سوق السندات الخضراء في أفريقيا تستهدف جمع 11 مليون دولار بحلول 2023
لتمويل المشروعات النظيفة والمتجددة بعملة "الراند الجنوب أفريقي" للمرة الأولى
هبة مصطفى
تُعَد سوق السندات الخضراء في أفريقيا إحدى الأدوات الواعدة لتمويل المشروعات النظيفة في القارة السمراء، بعدما أطلق بنك التنمية أول برامجه في هذا الشأن عام 2013.
ومؤخرًا، أعلن البنك إصدار أول السندات بعملة "الراند الجنوب أفريقي" بعدما اقتصرت إصداراتها السابقة على 3 عملات لا تنتمي أي منها للقارة السمراء، بحسب تقرير نُشر في صحيفة أفريك 21 (Afrik 21).
وكان لعائدات السندات المُصدرة سابقًا دور مهم في دعم بنك التنمية الأفريقي لبناء المشروعات المتجددة والنظيفة، ومن بينها مشروع ورزازات المغربي الضخم لمجمع محطات نور للطاقة الشمسية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
سندات الراند الأفريقي
يبدأ بنك التنمية الأفريقي إصدار أول السندات الخضراء المعتمدة على عملة "الراند" وهي عملة محلية مستخدمة في جنوب أفريقيا.
ويُنظر إلى تلك الخطوة بعين الاهتمام؛ إذ طالما عكف البنك على إصدار سنداته السابقة (المقدرة بنحو 11 سندًا) بالاعتماد على عملات (الدولار الأميركي، الكرونة السويدية، الدولار الأسترالي).
(1 راند جنوب أفريقي = 0.057 دولارًا أميركيًا)
وتهدف السندات الخضراء في أفريقيا إلى جمع 200 مليون راند (ما يقارب 11.35 مليون دولار أميركي) خلال عام حتى سبتمبر/أيلول من العام المقبل (2023).
ورتب إصدار السندات "دايوا كابيتال ماركتس يوروب" للخدمات المصرفية الاستثمارية، ومن المقرر أن تباع إلى مستثمر ياباني مؤسسي "مصرف سوني".
وبدوره، أكد مدير أسواق رأس المال وعمليات التمويل في بنك التنمية الأفريقي، كيث ويرنر، أن مصرف "سوني" الياباني قدم دعمًا له بهدف توسعة قاعدة المستثمرين وإجراء تنويع بها يعزز الأهداف البيئية.
وأوضح ويرنر أن إصدار البنك السندات الخضراء في أفريقيا اعتمادًا على عملة "الراند" يعد خطوة مهمة بالنسبة لسوق السندات في القارة السمراء.
تمويل المشروعات الخضراء
يهدف إصدار السندات الخضراء في أفريقيا إلى توفير التمويل اللازم للمشروعات النظيفة الداعمة للتحول وانتقال الطاقة، ونجحت السندات -باعتبارها أداة تمويل قوية- في تمويل مشروعات عدة على مدار الأعوام الماضية منذ إطلاق البرنامج في 2013.
وموّل البرنامج 45 مشروعًا في قطاع الطاقة المتجددة، يأتي على رأسها مشروع مجمع ورزازات للطاقة الشمسية "مجمع محطات نور من 1 إلى 4" في المغرب.
وبجانب تمويل برنامج السندات الخضراء التابع لبنك التنمية الأفريقي، هناك مشروعات متجددة من ضمنها مشروع "يلين" في بوركينا فاسو، الذي يشارك به القطاعان العام والخاص بغرض نشر الشبكات الصغيرة العاملة بالطاقة الشمسية.
ومن ضمن المشروعات الأفريقية التي تلقت تمويلًا عبر إطلاق بنك التنمية الأفريقي سندات خضراء -أيضًا- مشروع "مالاغراسي" في تنزانيا للطاقة الكهرومائية بطاقة 44.8 ميغاواط، بجانب عدد من مشروعات المياه في رواندا والسنغال وكينيا والمغرب.
واعتبر البنك أن سوق السندات الخضراء في أفريقيا تؤدي دورًا مهمًا بالاستفادة من عائدات السندات وبناء مشروعات نظيفة من شأنها مكافحة آثار التغير المناخي عبر تطوير البنية التحتية بصورة مستدامة.
ورغم أن الجفاف والتغيرات المناخية تهدد قطاع المياه في القارة السمراء، يسعى البنك لاستفادة سوق السندات الخضراء في أفريقيا من الموارد الطبيعية مثل المياه وكذا مشروعات الطاقة الكهرومائية.
ما هي السندات الخضراء؟
يُنظر إلى السندات الخضراء باعتبارها أحد أنواع الدخل الثابت، وهي شبيهة بالسندات التي تصدر بطريقة معتادة، غير أنها تختلف في طريقة إنفاقها؛ إذ تهتم بالإنفاق على مشروعات الطاقة المتجددة والمشروعات ذات الأثر البيئي الإيجابي.
وبخلاف سوق السندات الخضراء في أفريقيا، شهدت السوق على الصعيد العالمي ازدهارًا، واقتنص الاتحاد الأوروبي أكبر صفقات السندات بصفقة تبلغ 14 مليار دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي (2021).
ومع انتهاء الربع الأول من العام الجاري (2022) في مارس/آذار الماضي، أُعلن تسجيل إصدارات السندات الخضراء العام الماضي (2021) أعلى مستوياتها على الإطلاق بما يصل إلى 621 مليار دولار.
وبالنظر إلى تلك البيانات، ترتفع مبيعات تلك السندات بصورة إجمالية منذ طرحها للتداول للمرة الأولى عام 2007 إلى ما يزيد على 1.8 تريليون دولار، بحسب تقرير صادر عن بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
اقرأ أيضًا..
- وزيرة الطاقة ليلى بنعلي: المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)
- بوتين: رفع العقوبات عن نورد ستريم 2 مخرج أوروبا لتوفير الغاز (فيديو)
- ما التغير المناخي؟ خبيرة عُمانية تكشف أسبابه وتأثيراته عالميًا
- شركة كهرباء فرنسا قد تضطر لوقف صادراتها إلى إيطاليا لمدة عامين
- الأرجنتين.. ثاني أكبر احتياطي غاز صخري في العالم يتلقى استثمارات بـ750 مليون دولار
