أعلنت موسكو، أن تركيا قد تشهد إنشاء أكبر مركز لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، في حالة موافقتها على هذا المشروع الضخم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، إن بلاده قد تعيد توجيه الإمدادات من خطوط أنابيب "نورد ستريم" المتضررة إلى البحر الأسود لإنشاء مركز للغاز الأوروبي في تركيا، أو حتى استخدام الجزء السليم من نورد ستريم 2، لتزويد أوروبا باحتياجاتها.
ويجري التحقيق في الانفجارات التي أصابت خطوط أنابيب الغاز الروسية في قاع بحر البلطيق، يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وأضاف بوتين خلال كلمته على هامش منتدى الطاقة الروسي المنعقد حاليًا في موسكو، أنه من الممكن إصلاح خطوط الأنابيب، لكن على روسيا وأوروبا تقرير مصيرهما، وفقًا لوكالة رويترز.
تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا
بينما تشير روسيا إلى تورط أميركي محتمل في أعمال التخريب، يتهم الاتحاد الأوروبي موسكو -بصفة غير مباشرة- بأنها المتسبّب الرئيس في تسرب الغاز بخطَّي الأنابيب، حسب تقارير اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس الروسي: "يمكننا نقل الشحنات المفقودة من نورد ستريم إلى منطقة البحر الأسود، ومن ثم تصبح تركيا الطريق الرئيس لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا".
وتابع فلاديمير بوتين: "سيُنشَأ أكبر مركز للغاز الأوروبي في تركيا، هذا بالطبع إذا كان شركاؤنا مهتمين بذلك، مع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع".
وقال بوتين -أيضًا- إنه ما يزال من الممكن توفير الغاز الروسي لأوروبا من خلال جزء واحد سليم من خطوط أنابيب نورد ستريم 2، لكن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي بشأن ما إذا كان يريد أن يحدث ذلك.
وكانت خطوط الأنابيب -المصممة لجلب الغاز من شبه جزيرة يامال بغرب سيبيريا مباشرة إلى ألمانيا (أكبر اقتصاد في أوروبا)- محور حرب طاقة بين روسيا وعملائها الأوروبيين التقليديين بسبب الصراع في أوكرانيا.
وتضررت 3 من خطوط أنابيب نورد ستريم جراء عمليات التخريب الأخيرة، في حين لم يتضرر خط واحد فقط، تبلغ طاقته الإنتاجية 27.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
وأكد بوتين أن روسيا يمكن أن تسمح بتدفّق الغاز عبر هذا الخط إذا أرادت أوروبا ذلك.
وقال: "من الممكن إصلاح خطوط أنابيب الغاز الممتدة على طول قاع بحر البلطيق، لكن هذا لن يكون منطقيًا إلّا إذا بُرِّر اقتصاديًا"، مضيفًا أنه يجب ضمان أمن خط الأنابيب.
وقال بوتين: "نحن مستعدون لتوفير كميات إضافية في فصلي الخريف والشتاء".
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، إنه من السابق لأوانه التعليق على اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنشاء مركز للغاز الأوروبي في تركيا، مضيفًا في الوقت ذاته أنه ينبغي مناقشة هذه المسألة، وفقًا لرويترز.
وأضاف دونماز: "إنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن مسألة إمداد أوروبا بالغاز الروسي عبر طرق بديلة، مما ذكره الرئيس بوتين في خطابه، لذلك من السابق لأوانه إجراء تقييم، خاصة أن مثل هذه المشروعات الدولية تحتاج إلى دراسات وتقييمات عديدة".
أسعار الطاقة وصادرات النفط
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو ليس لها علاقة بارتفاع أسعار الطاقة التي يواجهها الأوروبيون هذا الشتاء، مُلقيًا باللوم على الغرب في تأجيج أزمة طاقة عالمية.
تجدر الإشارة إلى أن الطاقة تُعدّ السبب الرئيس وراء وصول التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي جديد بلغ 10% في الربع المنتهي في سبتمبر/أيلول (2022)، أي أكثر من 5 أضعاف هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
وأكد بوتين أن الدول النامية هي الأكثر تضررًا من ارتفاع أسعار الطاقة.
وأشار إلى أن روسيا تعتزم إبقاء إنتاج وصادرات النفط عند المستويات الحالية حتى عام 2025، مشددًا على أن موسكو لن تتخلى عن مكانتها الرائدة عالميًا في سوق الطاقة، رغم العقوبات الغربية.
وروسيا هي ثاني أكبر مُصدّر للنفط في العالم بعد السعودية، وأكبر مُصدّر للغاز الطبيعي.
وأشاد بوتين بقرار مجموعة (أوبك+)، التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستخفض الإنتاج في محاولة للحفاظ على ارتفاع أسعار النفط.
وقرر تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، ابتداءً من نوفمبر/تشرين الثاني (2022) وحتى ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل (2023).
وأشار إلى اعتزام روسيا مواصلة العمل مع مجموعة أوبك+، التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو لن تزوّد الدول التي تفرض سقفًا على أسعار النفط الروسي.
وتعتزم الدول الصناعية الـ7 فرض عقوبات على الخام الروسي ومشتقاته من خلال 3 مراحل، تزامنًا مع موعد تطبيق أوروبا حظرًا على إمدادات الطاقة من موسكو، لتجريد الكرملين من أكبر مصدر لتمويل الحرب في أوكرانيا.
إنتاج روسيا النفطي
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول، على هامش أسبوع الطاقة الروسي، إن موسكو تعتزم الحفاظ على مستوى إنتاجها النفطي البالغ 9.9 مليون برميل يوميًا خلال أكتوبر/تشرين الأول (2022).
وأكد نوفاك، في وقت سابق، أنه بعد قرار "أوبك+"، ستنتج روسيا نحو 530 مليون طن من مكثفات النفط والغاز في عام 2022، تنخفض إلى 490 مليون طن في العام المقبل (2023).
ووفقًا لنائب رئيس الوزراء الروسي، فإن حصة إنتاج النفط الروسي بموجب الاتفاقية مع الدول الأعضاء في أوبك+ ستنخفض من 11 مليون برميل يوميًا إلى 10.5 مليون برميل يوميًا، بحسب وكالة تاس (tass) الروسية.
موضوعات متعلقة..
- روسيا تتهم أميركا بالتربح من أزمة تسرب غاز نورد ستريم
- أزمة تسرب نورد ستريم تشتعل.. الناتو يهدد وروسيا تلمح إلى تورط أميركا
- غالبية الأميركيين يتهمون بوتين بالتسبب في ارتفاع أسعار البنزين (استطلاع)
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تعتزم فرض ضرائب استثنائية على شركات توليد الكهرباء النظيفة
- إنتاج النفط في الجزائر يواصل الصعود للشهر الثاني على التوالي
- الطاقة الشمسية على الأسطح السكنية في الهند قد ترتفع 60%