التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: أوبك تجاهلت لسنوات طويلة الهدف الذي تأسست من أجله

ومرحلة السبعينيات شهدت شدًا وجذبًا

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أوبك تجاهلت لأعوام طوال، وحتى سنوات قليلة مضت، الدور الذي تأسست من أجله.

وأكد الحجي، أن المنظمة شهدت خلافًا شديدًا إبان حرب 1973، بشأن المقاطعة واستخدام النفط للضغط على أميركا وإسرائيل، وهي الخطوة التي رفضتها المملكة العربية السعودية.

وأوضح الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع تويتر يوم الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول (2022)، تحت عنوان "أوبك في الذكرى 62 لتأسيسها: المنجزات والأخطاء، ودورها في أسواق الطاقة"- أن السعودية كانت دائمًا ما تعلن منذ سنوات طويلة أنها ترفض المقاطعة بأشكالها كافّة.

وأضاف: "السعودية والكويت قامتا بالمقاطعة إبان حربي 1956 و1967، ولكنها لم تؤتِ أٌكلها، وهناك عدة تصريحات للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان أميرًا في ذلك الوقت، وأيضًا تصريحات للملك فيصل، قال فيها إن المملكة ترى أنه لا يمكن استخدام النفط بصفته سلاحًا".

وتابع: "بحسب الإعلام الغربي، فإن المقاطعة أسفرت عن ارتفاع أسعار النفط بصفة كبيرة، كما حدث كساد كبير في الولايات المتحدة بسببها، ولكن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، فالأزمة كانت موجودة، ولكن التضخم كان موجودًا قبلها بمدة طويلة".

المقاطعة وانخفاض إنتاج أوبك

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن بداية السبعينيات شهدت أزمة تضخم تسببت في ارتفاع أسعار النفط، وهي الأزمة التي تفاقمت وقت حرب 1973، ولكن هذه الأزمة تُعَد مؤشرًا على الوضع الحالي.

الذكري 62 لتأسيس أوبك
شعار منظمة أوبك على برميل نفط - الصورة من إنرجي فويس

وأضاف: "العالم يشهد موجة تضخم حاليًا، وكثيرون يلقون باللوم على ارتفاع أسعار النفط والبنزين في التسبب بالأزمة، ولكن مرحلة السبعينيات توضح لنا أن اللوم أُلقي على منظمة أوبك والدول العربية، ونسبوا الأمر إلى المقاطعة وليس إلى أي شيء آخر".

ووفق الحجي، فإن من بين المفاجآت الكبيرة أن من وقفوا مع أميركا ضد هذا الموقف في ذلك الوقت، هما اثنان: الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، لافتًا إلى أنه لا يمكن وصف هذه المقاطعة بأنها "عربية"، لأنها لم تحظَ بموافقة كل الدول العربية.

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أنه لا يمكن القول إن هذا الإجراء تم بقرار من دول أوبك، ولا من دول أوابك -وهي منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط- لأن بعض دول هاتين المنظمتين شاركت فيها، وليس كلها.

وأوضح الحجي أن خلال المدة نفسها، انخفض إنتاج أوبك، بدعم من شاه إيران، إذ اجتمعت المنظمة وقررت خفض الإنتاج ورفع السعر المعلن للنفط، وهو ما أسهم -ليس في رفع أسعار النفط العالمية، لأنها كانت مرتفعة في الأساس- وإنما في منعها من الانخفاض حتى بعد انتهاء المقاطعة.

إنتاج أوبك وارتفاع أسعار النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج أوبك انخفض في السبعينيات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط 4 أضعاف في تلك المدة، ولاحقًا شهد عام 1978 إضراب عمال النفط الإيرانيين، في وقت كانت تُعد فيه إيران أكبر منتجي النفط في العالم.

وكانت إيران -في ذلك الوقت- تنتج نحو 6 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وذلك في عهد الشاه، لذلك عندما أضرب عمال النفط ساءت الأمور بدرجة كبيرة، وحدثت اضطرابات، إلى أن قامت الثورة الإيرانية، في حين استمرت أسعار النفط في الارتفاع.

وأضاف: "عند هذه المرحلة، زاد إنتاج أوبك النفطي من جانب دول المنظمة دون أي تنسيق، وذلك لأنها من البداية تأسست على أمرين مهمين -بغض النظر عن أي كلام مكتوب- أولهما هو ضرورة تخلُّص الدول النفطية من الاعتماد على النفط في أقرب وقت ممكن وتلحق بركب الدول المتقدمة".

الأمر الثاني -وفق الحجي- هو ضرورة الاستفادة من الأسعار لتحقيق التنمية، من خلال جعل المعروض موافقًا للطلب في كل الحالات، أي مراقبة الطلب وتغيير المعروض بصفة مستمرة بناء على حجم هذا الطلب، وذلك لتحقيق أفضل سعر، ثم استخدام هذه الإيرادات للحاق بركب الدول المتقدمة.

ويشير الإنفوغرافيك الآتي إلى تأسيس منظمة أوبك والدول الأعضاء فيها، وأهدافها وإمكاناتها، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة:

أوبك

تجاهل دول أوبك أهدافها

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن منظمة الدول المصدرة للنفط تجاهلت على مدى طويل الأهداف الرئيسة التي تأسست من أجلها، حتى السنوات الأخيرة التي نرى فيها الآن مجموعة من الرؤى المستقبلية في عدة دول نفطية، مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ورؤية عمان وغيرهما.

وأوضح أن الهدف من طرح هذه الرؤى المستقبلية من جانب الدول الخليجية أو الدول المنتجة للنفط، هو تخفيف الاعتماد على النفط إلى أقل حد ممكن، وهذا هو هدف مؤسسي المنظمة منذ البداية.

وأضاف: "عندما نقول إن إنتاج أوبك يهدف إلى مواءمة المعروض مع الطلب ماذا نرى الآن؟ نرى اجتماعات شهرية وتغيرات دائمة، حتى إن الاجتماع الأخير للمنظمة ما زال مفتوحًا، ما يعني أن الأمور لم يعد من الكافي تحريكها شهريًا، وأصبحت هناك حاجة إلى تحريكها بصفة يومية".

وأشار إلى أن النقطة الأخيرة المرتبطة بمرحلة السبعينيات، كانت قيام حكومة "نيكسون" بتحديد أسعار الطاقة في أميركا بصفة عامة، سواء البنزين أو الديزل أو غيرهما، بالجملة أو بأسعار المستهلك، وذلك بهدف إدارة السوق.

وأكد أن المدة اللاحقة شهدت صعود الرئيس ريغان إلى السلطة، فكانت أول خطوة اتخذها في هذا الشأن هي تحرير أسعار الطاقة، ما أدى إلى مشكلة كبيرة، بشأن إدارة السوق، إذ إنه ألقى بالكرة في ملعب منظمة أوبك، وقال لهم تصرفوا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق