رئيسيةتقارير الكهرباءروسيا وأوكرانياكهرباء

شركة كهرباء فرنسا قد تضطر لوقف صادراتها إلى إيطاليا لمدة عامين

بسبب أزمة الطاقة

هبة مصطفى

مع تزايد أزمة الطاقة الأوروبية، قد تضطر شركة كهرباء فرنسا إلى وقف صادراتها إلى إيطاليا لمدة عامين، في دلالة تنذر بخطورة حجم الطلب خلال فصل الشتاء الذي تغيب عنه الإمدادات الروسية للمرة الأولى منذ سنوات.

وفي الوقت الذي تمثل فيه إمدادات باريس 5% من حجم الاستهلاك الإيطالي، تعاني الشركة الفرنسية الخاضعة لإدارة الدولة انخفاض إنتاجها النووي، وفق ما نشرته بلومبرغ اليوم السبت 17 سبتمبر/أيلول.

ويدفع غياب تدفقات الغاز الروسي إثر تداعيات حرب أوكرانيا والعقوبات وتوقف إمدادات خط نورد ستريم 1 نحو اشتعال أزمة الطاقة في دول أوروبية مع حلول نهاية العام الجاري (2022) وبلوغ فصل الشتاء والطلب على الكهرباء والتدفئة ذروتهما، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الصادرات الفرنسية

أخطرت شركة كهرباء فرنسا وزارة الانتقال الطاقوي الإيطالية بسيناريو محتمل يشمل وقف صادرات الكهرباء من باريس إلى روما لمدة عامين.

ويأتي ذلك في ظل مواجهة الشركة الفرنسية أعباءً تُضاف إلى غياب الغاز الروسي؛ إذ ينخفض إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة النووية الخاصة بها إلى أدنى مستوياتها في غضون ما يزيد على 30 عامًا.

شركة كهرباء فرنسا
من داخل أحد مقرات شركة كهرباء فرنسا - الصورة من ياهو نيوز

وتسعى الشركة إلى إجراء عمليات صيانة للمحطات المتهالكة غير أن معطيات المشهد تُشير إلى احتمال لجوء باريس إلى الاستيراد بعدما كانت أكبر مُصدّري الكهرباء إلى أوروبا.

يأتي ذلك بينما تستعد الشركة لخطوة جديدة خلال رحلة "تأميم" قد تنقذها من حالة التعثر التي تواجهها في الآونة الحالية؛ إذ تعتزم الحكومة تقديم عرض الاستحواذ بحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وعقب اكتمال التأميم تؤول ملكية الشركة بالكامل للحكومة؛ إذ تنوي الاستحواذ على 16% بجانب حصتها الحالية البالغة 84%.

بدائل إيطالية

أكدت وزارة الانتقال الطاقوي في إيطاليا تلقيها إخطارًا يفيد بإمكان توقف صادرات شركة كهرباء فرنسا إليها لمدة عامين، بينما كشفت متحدثة باسم الوزارة عن أن روما تبحث عن بدائل يمكنها توفير إمدادات بديلة.

وكانت الدولة الواقعة جنوب أوروبا قد أعلنت، الشهر الجاري، أنها بصدد تطبيق خفض في استهلاك الغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء الوشيك، مقابل زيادة استهلاك الفحم.

وتخطط إيطاليا -أيضًا- إلى خفض معدلات التدفئة توازيًا مع الدفع نحو تغيير سلوك المستهلك لضبط الاستهلاك وتقنينه، في ظل أنظمة طاقة تهدد أنحاء القارة العجوز التي كانت تعتمد بمعدلات كبيرة على الغاز الروسي.

وتمثل الكهرباء الفرنسية 5% من الاستهلاك الإيطالي سنويًا، بينما تستورد روما 13% من استهلاكها للكهرباء وفق بيانات المشغل الوطني "تيرنا".

وتختبر أزمة الطاقة ونقص الكهرباء قوة التضامن بين الدول الأوروبية بصورة عامة، ودول الاتحاد الأوروبي بصورة خاصة، لكن يبدو من إخطار شركة كهرباء فرنسا إلى إيطاليا أن الطلب المحلي والمصالح الوطنية ستكون لهما الأولوية حال تفاقم الوضع.

صفقة تأميم شركة كهرباء فرنسا تنطلق بحلول نهاية سبتمبر

إجراءات محلية

تسعى كل من فرنسا وإيطاليا وغيرهما من الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات محلية تضمن توافر إمدادات الكهرباء خلال فصل الشتاء، بالتوازي مع عقد صفقات وتوقيع عقود لشراء الإمدادات.

شركة كهرباء فرنسا
أحد مرافق المشغل الوطني للشبكة الإيطالية تيرنا - الصورة من بي في مغازين

وتحاول الحكومة في باريس جاهدةً إنعاش شركة كهرباء فرنسا من عثرتها، لكن هذا الإجراء وحده قد يكون غير كافٍ؛ إذ أطلق مُشغل شبكة نقل الكهرباء "آر تي إي" تحذيرًا من زيادة الضغط خلال الشتاء.

ويُعَد اعتماد فرنسا على الغاز الروسي منخفضًا نسبيًا، مقابل ريادتها للدول الأوروبية في تصدير الكهرباء الخالية من الكربون التي تنتجها بنسبة 93% معتمدة على الطاقة النووية بصورة كبيرة.

وباتت تلك الجوانب الإيجابية مهددة بعيوب فنية لبعض المفاعلات، بما يشير إلى أن تأثير إنتاج الكهرباء (من الغاز أو الطاقة النووية) في أكبر مُصدري الكهرباء إلى أوروبا قد ينذر بشتاء صعب في ظل أزمة الطاقة.

ومن زاوية أخرى، تؤمن إيطاليا الطلب المحلي عبر التوسع في صفقة الغاز الجزائري، بما يكفي لتلبية الطلب المحلي والتصدير بحصص منخفضة ترتفع تدريجيًا وفق تصريحات مسؤول بشركة إيني للطاقة قبل أيام.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق