التقاريرتقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةغاز

أنس الحجي: تفجير نورد ستريم يفيد الأميركيين.. وهذه أدلة براءة الروس

أحمد بدر

مَن صاحب المصلحة في تفجير أنابيب نورد ستريم؟ سؤال طرحه مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي.

وقال الحجي -خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على موقع تويتر، قدّمها الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول (2022) بعنوان "ما أثر تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم؟"-، إن الناس منقسمة إلى فريقين، أحدهما يؤيد فكرة تورُّط الروس في التفجير، والآخر يتّهم الولايات المتحدة بتدبير الحادث.

وشهد خطا أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا نورد ستريم انفجارات منذ أيام، أسفرت عن انطلاق أكبر قدر من غاز الميثان تاريخيًا، وفق تقارير إخبارية وبيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

هل فجَّر الروس الخط؟

أثر تفجير خطوط نورد ستريم
خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم - الصورة من بلومبرغ

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي: "أول أمر أريد نفيه، أن هناك رأيًا شائعًا وهو أن الروس أرسلوا جهازًا عبارة عن أسطوانة بطول 3 أمتار، وبعرض أنبوب الغاز البالغ مترًا تقريبًا داخل الخط لتفجيره".

وأوضح أن هذه الأسطوانة كانت قبل التطور الحالي تُرسل عبر الأنبوب لتنظيفه، ومع الزمن أُضيفت تقنيات كثيرة لها بما فيها الكاميرات والمجسات التي يمكنها اكتشاف التآكل أو التسريب من الفتحات الصغيرة حتى وإن كانت بحجم رأس الدبوس.

وتابع: "الأمر الشائع المراد نفيه، هو أن الروس أرسلوا هذه الأسطوانة في كلا الخطين نورد ستريم 1 و2، وحملوها بالقنابل والمتفجرات، اعتمادًا على قدراتها التقنية ليستطيعوا أن يتحكموا فيها، وهذا الكلام غير صحيح فنيًا وعلميًا، لأن نجاح هذه الفكرة يتطلب تدفق الغاز، والغاز متوقف والأنابيب لا تنقله".

ومن ثمّ -وفق مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي- فإن هذه المقولة الشائعة بأن تفجير خط أنابيب الغاز نورد ستريم من الداخل وليس من خارجه، هي فكرة غير صحيحة على الإطلاق، وليس لها أساس علمي أو فني.

أدلة براءة روسيا من التفجير

تساءل الحجي: إذًا فقد حدث التفجير من الخارج، ولكن من فجَّر الخطين؟ موضحًا أنه لا يمكن للروس أن يكونوا مسؤولين عن هذا الحادث، وذلك لعدة أسباب، وهي:

أولًا: أن الروس كانوا قد أوقفوا الغاز في كل الحالات، فلماذا يضطرون إلى وقفه مرة أخرى؟ لا سيما أنهم كانوا قد أوقفوه بطرق فنية وقانونية، وبالتالي لا داعي إلى تفجير الخط لوقف الغاز نفسه المتوقف من البداية.

ثانيًا: أن التفجيرات وقعت في مكان بعيد جدًا عن روسيا، أي أن الأمر يتطلب سفنًا أو غواصات روسية يمكن كشفها بواسطة أجهزة مخابرات الدول الأوروبية التي مرت بها، وهو أمر قد يتسبّب في مشكلات، بالإضافة إلى أنه يحمل مخاطرة عالية ويمكن أن يتسبب في أزمة سياسية كبيرة.

ثالثًا: لماذا يفجر الروس أنابيب ستكون تكلفة إصلاحها بملايين الدولارات، ويخسرون كميات هائلة جدًا من الغاز يبلغ سعرها -وفق التسعير العالمي الحالي للغاز- ملايين الدولارات؟

وأوضح الحجي أن الروس ليسوا في حاجة إلى ارتكاب حادث التفجير، لا سيما أنهم قبل الحرب كانوا مشهورين بأنهم فنانون في الحصول على إيرادات النفط والغاز، وبالتالي لن يغامروا بخسارة كل هذه الكميات، مؤكدًا أن هذه أسباب الاقتناع بأن الروس لا علاقة لهم بالموضوع.

آراء أخرى بشأن التفجير

تفجير خطوط الغاز نورد ستريم
آثار تفجير خط الغاز الروسي نورد ستريم 1 - الصورة من رويترز

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه بخلاف الرأيين القائلين بأن الروس أو الأميركيين وراء حادث تفجير خطي أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 1 و2، هناك آراء أخرى تشير إلى أطراف ثالثة.

ومن بين هذه الأطراف- وفق الدكتور أنس الحجي-، أشخاص معارضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إما داخل الجيش وإما القوات البحرية، وإما معارضون سياسيون هم من نفذوا هذا الهجوم، لا سيما أن إمكانات التفجير التقنية أصبحت الآن سهلة جدًا ورخيصة جدًا.

وأوضح الحجي أن هناك توجهًا آخر يتبنى فكرة أنه كان هناك انقلاب على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا، وهو ما دفع بوتين إلى تفجير هذه الأنابيب حتى لا يكون هناك انقلاب آخر، وهو ما يعني أن أوروبا لن تحصل على الغاز في كل الحالات.

ولفت إلى أنه يعد هذه الرؤية كلامًا سطحيًا، لأن بوتين وجهاز المخابرات الروسية لديهم أدوات أخرى وأساليب لا تقتصر على تفجير خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم.

استفادة الأميركيين وإصلاح الخطوط

بالنسبة إلى الأميركيين، يرى خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنهم لديهم مصلحة كبيرة في هذا التفجير، لأنهم بهذه الطريقة ضمنوا عدم اعتماد أوروبا في المستقبل على الغاز الروسي، لا سيما أنه ليس بمقدور الروس في ظل الظروف الحالية إصلاح الخطوط.

وأشار إلى أن من أسباب عدم قدرة الروس على إصلاح الخطوط أن التفجير حدث في مياه دول أخرى، وهذه الدول تفرض في الوقت الحالي عقوبات على موسكو، لذلك لا تستطيع روسيا دخول مياهها الإقليمية لإصلاح خطوطها.

وأضاف: "إذا وظّفت روسيا شركات أجنبية لإصلاح التلف الناتج عن تفجير خطوط نورد ستريم، فإن هذه الشركات -بسبب العقوبات- لا تستطيع أن تخدم الروس من جهة، ومن جهة أخرى فإنها لن تستطيع أن تحصل على أموالها من الروس".

وأوضح أن بعض من يتهمون الولايات المتحدة بالتفجير، يمكن أن يستندوا إلى مقاطع فيديو وتصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن وبعض مسؤولي إدارته بشأن الاستغناء عن الغاز الروسي خاصة من خطوط نورد ستريم.

وشدد على أن الأميركيين لديهم مصلحة في تفجير الخطوط، لأن ذلك سيرسخ ابتعاد أوروبا عن إمدادات الغاز الروسية، ولكنه استبعد -بصورة شخصية- أن تكون مقاطع الفيديو أو التصريحات دليلًا على ارتكاب أميركا لحوادث التفجير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق