أخبار الغازسلايدر الرئيسيةغاز

هل تُحظر صادرات الغاز المسال الأميركية لمواجهة ارتفاع الأسعار؟ إدارة بايدن تجيب

دينا قدري

أكدت إدارة الرئيس جو بايدن استمرار صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا، على الرغم من التوقعات بأن يكون الشتاء أكثر برودة من المعتاد، فضلًا عن ارتفاع فواتير الكهرباء في البلاد.

واستبعد البيت الأبيض أي حظر أو قيود على صادرات الغاز الطبيعي المسال هذا الشتاء، في محاولة للمساعدة في التخفيف من نقص الطاقة في أوروبا، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مطلعة على المناقشات الجارية.

وعزّزت تحليلات البيت الأبيض الإجماع على أن مثل هذه الخطوة ستكون متطرفة للغاية، وتؤدي إلى تصدُّع العلاقات الرئيسة مع الحلفاء في أوروبا، بحسب المعلومات التي رصدّتها منصة الطاقة المتخصصة.

زيادة صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا

في مارس/آذار الماضي (2022)، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بتسليم 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد تجاوز بالفعل هذا الهدف.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "لقد تعهد الرئيس بايدن في مارس/آذار، ونحن نتحرك في هذا الصدد. لقد تجاوزنا هدف تصدير الغاز المسال الذي حدده الرئيس بايدن".

وأشار المسؤول إلى تصدير 30 مليار متر مكعب من الغاز المسال الأميركي إلى الاتحاد الأوروبي منذ أوائل مارس/آذار، أي ضعف صادرات المدّة نفسها من العام الماضي (2021).

وتابع: "بسبب الخطوات التي اتخذناها نحن وشركاؤنا، أصبح تخزين الغاز في أوروبا أعلى بكثير من العام الماضي. لا يزال هناك المزيد من العمل".

وخلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، ذهب ما يقرب من 60%، أو 6.3 مليار قدم مكعّبة يوميًا، من صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا، إذ تحوّلت الشحنات بعيدًا عن آسيا لجلب أسعار أعلى.

في العام الماضي (2021)، ذهب 29% فقط، أو نحو 2.8 مليار قدم مكعّبة يوميًا، من صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا.

ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا وحصة السوق الأوروبية في الربع الأول من عام 2022:

محطة فريبورت للغاز المسال
صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا

تراجع مخزونات الغاز الطبيعي في أميركا

اكتسبت قضية حظر صادرات الغاز المسال الأميركية أهمية كبيرة، بعد أن هدد البيت الأبيض شركات تكرير النفط بإمكان منعها من تصدير الوقود -مثل البنزين والديزل- ما لم ترتفع المخزونات المحلية.

ووصلت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات إلى مستويات منخفضة تاريخيًا، بعد أن صدّرت الشركات الأميركية كميات قياسية إلى أوروبا في الأشهر الأخيرة، لمواجهة انخفاض الإمدادات وارتفاع أسعار محطات الكهرباء الأوروبية.

وما تزال مخزونات الغاز في الولايات المتحدة أقل بنحو 9% من المعتاد لـ5 سنوات، على الرغم من الإنتاج القياسي بسبب الطلب على الصادرات.

ووفقًا لرفينيتيف، فإن مخزونات الغاز في شمال غرب أوروبا -بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا- تزيد حاليًا بنحو 6% عن متوسط السنوات الـ5 (2017-2021) لهذا الوقت من العام؛ إذ تبلغ نحو 91% من السعة.

ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة منذ عام 2018 حتى عام 2022:

مخزونات الغاز

دعوات للحدّ من الصادرات في هذه الحالة

ما يزال استبعاد حظر تصدير الغاز الطبيعي منطقيًا، كما يقول الاقتصاديون، نظرًا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي المتزايد على الصادرات الأميركية.

فقد سعى بايدن إلى الاستفادة من إمدادات البلاد الهائلة من الغاز الطبيعي لإقامة علاقات أقوى مع الحلفاء الأوروبيين، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا والاضطرابات اللاحقة في أسواق الطاقة العالمية.

وأعلن بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خطة لتشكيل فريق عمل لخفض اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري الروسي.

وإذا كان خريف وشتاء الولايات المتحدة أكثر برودة من المتوقع، فإن انخفاض المخزونات سيرفع الأسعار، ويُمكن أن يجدد دعوات المشرعين الأميركيين للحدّ من صادرات الغاز الطبيعي.

وتُعَد أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أقل بكثير من الأسعار العالمية، لأن الولايات المتحدة هي أكبر منتج في العالم.

وستحقق الولايات المتحدة أرقامًا قياسية في عام 2022، إذ ستنتج 97.1 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز الطبيعي، وستصدّر 11 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز الطبيعي المسال.

أسعار الغاز والكهرباء.. خطر يهدد إدارة بايدن

في هذا السياق، من المتوقع أن يرتفع متوسط تكلفة التدفئة المنزلية في الولايات المتحدة بنسبة 17.2% مقارنةً بالشتاء الماضي إلى 1202 دولار، ما يعرّض ملايين الأسر ذات الدخل المنخفض لخطر التخلف عن سداد فواتير الكهرباء، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن جمعية مديري مساعدة الطاقة الوطنية الأميركية.

ومن المتوقع أن تبلغ فواتير التدفئة بالغاز الطبيعي في المتوسط 952 دولارًا هذا الشتاء، ارتفاعًا من متوسط 564 دولارًا من 2012 إلى 2021، بحسب تقرير جمعية مديري الطاقة الوطنية.

وقال التقرير إن سعر الغاز الطبيعي من المتوقع أن يرتفع بنحو 34% مقارنةً بالعام الماضي (2021)، وبزيادة 66% عن شتاء 2020-2021.

كما حذّرت بعض شركات الكهرباء -التي تعتمد على الغاز الطبيعي في شمال شرق الولايات المتحدة- المستهلكين من أن فواتير الكهرباء قد ترتفع بنسبة 60% هذا الشتاء.

وعلّق رئيس الجمعية مارك وولف، قائلًا: "تمتع الأميركيون لسنوات بالغاز الطبيعي بأسعار منخفضة. أخشى أن هذا العصر قد انتهى الآن".

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق