التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

أزمة الطاقة قد تجبر بريطانيا على قطع التيار الكهربائي 3 ساعات يوميًا

أمل نبيل

تتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا يومًا تلو الآخر مع اقتراب موسم الشتاء، الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز لتدفئة المنازل، وسط نقص حاد في الإمدادات الروسية التي لطالما زوّدت القارة العجوز بما يقرب من نصف احتياجاتها، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

في بريطانيا، حذّرت الشبكة الوطنية اليوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، من أن البلاد قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات هذا الشتاء، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا، وتكافح لجذب المزيد من إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء التي تعمل به.

وتأتي احتمالية انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي دعت فيه رئيسة الوزراء ليز تروس، يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول، أوروبا إلى الحفاظ على تدفق صادرات الطاقة خلال فصل الشتاء، وفقًا لوكالة رويترز.

أزمة الطاقة في بريطانيا

من المُرجّح أن تزيد تروس من الضغط على الحكومة بعد أن استبعدت في السابق تقنين استهلاك الطاقة في المملكة المتحدة.

وتضع جميع الدول الأوروبية خطط طوارئ شتوية لمواجهة أزمة الطاقة التي تمر بها دول القارة بسبب انقطاع تدفقات الغاز من روسيا، مع توتر العلاقات بين موسكو وبروكسل جرّاء الحرب على أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى تقنين ووقف صادرات الطاقة إلى الدول الأخرى.

أزمة الطاقة
أبراج كهرباء بالقرب من ميناء إليسمير ببريطانيا - الصورة من رويترز

وزادت أزمة نقص الغاز في أوروبا -فضلًا عن مشكلات الصيانة في العديد من محطات الطاقة النووية الفرنسية- من مخاطر عدم قدرة بريطانيا على تأمين الغاز الذي تحتاج إليه أو واردات الكهرباء التي تتلقاها عادة من دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا.

وتراجع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في فرنسا إلى أدنى مستوياته، بسبب مشكلات التآكل في نصف مفاعلاتها النووية البالغ عددها 56 مفاعلًا.

وقال مُشغّل الشبكة الوطنية في بريطانيا (إي إس أو) في توقعاته الشتوية: "قد يتسبّب نقص الإمدادات في قطع التيار الكهربائي عن بعض العملاء لأوقات محددة مسبقًا خلال اليوم، بصفة عامة يُفترض أن يكون هذا لمدة 3 ساعات".

وقالت الحكومة البريطانية ردًا على ذلك، إنها واثقة بتأمين إمدادات الكهرباء في البلاد خلال فصل الشتاء.

تأمين إمدادات الغاز

أكد متحدث باسم الحكومة: "تمتلك المملكة المتحدة نظام طاقة آمنًا ومتنوعًا، نحن واثقون بخططنا لحماية المنازل والشركات في جميع السيناريوهات المحتملة هذا الشتاء".

وأضاف المتحدث الحكومي: "لتجاوز أزمة الطاقة، وضعنا خططًا لتأمين الإمدادات"، مشيرًا إلى احتياطيات الغاز البريطانية في بحر الشمال والواردات من شركاء مثل النرويج ومصادر الطاقة النظيفة.

وكانت شركتا إكوينور النرويجية وسنتريكا البريطانية أعلنتا في 16 يونيو/حزيران (2022)، توقيع اتفاقية لتوصيل إمدادات إضافية من الغاز إلى المملكة المتحدة، وتستورد لندن -حاليًا- نحو ثلث احتياجاتها من الغاز من أوسلو.

أزمة الطاقة
خطوط أنابيب لنقل الغاز - الصورة من رويترز

وأكدت الحكومة البريطانية: "لتعزيز هذا الموقف بصفة أكبر، وضعنا خططًا لتأمين الإمدادات، وستطلق الشبكة الوطنية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع موردي الطاقة و(أوفغيم)، خدمة تطوعية لمكافأة المستخدمين الذين يقللون استهلاك الطاقة في أوقات الذروة".

وخفّضت روسيا إمداداتها من الغاز إلى أوروبا هذا العام منذ اندلاع شرارة الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

وبينما تلبي موسكو نحو 4% فقط من احتياجات لندن من الغاز، أسهم انقطاع الإمدادات إلى أوروبا في ارتفاع أسعار الطاقة في بريطانيا، وزاد من صعوبة تأمين الغاز من الآخرين.

وأعلنت المملكة المتحدة في 8 سبتمبر/أيلول (2022) تجميد متوسط الفواتير عند 2500 جنيه إسترليني (2889.15 دولارًا أميركيًا)، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2022)، وتعويض شركات الطاقة عن خسائرها.

(الجنيه الإسترليني= 1.15 دولارًا أميركيًا)

آثار نقص الغاز الروسي

قد يتسبّب حدوث نقص في إمدادات الغاز داخل القارة الأوروبية في إحداث مجموعة من التأثيرات غير المباشرة في بريطانيا العظمى، ويزيد من مخاطر عدم قدرة بريطانيا على الاستيراد من دول القارة.

وقالت ذراع نقل الغاز في الشبكة الوطنية، إن قدرة بريطانيا على تأمين الإمدادات ومواجهة أزمة الطاقة ستعتمد على رفع أسعار الغاز بما يكفي لمواصلة جذب الصادرات من أوروبا والغاز الطبيعي المسال من دول مثل قطر والولايات المتحدة.

وأضاف: "في حالة عدم وجود إمدادات كافية من الغاز في بريطانيا لتلبية الطلب، لدينا الأدوات اللازمة لضمان سلامة نظام الطاقة وأمنه".

وقالت ذراع نقل الغاز في الشبكة الوطنية، إنه إذا كان نقص الغاز يعني اضطرار بريطانيا إلى الحد من الإمدادات، فستُعطى الأولوية للأسر، وستقع القيود أولًا على المستخدمين الصناعيين الكبار ومحطات الكهرباء.

ومن المحتمل أن تُجري بريطانيا مفاوضات مع الجزائر، للحصول على شحنات غاز مسال مع بداية العام المقبل (2023)، لضمان أمن الإمدادات والتغلب على أزمة الطاقة العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق