لانبعاثات الكربون.

وفي المقابل، يمثّل الخط بارقة أمل وطوق نجاة على الصعيد الاقتصادي للدولة الأفقر عالميًا طبقًا لمؤشرات الأمم المتحدة، وتعوّل نيامي عليه وعلى العائدات النفطية للإنتاج والتصدير بمعدلات أكبر لدعمها اقتصاديًا.

وعزز من هذا الاتجاه تراجع عائدات اليوارنيوم الذي كانت تعدّ النيجر منتجًا رئيسًا له، وصُنّفت بالمرتبة الـ7 على مستوى العالم لإنتاجه العام الماضي (2021)، إذ زاد إنتاجها على ألفي طن.

ودفع تراجع عائدات اليوارنيوم نحو إنعاش قطاع النفط مرة أخرى، والتوسع بمشروعاته، إذ يتطلع مسؤولو البلاد لإسهامه في دعم الميزانية.

ومن جانبه، أوضح نائب مدير عام شركة خطوط أنابيب نفط غرب أفريقيا "وابكو"، نافيو إيزاكا، أن انتشار موجات جائحة كورونا تسبَّب في تباطؤ عملية الانتهاء من بناء أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، خلال سنوات بعد انطلاقها عام 2019.

أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا
نقل خطوط الأنابيب إلى موقع البناء تمهيدًا توصيلها - الصورة من Nation

سرقة الوقود

طالما عوّلت النيجر على أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا الرابط بينها وبين بنين لمواكبة خطط زيادة إنتاج الخام وتصديره بحلول العام المقبل (2023)، غير أن مفاوضات حوله استمرت حتى مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي دون جدوى.

وبينما تكافح النيجر لإنعاش خزينة ميزانيتها بعائدات زيادة الإنتاج النفطي، وتتوسع في سبيل ذلك بمشروعات خطوط نقل الخام وتصديره، ما زالت الدولة الواقعة غرب أفريقيا تواجه عمليات سرقة الوقود وحالات الانفلات الأمني.

ودعا رئيس النيجر محمد بازوم إلى بدء حملة واسعة النطاق لمكافحة تهريب الوقود وعملياته المنظمة، إذ تشهد العاصمة نيامي ومدن كبرى انتعاشة لـ"السوق السوداء للمنتجات النفطية".

ويتزامن ذلك مع تكثيف الصين وشركاتها جهود استكشاف النفط في النيجر، وخاصة منطقة "أغاديم"، حيث عُثر –أيضًا- على رواسب من قبل شركة سافانا إنرجي البريطانية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق