التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

نكسة مناخية.. استثمارات مشروعات الفحم الجديدة تشهد زيادة ملحوظة بقيادة الصين

وسط مخاوف بانهيار وشيك لأنظمة المناخ

نوار صبح

تخلّت العديد من مشروعات الفحم عن التعهدات بالتخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء الحالية ووقف الاستثمارات الجديدة، ما يضع كوكب الأرض في مسار قد يؤدي إلى "انهيار أنظمة المناخ"، وفقًا لدراسة تحت إشراف مؤسسة أبحاث شركات الفحم غير الربحية "إيرجوالد".

وقالت مديرة مؤسسة "إيرجوالد"، هيفا شويكينغ: "إنه في الوقت الذي أصبحت فيه تحذيرات علماء المناخ تتسم بإلحاح متزايد، فإن البيانات التي تكشف عن أعمال شركات الفحم تقدّم معلومات محبطة"، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي المقابل، يتوسع ما يقرب من نصف مشروعات الفحم، بقيادة الصين، وفقًا لتحليل مؤسسة "إيرجوالد" الذي نُشر يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تحذيرات من مشروعات الفحم

لا تُعدّ المنظمات غير الربحية الوحيدة التي تحذّر من التداعيات المدمرة للتوسع المستمر في مشروعات الفحم، أقذر أنواع الوقود الأحفوري.

ووصف العضو المنتدب، رئيس أبحاث الطاقة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في مجموعة غولدمان ساكس، ميشيل ديلا فيغنا، الزيادة في تمويل مشروعات الفحم بأنها "نكسة هائلة" للمناخ، وحذّر من أن اعتماد أوروبا على الفحم وحتى الديزل قد يمتد إلى ما بعد هذا الشتاء.

محطات الفحم
محطة فحم نيوراث إيه التابعة لشركة آر دبليو إي في ألمانيا

ولفت العلماء الانتباه إلى دور قطاع الفحم، مشيرين إلى عدم وجود أمل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى الحد الحرج 1.5 درجة مئوية إذا استمر العالم في تمويل مشروعات الفحم الجديدة، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ.

وبيّنت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أن العالم قد يواجه زيادات في درجات الحرارة بأكثر من ضعف عتبة 1.5 درجة مئوية، جرّاء استمرار ارتفاع الانبعاثات، موضحة أن من شأن ذلك جعل مساحات شاسعة من الكوكب غير صالحة للسكن.

وقالت مديرة مؤسسة أبحاث شركات الفحم "إيرجوالد"، هيفا شويكينغ، إن "الغالبية العظمى" من الشركات في ما يسمى قائمة الاستغناء عن الفحم العالمية (جي سي إي إل) ما تزال تنوي عدم سحب استثمارات مشروعات الفحم، الأمر الذي يدفع نحو انهيار أنظمة المناخ.

وأوضحت أن تحول الطاقة الحقيقي يتطلب مواعيد واضحة وقريبة للاستغناء الفحم.

وتُعدّ قائمة الاستغناء عن الفحم العالمية دراسة استقصائية لأكثر من 1000 شركة فحم، تظهر أن 46% ما تزال تطور أصولًا جديدة للفحم.

وأعلنت 56 شركة فقط -ما يعادل 5.3% من الإجمالي- تاريخ التوقف عن الاستثمارات في مشروعات الفحم، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أقرت الشركات -التي حددت المواعيد النهائية- مواعيد "متأخرة بشكل يبعث على السخرية"، كما أفادت مجموعة "إيرجوالد".

ويتعلق جزء كبير من ذلك بسياسات الطاقة للحكومات التي تعمل فيها الشركات، إذ تقود الصين الطريق إلى حد بعيد.

وقال أحد كبار المحللين لدى هيئة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة وخدمة بلومبرغ غرين، ناثانيال بولارد، يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول: إن الفحم يمثّل مشكلة مناخية عالمية، إذ يتركز توسعه أيضًا على أماكن قليلة جدًا.

تمويل مشروعات الفحم

تتدفق المزيد من السيولة من قطاع التمويل إلى مشروعات الفحم، بقيادة المصارف الصينية، وتقدر مؤسسة ريكليم فاينانس الفرنسية أن 190 مصرفًا ومديرًا للأموال ليست لديهم سياسة خاصة بالفحم.

وأوضحت المؤسسة أن 272 مصرِفًا آخر لديها سياسات إما ضعيفة وإما غير ملائمة، وأن 28 مصرفًا فقط لديها إستراتيجيات فعالة للاستغناء عن الفحم، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وفي الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، قدّمت المصارف 26 مليار دولار في شكل قروض وسندات لمشروعات الفحم، بزيادة 36% عن المدة نفسها من عام 2021، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ.

وأُدرِجَت مؤسسة "تشاينا سيكيوريتيز" ومصرف "تشاينا إيفربرايت بنك" كأكبر شركتي اكتتاب على سندات الفحم.

وشهدت سوق الفحم انتعاشًا جديدًا، هذا العام، جرّاء غزو روسيا لأوكرانيا، وازدادت شحنات الفحم إلى جميع أسواق الوقود الأحفوري.

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن استهلاك الفحم -أقذر أنواع الوقود- سيرتفع بنسبة 0.7% هذا العام ثم يصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2023.

وقبل أقل من عام بقليل، غادرت الحكومات قمة المناخ كوب 26 في إسكتلندا بعد أن تعهدت بوقف استخدامها للفحم.

وتعود الحكومات للاجتماع مجددًا، الشهر المقبل، في قمة المناخ كوب 27 في مصر، في ظل أزمة طاقة وحرب واحتمال حدوث ركود يلقي بظلاله على المحادثات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق