التقاريرأنسيات الطاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

بعد قرار أوبك+.. لماذا يهاجم بايدن السعودية؟ أنس الحجي يجيب

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن قرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط، أثار هجومًا أميركيًا ضد السعودية، على الرغم من أن القرار اتخذته 23 دولة.

وأوضح الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" في موقع تويتر، قدّمها بعنوان "محاكمة دول أوبك وأزمات الطاقة في أميركا وأوروبا"، أن أزمات الطاقة في والولايات المتحدة ودول أوروبا -تاريخيًا- هي أزمات كهرباء.

وأضاف: "أوبك+ لا تصدر الكهرباء، والسعودية بدورها لا تصدر الكهرباء، كما أن الأزمة بالأساس مرتبطة بالغاز، والمملكة لا تصدر الغاز.. وهناك أيضًا أزمة بنزين في كاليفورنيا، ولكن كاليفورنيا لا تستورد البنزين من السعودية".

السعودية وأوبك+ وكوارث أميركا

أوبك+ وغضب الرئيس جو بايدن
شعار منظمة أوبك على برميل نفط - الصورة من إنرجي فويس

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه بالنظر إلى كل الأزمات "لا نجد يدًا للمملكة أو أوبك فيها، فهم ليسوا وراء الأعاصير في خليج المكسيك، ولا علاقة لهم بإغلاق الحفارات أو المصافي هناك، كما أن المنظمة لم تطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن أن يعد ناخبيه بمنع التنقيب في الأراضي الفيدرالية".

وأشار إلى أن أوبك لم تطلب من بايدن -أيضًا- أن يوقف خط أنابيب "كيستون إكس إل" من كندا، لذا فإن الأزمات المتعلقة بالطاقة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا علاقة لها بقرار أوبك+ أو دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية.

وتابع: "على العكس، فعندما نرجع إلى عام 2020 مثلًا، نجد أن هناك تعاونًا كبيرًا من أوبك+ ودول الخليج مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عندما خفضوا الإنتاج.. وتاريخيًا لم يشهد العالم أزمات طاقة خاصة في أوقات الحروب، بسبب تعاون دول الخليج مع الدول الغربية وزيادة الإنتاج".

وأضاف خبير اقتصادات الطاقة أنه خلال غزو العراق للكويت، وأيضًا حرب الخليج الأولى والثانية، وغيرها من الحروب، كانت هناك زيادة في الإنتاج وتعاون واستعمال للطاقة الإنتاجية الفائضة التي تكلف المليارات.

ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن ما حدث من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الأيام الأخيرة يخالف جميع الحقائق التاريخية، ويعدّ تغاضيًا عن حقيقة أن المشكلة الحقيقية في الولايات المتحدة وأوروبا حاليًا لا علاقة لها بخفض إنتاج أوبك+، خاصة أن هذا الخفض سيحدث في المستقبل، أي الشهر القادم.

وأوضح الحجي أن بداية خفض الإنتاج خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2022)، تعني أن هذه الشحنات التي يجب أن تصل للولايات المتحدة، حتى إذا لم يكن هناك خفض، لن تصل قبل عام 2023، لذلك فإن كل هذا الهجوم لا أساس له.

الفرق بين سقف الإنتاج والإنتاج

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منزعجة من إعلان أوبك+ تخفيض "سقف" إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وليس الإنتاج نفسه، فالأول هو المستهدف، وهناك فرق بينهما.

أوبك+ وغضب الرئيس جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من رويترز

وأضاف: "عندما أقول، إنني أريد أن أجري لمسافة 5 كيلومترات، ولكني لا أستطيع فعليًا الجري سوى لمسافة 3 كيلومترات، هنا سقف الإنتاج هو الرقم الأكبر، بينما الإنتاج الفعلي هو الرقم الأقلّ، وهذا هو الفارق بين سقف الإنتاج والإنتاج".

وأوضح أن التخفيض جاء من سقف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، ولكن التخفيض الفعلي بحسب التزامات الدول الأعضاء في أوبك+ سيكون بين 800 ألف و1.1 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وسيتحدد الرقم بالضبط بعد رؤية التزام الدول بتطبيق خفض الإنتاج.

ولفت خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى أنه -شخصيًا- يعتقد أن العراق لن يلتزم بقرار خفض سقف إنتاج النفط على كل الحالات، ومن ثم فإن التخفيض سيكون أقلّ من ذلك.

اعتماد أميركا على النفط السعودي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن واردات الولايات المتحدة من النفط السعودي تمثّل نحو 7.5% من إجمالي واردات النفط الخام، وهي نسبة بسيطة جدًا، متسائلًا: بما أن النسبة بسيطة.. فلماذا انزعجت إدارة بايدن من تخفيض جزء من الإنتاج؟

وأضاف: "لو نظرنا إلى صادرات السعودية من النفط الخام إلى الولايات المتحدة، نجد أنها تمثّل 7% من إجمالي صادراتها الكلّية، وإذا نظرنا إلى كمية التخفيض الحقيقية التي يجب أن تنفّذها المملكة، وفقًا لاتفاقية أوبك+، فإنها ستكون 440 ألف برميل يوميًا".

وتابع: "بعبارة أخرى، لو نظرنا إلى صادرات السعودية إلى الولايات المتحدة، وافترضنا أن المملكة ستوزع هذا الانخفاض على الصادرات وليس من الإنتاج على كل الدول، فإن نصيب أميركا من هذا التخفيض سيكون 29 ألف برميل فقط، وهو لا شيء".

وأشار الحجي إلى أنه خلال أعاصير سابقة، بلغ حجم التخفيض بين 1.5 مليون و1.6 مليون برميل يوميًا، وليس 29 ألفًا، موضحًا أن هذا الخفض السعودي البسيط يتزامن مع سحب إدارة بايدن مليون برميل يوميًا من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي.

في الوقت نفسه، شدد الحجي على أن هذا الخفض -الافتراضي- لن يحدث، وذلك بسبب أن الطلب على النفط يزيد في الصيف في كل الدول النفطية حول العالم وليس بدول الخليج فقط، وهذه الزيادة مع دخول الشتاء يتم تُوَفَّر، ويكون هناك أحد حلّين، إمّا تصديرها أو وقف إنتاجها.

ولفت إلى أن تصدير هذه الكميات سيؤدي إلى توفير المزيد من المعروض، ومن ثم خفض أسعار النفط، ولذلك فإن الحل الأفضل والوحيد هو وقف إنتاجها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق