التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

مفاجأة.. مشروعات احتجاز الكربون لا تقدم حلًا عمليًا لأزمة التغير المناخي

وفق دراسة حديثة لمعهد اقتصاديات الطاقة في كندا

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • العديد من الهيئات الدولية والحكومات الوطنية يعتمد على تقنية احتجاز الكربون.
  • عمر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه يبلغ 50 عامًا، إلا أن نتائجها كانت متفاوتة.
  • الاستخلاص المعزز للنفط في حد ذاته يؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
  • تقنية احتجاز الكربون وتخزينه ستُستخدم لإطالة عمر البنية التحتية للوقود الأحفوري.

توصّل باحثون من معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (آي إي إي إف إيه)، في كندا، إلى أن مشروعات احتجاز الكربون ذات الأداء الضعيف تفوق عدد المشروعات الناجحة بهوامش كبيرة، ولا تُعَد حلًا في خطط التخلص من الكربون.

ووجد التقرير الصادر عن المعهد مؤخرًا أنه من أصل 13 مشروعًا فُحِصَت خلال إعداد الدراسة تمثل نحو 55% من القدرة التشغيلية الحالية في العالم، كان أداء 7 منها دون المستوى، وفشل مشروعان، وتوقف مشروع واحد.

وقال أبرز مؤلفي التقرير، بروس روبرتسون، إن خطط احتجاز الكربون وتخزينه، التي تُعَد بندًا رئيسًا في خطط العديد من الحكومات، ليست حلًا لمعالجة تغير المناخ، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أن العديد من الهيئات الدولية والحكومات الوطنية يعتمد على تقنية احتجاز الكربون في قطاع الوقود الأحفوري للوصول إلى الحياد الكربوني، مشيرًا إلى أنها لن تنجح في تحقيق أهدافها.

وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تزال قيد التطوير، فقد طُرِحَ احتجاز الكربون وتخزينه باعتباره عنصرًا أساسيًا في خطط المملكة المتحدة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) مؤخرًا.

احتجاز الكربون وتخزينه

تشير المقترحات التي قدمتها وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة إلى أنه يجب احتجاز ما يصل إلى 30 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتخزينها سنويًا في المملكة المتحدة وحدها بحلول منتصف عام 2030، من أجل تحقيق الأهداف المناخية.

منشأة احتجاز الكربون وتخزينه في مدينة فورت ساسكاتشوان الكندية
منشأة احتجاز الكربون وتخزينه في مدينة فورت ساسكاتشوان الكندية – الصورة من صحيفة الغارديان البريطانية

على الصعيد الدولي، للتوافق مع أهداف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ستحتاج السعة السنوية لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه إلى 1.6 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، حسبما أفادت وكالة الطاقة الدولية.

وبيّن تقرير معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي أنه على الرغم من أن عمر تقنية احتجاز الكربون وتخزينه يبلغ 50 عامًا؛ فإن نتائجها كانت متفاوتة.

وأشار إلى أن معظم مشروعات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، منذ ذلك الحين، أعادت استخدام الغاز المحتجَز عن طريق ضخه في حقول النفط الآيلة للنضوب للمساعدة في الضغط على القطرات الأخيرة.

الاستخلاص المعزز للنفط

يُشَكِّل الاستخلاص المعزز للنفط نحو 73% من ثاني أكسيد الكربون الذي يُحتَجز على مستوى العالم سنويًا، في السنوات الأخيرة، وفقًا لتقرير المعهد.

وقدّر التقرير أن نحو 28 مليون طن من 39 مليون طن احتُجِزَت على مستوى العالم، يُعَاد ضخها وعزلها في حقول النفط لاستخراج المزيد من النفط، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف التقرير أن الاستخلاص المعزز للنفط في حد ذاته يؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مباشر وغير مباشر.

ويتمثل التأثير المباشر في الانبعاثات الصادرة عن الوقود المستخدم لضغط ثاني أكسيد الكربون وضخه في جوف الأرض، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير التأثير غير المباشر إلى الانبعاثات الناتجة عن حرق المواد الهيدروكربونية، التي كان من الممكن أن تنطلق دون الاستخلاص المعزز للنفط.

ويبرز التحدي الآخر في العثور على مواقع تخزين مناسبة لعزل الكربون، حيث لن يُستَخدَم غاز ثاني أكسيد الكربون فقط لاستخلاص المزيد من النفط.

احتجاز الكربون
منشأة لاحتجاز الكربون في سويسرا - الصورة من صحيفة الغارديان

مراقبة الكربون المحتجز

وفقًا لتقرير معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي في كندا، سيحتاج ثاني أكسيد الكربون المحتجز إلى المراقبة لعدة قرون لضمان عدم تسربه إلى الغلاف الجوي؛ ما يزيد من مخاطر نقل المسؤولية إلى الجمهور، بعد سنوات من استخلاص المصالح الخاصة أرباحها من المؤسسة.

وأشار التقرير إلى أن الخطر يتمثل في أن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه ستُستخدم لإطالة عمر البنية التحتية للوقود الأحفوري لمدة طويلة بعد نقطة النضوب للحفاظ على معدل انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي دون المستويات الخطرة.

وقال أبرز مؤلفي التقرير، بروس روبرتسون، إنه على الرغم من وجود بعض الدلائل على دور هذه التقنية في القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها مثل الأسمنت والأسمدة والصلب؛ فإن النتائج الإجمالية تشير إلى إطار مالي وتقني لا يزال يضعف الأداء.

المشروعات الناجحة

في المقابل، عارض مسؤول في وزارة الأعمال والطاقة والإستراتيجية الصناعية البريطانية مزاعم التقرير، مشيرًا إلى موقعي "سنوفيت" و"سليبنر" النرويجيين باعتبارهما مثالين على تخزين الكربون الناجح.

وقال المسؤول إن لدى المملكة المتحدة القدرة على تخزين 78 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وكان القيام بذلك ضروريًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وأشار المسؤول إلى الإصرار على جعل المملكة المتحدة رائدة عالميًا في هذا المجال وعلى استكشاف إمكانات احتجاز الكربون وتخزينه باعتباره جزءًا من خطط البلاد لإزالة الكربون في القطاع الصناعي.

وأضاف أن بلاده تدعم ذلك من خلال صندوق البنية التحتية لاحتجاز الكربون الذي تبلغ قيمته مليار جنيه إسترليني (1.15 مليار دولار تقريبًا)، وتلتزم بإنشاء مجموعتين صناعيتين لاحتجاز الكربون وتخزينه بحلول منتصف عام 2020 ومجموعة أخرى بحلول عام 2030.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق