أخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

حظر النفط الروسي يدفع الهند إلى توقيع صفقات محددة الأجل

دينا قدري

تعمل الهند -في الوقت الحالي- على توفير بدائل لإمدادات النفط الروسي، قبل دخول العقوبات الأوروبية حيز التنفيذ أواخر العام الجاري (2022)، من خلال تأمين صفقات محددة الأجل مع عدّة دول، من بينها الولايات المتحدة.

ويمثّل التحرك نحو الصفقات محددة الأجل تحوّلًا في إستراتيجية الشراء لشركات التكرير الهندية، التي كانت موجهة نحو تعظيم المشتريات الفورية في السنوات الماضية، عندما كانت الإمدادات وفيرة.

وقال مسؤول في إحدى شركات التكرير الحكومية: "نحن نستعد لخطة احتياطية. عندما يكون العالم متشككًا بسبب الصراع الروسي الأوكراني، نحتاج إلى أن تكون جميع الخيارات مطروحة"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وأفادت وكالة رويترز بأن شركة إنديان أويل -أكبر شركة تكرير في البلاد- وشركة بهارات بتروليوم تسعيان إلى صفقات نفطية محددة الأجل.

تداعيات حظر النفط الروسي

حظر النفط الروسي يدفع الهند لعقد صفقات محددة الأجل
صادرات النفط الروسي - الصورة من رويترز

سمح اعتماد الهند على المشتريات الفورية لشركات التكرير الهندية باقتناص النفط الروسي المخفض، الذي رفضه بعض المشترين الغربيين بسبب غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير/شباط، بحسب المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة.

وظهرت الهند -التي نادرًا ما كانت تشتري الخام الروسي- بوصفها ثاني أكبر عميل لنفط موسكو بعد الصين.

إلا أن حظر الاتحاد الأوروبي لواردات النفط الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول المقبل سيدفع شركات التكرير الأوروبية إلى شراء المزيد من نفط الشرق الأوسط، ما يضعها في منافسة مع المشترين الآسيويين.

ونقلت رويترز عن مصدر في شركة تكرير حكومية أخرى: "بسبب الصراع الروسي الأوكراني، نتوقع احتمال شح الإمدادات في أسواق النفط وتغيير في التدفقات، مع تلبية معظم خام الشرق الأوسط لاحتياجات الأسواق الأوروبية، لذلك نحتاج إلى تنويع مصادرنا النفطية".

وقال نائب رئيس وكالة التصنيف "إيكرا"، براشانت فاسيشت: "لتنويع وحماية نفسك من التخفيضات المحتملة في المستقبل مثل تحويل نفط الشرق الأوسط إلى أوروبا، فإن توقيع العقد هو الخيار الأفضل، إذ تحصل على أسعار تفضيلية وإمدادات مستقرة".

صفقات نفطية محددة الأجل

لتأمين الإمدادات، وقّعت إنديان أويل -الشهر الماضي- أولى صفقات استيراد نفط مدتها 6 أشهر مع شركة بتروبراس البرازيلية مقابل 12 مليون برميل، وشركة إيكوبترول الكولومبية مقابل 6 ملايين برميل.

وستبدأ الإمدادات لإنديان أويل بموجب الاتفاقيتين من شهر أكتوبر/تشرين الأول، بحسب العديد من المصادر المطلعة على الأمر.

وأضافوا أن إنديان أويل تبحث -أيضًا- عن مزيد من الإمدادات قصيرة الأجل، بما في ذلك عقد نفط أميركي، كما تمتلك إنديان أويل صفقة سنوية توفر خيارًا لشراء 18 مليون برميل من النفط الأميركي.

يُذكر أن إنديان أويل اشترت نحو 12 مليون برميل حتى الآن في العام الجاري (2022).

ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الهند من النفط منذ مارس/آذار 2020 حتى مارس/آذار 2022:

صادرات النفط الروسية ضمن مزيج واردات الهند

تنويع مصادر النفط في الهند

كما وقّعت شركة بهارات بتروليوم الهندية صفقة مبدئية مع شركة بتروبراس البرازيلية في إطار سعيها لتنويع مصادر النفط، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وأوضحت أن مذكرة التفاهم ستساعد الشركة على استكشاف مصادر النفط من خلال عقود طويلة الأجل "خاصةً بالنظر إلى الأوضاع الجيوسياسية الحالية".

وسمحت الهند -مؤخرًا- لشركة بهارات بتروليوم باستثمار 1.6 مليار دولار لتطوير كتلة هيدروكربونية للمياه شديدة العمق في البرازيل، تمتلكها وتديرها شركة بتروبراس.

وقال رئيس مجلس إدارة بهارات بتروليوم، كومار سينغ: "إن تعزيز موطئ قدم للهند في البرازيل سيفتح المزيد من الطرق التجارية في دول أميركا اللاتينية المجاورة".

وتتطلع بهارات بتروليوم -التي عززت مشترياتها من النفط الأميركي- إلى مزيد من العقود محددة الأجل.

عقوبات أوروبية.. واستنكار هندي

فرضت دول غربية مجموعة من العقوبات على روسيا، وتخطط مجموعة الدول الـ7 بقيادة الولايات المتحدة لفرض سقف سعر على صادرات النفط الروسي، عبر شركات التأمين لخفض إيرادات موسكو من الطاقة.

وقالت المصادر إنه من غير الواضح ما إذا كانت الخطة ستنجح، وما إذا كانت روسيا ستقطع الإمدادات.

واستنكرت الهند محاولات إزاحة النفط الروسي من السوق العالمية، مثلما حدث مع إيران وفنزويلا، ما يعرّض الأسواق في الدول النامية لمخاطر نقص الطاقة.

وأكد وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، أن شُح الإمدادات النفطية وارتفاع الأسعار يحُدَّان من قدرة الهند على الانخراط في جهود الولايات المتحدة، لتطبيق حدّ أقصى على أسعار الخام الروسي.

وأظهرت بيانات ريفينيتيف أن الهند شحنت مليوني طن من الخام الروسي خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم، مقابل 3.55 مليون طن في أغسطس/آب، بما في ذلك 585.9 ألف طن من خام إسبو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق