التقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

إعصار شاهين.. أسواق الطاقة تترقب بقلق تأثيره في ميناء الفجيرة

أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • ميناء الفجيرة الإماراتي يمر خلاله 40% من نفط العالم المنقول بحرًا
  • ميناء الفجيرة مركز التخزين للنفط ومشتقاته الرئيس في الشرق الأوسط
  • ميناء الفجيرة يشهد بناء أكبر مشروع لتخزين النفط تحت الأرض بالعالم
  • إعصار شاهين يعقب آيدا الذي أدى لتعطل إنتاج النفط في خليج المكسيك

يثير إعصار شاهين المخاوف من تسببه في زيادة أزمات أسواق الطاقة العالمية، والتي تتعرض لارتفاع غير مسبوق في أسعار الغاز الطبيعي، مع صعود النفط لمستويات لم يشهدها في عدة سنوات.

ومع حالة التأهب القصوى للمنطقة التي يمر بها الإعصار ومحاولة الخروج بأقل الأضرار من الآثار التي ستخلفها تلك العاصفة المدارية، سواء على مستوى الأرواح أو الأضرار المادية، تترقب أسواق الطاقة بحالة من القلق تأثيرات شاهين على إمدادات الوقود والأسعار، إذ يمر بمنطقة تمثل أهمية كبيرة في نقل وتخزين النفط، خصوصًا ميناء الفجيرة.

ويأتي الإعصار في وقت تشهد سوق الطاقة ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار مع نقص الإمدادات، خصوصًا ما يحدث في الدول الأوروبية والمخاوف من ارتفاع الاستهلاك مع برودة الشتاء، ويمثل كل ذلك تحديًا جديدًا للاقتصاد العالمي الذي يكافح للخروج من عثرته.

وتتزايد المخاوف كذلك حيال انقطاع الكهرباء في إمارة الفجيرة بسبب الإعصار، ولكن من غير الواضح حتى الآن أثر ذلك في عمل المصافي وموانئ التصدير، وعما إذا كان لها أثر في عمليات إنتاج النفط والغاز.

ماذا يمثل ميناء الفجيرة لقطاع النفط؟

تتمثل أكبر المخاوف من إعصار شاهين، في تداعياته على ميناء الفجيرة في الإمارات الذي يقع على بعد 70 ميلًا بحريًا فقط من مضيق هرمز ويمر منه نحو 40% من نفط العالم المنقول بحرًا.

وبعبارة أخرى، فإن ميناء الفجيرة الإماراتي هو مركز التخزين للنفط ومشتقاته الرئيس في الشرق الأوسط، كما أنه ثاني أكبر ميناء عالميًا في تزويد السفن بالوقود.

ويتميز ميناء إمارة الفجيرة، بموقعه الإستراتيجي على خليج عمان والمحيط الهندي خارج مضيق هرمز -والتي تتعرض حاليًا لإعصار شاهين- ما يعني أن بإمكانه الربط بين أسواق دول الخليج العربي وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأوروبا.

وتبرز أهمية ميناء الفجيرة كذلك في أنه واحد من أكبر مراكز تخزين وتصدير النفط والخدمات اللوجستية.

فبحسب البوابة الرسمية لحكومة الإمارات، جاءت الفجيرة في المركز الثالث لتخزين النفط ومشتقاته في العالم، وتعدّ كذلك ثاني أكبر ميناء عالمي في تزويد السفن بالوقود، بعد سنغافورة.

ويحتوي ميناء الفجيرة على أول رصيف لناقلات النفط العملاقة، فيما يعتبر الأعمق عالميًا، بتكلفة 650 مليون درهم (176.97 دولارًا).

وتجدر الإشارة إلى أن ميناء الفجيرة بدأ منذ عام 1994 تحزين النفط بسعة 550 ألف متر مكعب قبل أن تصل حاليًا لنحو 10 ملايين متر مكعب.

ويشهد الميناء بناء أكبر مشروع لتخزين النفط تحت الأرض في العالم بتكلفة 4.4 مليار درهم (1.2 مليار دولار)، والذي تنفذه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بالتعاون مع شركة إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن -التي تتخذ من كوريا الجنوبية مقرًا.

ومن المتوقع أن يضيف مشروع "أدنوك" نحو 42 مليون برميل (6.72 مليون متر مكعب) أخرى من سعة التخزين في الفجيرة بحلول 2022؛ والذي بدأ العمل فيه منذ عام 2018 مع إتمام المرحلة الأولى من المشروع.

فيما ستقوم الشركة الكورية ببناء 3 مستودعات تخزين تحت الأرض تبلغ السعة التخزينية لكل منها 14 مليون برميل.

أزمات أسواق الطاقة

تترقب أسواق الطاقة بحذر وقلق تحركات إعصار شاهين، والذي جاء بعد إعصار آيدا الذي أدى لتعطل إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وتأثيراته التي امتدت إلى أسواق الطاقة، وما زالت الولايات المتحدة تعمل على استعادة مستويات الإنتاج لما قبل آيدا.

وتبرز المخاوف من إعصار شاهين في المدة الزمنية التي قد يستغرقها، وإلى أي مدى ستصل العاصفة المدارية في الخليج العربي، وهو ما يعزز احتمالية المزيد من الصعود في أسعار الغاز المسال التي تشهد سلسة من الارتفاعات التاريخية منذ بداية الصيف؛ بسبب أزمة في الإمدادات مع ارتفاع درجات الحرارة.

ومن شأن ذلك أن يثير المزيد من القلق مع دخول فصل الشتاء وزيادة برودة الطقس، خصوصًا في أوروبا -الأكثر تضرارًا من ارتفاع أسعار الغاز.

وتأتي أبرز الأسواق المتضررة من ارتفاع أسعار الغاز، الدول الأوروبية، والتي تعاني من نقص الإمدادات فضلاً عن ارتفاع الأسعار؛ بفعل صعوبة تخزين الكمية الكافية استعدادًا لفصل الشتاء.

وعلى سبيل المثال، أدى ارتفاع أسعار الغاز مع الحد الأقصى لأسعار الكهرباء إلى إشهار 12 شركة كهرباء في بريطانيا إفلاسها، وقيام الهيئة المنظمة لأسواق الغاز والكهرباء في بريطانيا بتحويل مليوني حساب عميل إلى المورّدين الذين نجحوا في تجاوز الأزمة.

وبالتوازٍ، انتقلت أزمة أسعار الغاز إلى النفط ليسجل مستويات غير مسبوقة في 3 سنوات، بعدما تجاوز حاجز 80 دولارًا للبرميل، وسط توقعات صادرة عن بنك أوف أمريكا بأن يصل سعر البرميل إلى 100 دولار.

واستند البنك الأميركي في توقعاته إلى احتمالية التحول من الغاز للنفط؛ بسبب ارتفاع أسعار الغاز مع قفزة الاستهلاك بدخول فصل الشتاء البارد، وتوقعات زيادة الطلب على الطيران مع إعادة فتح الولايات المتحدة حدودها.

ومن المرجح أن يكون إعصار شاهين كذلك أحد العناصر الداعمة لارتفاع أسعار النفط، مع حقيقة أن حجم تأثيره يتوقف على مدى استمراره، فشدة وسرعة الإعصار ستؤخر بطبيعة الحال مرور السفن والناقلات النفطية في المنطقة، ما سيؤدي إلى نقص إمدادات الطاقة.

الأكثر تضررًا

تُعد سلطنة عمان أكثر الدول تأثرًا بإعصار شاهين حتى الآن، مع امتداده لدول أخرى مثل إيران والإمارات.

وعلى خلفية الإعصار، جرى تعليق حركة السفن في ميناء صحار في عمان من يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك حتى إشعار آخر.

وكإجراء احترازي، أفادت مصادر في وزارة الطاقة العمانية بأن شحنات تصدير النفط الخام في ميناء الفحل العماني علقت بشكل مؤقت أمس، رغم توقعات استئنافها اليوم.

وأفادت تقارير إعلامية -بحسب ما نقلته منصة آرغوس ميديا عن مصادر لم تسمها- بوقف تصدير النفط من ميناء الفجيرة بسبب إعصار شاهين، رغم أن الميناء لم يغلق تمامًا.

وتتوقع الإمارات أن تأثير إعصار شاهين على البلاد سوف ينحصر في تدفق السحب من مساء الأحد (3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري)، مصحوبة برياح نشطة وقوية تصل سرعتها إلى 60 كيلومتر/ساعة، مع إثارة الغبار والأتربة، واضطراب شديد لبحر العرب وخليج عمان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق