التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

المصافي الآسيوية تتفاوض مع كبار منتجي الشرق الأوسط لتأمين إمدادات النفط

بعد قرار أوبك+ خفض الإنتاج

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • شركات التكرير الآسيوية سارعت إلى إعادة تقييم إستراتيجيات مشترياتها من النفط الخام
  • من المتوقع أن تعتمد المصافي الآسيوية بصفة أكبر على إمدادات الشرق الأوسط
  • اعتماد اليابان على الخامين السعودي والإماراتي زاد زيادة حادة في عام 2022
  • الهند استوردت نحو 79 مليون برميل نفط من روسيا بين يناير وأغسطس

تستعد العديد من المصافي الآسيوية لإجراء مناقشات ومفاوضات حاسمة مع كبار منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط، في محاولة لتأمين تدفق مستمر لإمدادات الخليج العربي على أساس تعاقدي طويل الأجل، وسط مخاوف من احتمال حدوث تخفيضات في إنتاج منظمة أوبك.

وبعد أن خفّضت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها في 5 أكتوبر/تشرين الأول حصص إنتاجها بمقدار مليونَيْ برميل يوميًا للأشهر الـ14 المقبلة، سارعت شركات التكرير الآسيوية إلى إعادة تقييم إستراتيجيات مشترياتها من النفط الخام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وصرّح مديرو المواد الأولية ومسؤولوها في المصافي الآسيوية في الهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايلاند وتايوان، لشركة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، بأنهم قد يحتاجون إلى تكثيف تداولات السوق الفورية لتغطية أي تخفيضات فورية لمخصصاتهم من النفط الخام في الشرق الأوسط.

وقال متحدث باسم الشركة إن أكبر شركة تكرير يابانية "إينيوس" ستشتري الخام من السوق الفورية في حالة خفض الموردين أحجامها التعاقدية الحالية.

موردو النفط في الشرق الأوسط

بالتركيز على إستراتيجية طويلة المدى، قال مديرو المواد الخام في المصفاة إنهم يخططون لعقد اجتماعات متعددة مع موردي النفط الخام في الشرق الأوسط على المدى الطويل، لتأكيد الحد الأدنى وتأمينه من متطلباتهم الشهرية على الأقل للفصول القليلة المقبلة.

يأتي ذلك تحسّبًا من أن يقوم تحالف أوبك+ بمزيد من تخفيضات الإنتاج كلما فشلت الأسعار المعيارية في تحقيق مصالحه، حسبما نشرت شركة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (spglobal) في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

مصافي النفط في آسيا
إحدى مصافي النفط الآسيوية- أرشيفية

وتتفاوض المصافي الآسيوية والموردون الرئيسون في الشرق الأوسط -عادة- على حجم إمداد محدد الأجل على أساس ربع سنوي، لكن مديري المواد الأولية أشاروا إلى أنهم يخططون لتكثيف الجهود لإصلاح الحد الأدنى من الأحجام المضمونة خلال الأشهر الـ6 إلى الـ12 المقبلة.

وقال أحد كبار تجار الخام الحامض في إحدى مصافي التكرير التايوانية: إنه يجب على العملاء الآسيويين إبرام اتفاقية طويلة الأمد تضمن الإمدادات بشكل مطلق لعدة أشهر.

وأوضح أنه لا يوجد وعد بأن أوبك+ ستُبقي الحصص التي خُفّضت مؤخرًا دون تغيير لأشهر وسنوات، مشيرًا إلى أنه يمكنهم دائمًا القيام بتخفيضات الإنتاج مرة أخرى.

وعلى الرغم من أن تحالف أوبك+ أشار إلى المخاوف المتزايدة من ركود اقتصادي عالمي لدعم قرار المجموعة بخفض الإنتاج، رأت المصافي الآسيوية أن مستوى الإمداد العالمي الحالي بعيد عن أن يكون مريحًا لتغطية الحد الأدنى من الطلب الأساسي.

وأشارت مصافي التكرير الكورية الجنوبية والهندية -بما في ذلك "إي-أويل" و"إنديان أويل كورب"- إلى أن متطلبات المواد الأولية للمصفاة لا تزال قوية، وأنها تخطط للحفاظ على معدلات تشغيل عالية نسبيًا لتزويد المستهلكين والقطاعات الصناعية بمنتجات التقطير المتوسطة الكافية بأسعار معقولة.

خام الشرق الأوسط

على الرغم من استيعاب المصافي الأوروبية المزيد من خامات الولايات المتحدة وبحر الشمال وغرب أفريقيا لتحل محل خام الأورال الروسي، يتوقع المحللون أن تعتمد المصافي الآسيوية بشكل أكبر على إمدادات الشرق الأوسط.

وقال متعامل كبير في النفط الخام والمكثفات في مصفاة كورية جنوبية: إن من المهم التفاوض مع أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، والتأكد من إعطاء الأولوية للإمدادات للعملاء الآسيويين على المشترين الأوروبيين.

بدوره، قال مدير المواد الأولية في شركة تكرير تايلاندية إنه عندما يتبنّى تحالف أوبك+ موقفًا متشددًا، فإن الأولوية القصوى إلى المصافي الآسيوية ستكون تأمين الإمدادات على المدى الطويل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن شركته تحاول تحديد حد أدنى يضمنه لها كبار الموردين في الشرق الأوسط خلال الرُّبعين المقبلين على الأقل.

وقال نائب المدير العام لتجارة النفط الخام في شركة بهارات بتروليوم المحدودة، أميت بيلوليكار: إن شركة التكرير الهندية التي تديرها الدولة تمكّنت من إبرام عقود طويلة الأجل مع كبار المنتجين في الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وتمتد على الأقل حتى الربع الأول من عام 2023.

وأشار مديرو تجارة الخام والخدمات اللوجستية في شركتين يابانيتين للتكرير إلى أن كبار المنتجين في الشرق الأوسط يقرون على نطاق واسع بأهمية طلبهم الآسيوي، وكانوا يأملون في أن تعطي أرامكو وأدنوك الأولوية للعملاء الآسيويين عند طرح خطط تخصيص التوريد.

علاوة على ذلك، زاد اعتماد اليابان على الخامين السعودي والإماراتي زيادة حادة في عام 2022، فقد ارتفعت الواردات من المملكة العربية السعودية في الأشهر الـ8 الأولى بنسبة 10.7% على أساس سنوي إلى 1.05 مليون برميل يوميًا.

وارتفعت الشحنات من الإمارات العربية المتحدة بنسبة 20.9% خلال المدة نفسها إلى 995 ألفًا و918 برميلًا يوميًا، حسبما أفادت أحدث بيانات وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد.

وقال محللون في شركة تجارية يابانية متكاملة إن خام الشرق الأوسط قد يشكّل ما يقرب من 95% من إجمالي واردات مصافي التكرير اليابانية للعام 2022 بأكمله، حسبما نشرت شركة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (spglobal) في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

مصافي النفط في آسيا
إحدى مصافي النفط الآسيوية- أرشيفية

الخامان الروسي والإيراني

يتوقع المحللون أن تؤدي أي تخفيضات إضافية في إنتاج أوبك+، مع التركيز الأساسي على دعم أسعار النفط القياسية، إلى تحفيز اهتمام آسيا بشراء الخام الروسي والإيراني بنشاط، وفقًا لمتداولين في مصافٍ في الهند وجنوب شرق، وشمال شرق آسيا.

وقال تاجر خام حامض الكبريت في إحدى مصافي التكرير في شمال شرق آسيا، إنه في الظروف الصعبة فإن المصافي الآسيوية قادرة على اتخاذ إجراءات متطرفة، مثل بدء التجارة مع روسيا وحتى إيران باستخدام جميع الوسائل المتاحة.

بعد أن شاهدت مصافي التكرير الهندية تستورد بصفة نشطة الخام الروسي الرخيص، أشارت بيرتامينا الإندونيسية، التي تديرها الدولة، إلى أنها تحاول اغتنام الفرصة واستكشاف إمكان استيراد الخام الروسي، حسبما أفادت منصة "إس آند بي غلوبال" سابقًا.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة التجارة الهندية أن الهند استوردت نحو 79 مليون برميل من روسيا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب، بزيادة تتخطى 4 أضعاف من 17.2 مليون برميل تم شراؤها خلال المدة نفسها من العام الماضي.

وأظهرت أحدث بيانات جمركية أن واردات الصين من الخام الروسي زادت 7.3% على أساس سنوي إلى 1.71 مليون برميل يوميًا في الأشهر الـ8 الأولى من عام 2022.

وارتفعت حصة السوق الروسية من إجمالي سلة واردات الصين من النفط الخام إلى 17.2%، ارتفاعًا من 15.3% خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق