روسيا وأوكرانياتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

أنظار أوروبا تتجه إلى الغاز النرويجي.. هل ينقذ القارة في الشتاء؟

أوسلو تعزز دورها بصفتها مصدرًا مستقرًا للغاز الطبيعي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • النرويج تتوقع تسليم 122 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا هذا العام
  • النرويج عزّزت إنتاج الغاز بنسبة 10% هذا العام لتعويض انخفاض تدفقات الغاز الروسي
  • النرويج غير العضوة في الاتحاد الأوروبي أصبحت أكبر مورد للطاقة إلى أوروبا
  • منتجو الغاز النرويجيون هم الذين يمكنهم الدخول في اتفاقيات مع العملاء في أوروبا
  • أوسلو تدرك خطر ارتفاع الأسعار غير المسبوق على الاقتصادات الأوروبية

ما تزال الأسئلة مطروحة بشأن إمدادات الغاز النرويجي طويلة الأجل، حتى بعد أن احتلت مكانة روسيا بصفتها موردًا رئيسًا للغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى أوروبا، إذ تتوقع النرويج الحفاظ على مستوى عالٍ من الصادرات إلى أوروبا المتعطشة للغاز حتى عام 2030.

وستناقش النرويج، في المستقبل القريب، الحلول المحتملة مع الشركاء الأوروبيين، لمحاولة وقف أزمة الطاقة الحالية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره إلى أن أي إعادة تشكيل في السوق يجب ألا تعرّض إمدادات الطاقة المستقبلية للخطر.

وتتوقع النرويج تسليم 122 مليار متر مكعب (12 مليار قدم مكعبة يوميًا) من الغاز إلى أوروبا من حقولها البحرية هذا العام، بزيادة نحو 8% عن عام 2021، وفقًا لما نشر موقع إنرجي إنتليغنس (energy Intelligence).

ويشمل ذلك 117 مليار متر مكعب من شحنات الغاز عبر الأنابيب، ارتفاعًا من 113.2 مليار متر مكعب في العام الماضي، ونحو 5 مليارات متر مكعب تُعزى إلى محطة هامرفست للغاز الطبيعي المسال، التابعة لشركة إكوينور النرويجية.

وأفاد مشغل خط الأنابيب غاسكو، الذي تديره الدولة، بأن المَنْفَذ الجديد في نظام النقل الواسع الخاص بالشركة عبر أنابيب البلطيق البالغة 10 مليارات متر مكعب سنويًا التي تربط النرويج ببولندا، يمكن أن يرفع قدرة الشبكة.

ويرى محللون أن ذلك سيعتمد جزئيًا على تأثير خطوط التوريد عند تشغيل خط الأنابيب في أكتوبر/تشرين الأول، وأن من المحتمل أن يشهد نظام النقل زيادة الصادرات عبر الأنابيب بمقدار ملياري متر مكعب أخرى العام المقبل.

في المقابل، تضاعفت قيمة صادرات النرويج من الغاز الطبيعي حتى الآن هذا العام حتى نهاية يوليو/تموز بأكثر من 4 أضعاف على أساس سنوي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 60 مليار دولار جرّاء ارتفاع الأسعار والطلب، وفقًا لإحصاءات النرويج.

وعززت النرويج إنتاج الغاز بنسبة 10% بصورة عامة هذا العام للحفاظ على تدفق الإمدادات إلى أوروبا والمساعدة في تعويض انخفاض تدفقات الغاز من روسيا.

وعلى ضوء ذلك، أصبحت النرويج غير العضو في الاتحاد الأوروبي أكبر مورد للطاقة إلى أوروبا، إذ تمثّل رُبْع استهلاك المنطقة تقريبًا، وتعزز دورها المعلن بصفتها موردًا "مستقرًا وموثوقًا به" طويل الأجل.

إمكان التنبؤ على المدى الطويل

أوضحت الحكومة النرويجية، الأسبوع الماضي، أنها لا تعتقد أن مقترحات السوق الطارئة التي تستكشفها بروكسل للحد من أسعار واردات الغاز ستساعد في الأزمة الحالية.

منصة لإنتاج الغاز النرويجي
منصة النفط قبالة ستافنغر في النرويج - الصورة من AFP

وصرّح رئيس الوزراء البلجيكي يوناس غار ستوره، بأن هذا لن يحل المشكلة الأساسية المتمثلة في نقص الغاز في أوروبا.

وقال ستوره -سابقًا- إن أوسلو أدركت الحاجة إلى "مناقشة حلول مختلفة" مع أوروبا، التي تُعَدّ أهم أسواقنا وحليفنا الوثيق.

وألمح إلى أن منتجي الغاز النرويجيين قد يكونون منفتحين للتفاوض بشأن عقود أكثر ملاءمة طويلة الأجل مع العملاء الأوروبيين.

وأكّد أن منتجي الغاز هم الذين يمكنهم الدخول في اتفاقيات مع العملاء في أوروبا، مشيرًا إلى أن القدرة على التنبؤ على المدى الطويل ستكون ميزة لكل من منتجي الغاز والعملاء في أوروبا.

وقال ستوره إن ذلك سيسهّل على أوروبا الحصول على ما يكفي من الطاقة في المستقبل.

وعادةً ما توفر عقود التوريد الثنائية طويلة الأجل للمنتجين عائدات أكثر قابلية للتنبؤ من الأسعار الفورية الأكثر تقلبًا، وبالتالي فإنها تسهّل التخطيط للاستثمارات.

من جهتها، تبيع شركة إكوينور النرويجية -التي تسيطر عليها الدولة- الغاز في كل من السوق الفورية في المراكز التجارية وعبر العقود الثنائية طويلة الأجل.

وقال متحدث باسم إكوينور عندما سُئل عما إذا كانت الشركة تناقش مع العملاء الأوروبيين إمكان بيع الغاز الطبيعي، أو الغاز الطبيعي المسال، بسعر ثابت أقل مما هو عليه الآن: إننا ما زلنا منفتحين على الدخول في عقود ثنائية طويلة الأجل.

وأشار إلى أن الغاز الطبيعي المسال من حقل سنوهفيت يُباع بموجب عقود ثنائية طويلة الأجل.

الشكوك بشأن الطلب بعد عام 2030

تدرك النرويج خطر ارتفاع الأسعار بصورة لا تُحتمل على الاقتصادات الأوروبية، وبالتالي الطلب على الغاز في المستقبل.

وعلاوة على ذلك، ستتعاون النرويج بصورة وثيقة مع جيرانها الأوروبيين من أجل المرحلة التالية من نموها منخفض الكربون، التي تركز على طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأزرق واحتجاز الكربون وتخزينه، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وصرّح نائب وزير الطاقة البلجيكي أندرياس بيلاند إريكسن، بأن أزمة الطاقة تخلق وضعًا صعبًا للغاية بالنسبة إلى الأسر الأوروبية، مشيرًا إلى الجدل الدائر بشأن أسعار الكهرباء المرتفعة للغاية في النرويج.

وتوقع أن تتسبّب أسعار الطاقة المرتفعة في ظهور أنواع من تدمير الطلب سيكون من الصعب معالجتها في المرحلة التالية من الآن فصاعدًا، وفقًا لما نشر موقع إنرجي إنتل (energy intel) في 13 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال إن مبادرة الاتحاد الأوروبي "ريباور إي يو"، التي تهدف إلى الاستغناء عن الغاز الروسي بحلول عام 2027، ستدعم الطلب على الغاز النرويجي، على المدى المتوسط.

وعلى المدى المتوسط​​، يعتقد إريكسن أن مبادرة الاتحاد الأوروبي RePowerEU -التي تهدف إلى الاستغناء عن الغاز الروسي بحلول عام 2027- ستدعم الطلب على الغاز النرويجي.

وأشار إلى إن الاتفاقية التي جرى التوصل إليها في وقت سابق من هذا العام بين نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز ووزير البترول والطاقة النرويجي تيرجي أسلاند تنص بوضوح شديد على أن الغاز النرويجي يؤدي دورًا في الصورة متوسطة المدى.

وأضاف أن من الواضح جدًا رؤية المزيد من الاهتمام بالاستثمارات في إنتاج الغاز الجديد في النرويج.

وأوضح إريكسن أن توقعات ما بعد عام 2030 لإنتاج الغاز المحلي أقل وضوحًا، مع اقتراب عدد لا بأس به من الحقول من النضوب.

وقال إن كهربة مرافق الإنتاج البحرية لحقول جديدة لتكون "مستدامة" للمضي قدمًا ستكون حاسمة لتحقيق النرويج هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات من النفط والغاز بنسبة 50% بحلول عام 2030.

وبيّن أهمية أن يؤدي الغاز النرويجي دورًا في نظام الطاقة المستقبلي في أوروبا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق