أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر تقفز 55% (خاص)
و3 أسباب وراء الارتفاع
داليا الهمشري
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر تقفز إلى 55%
- ارتفاع سعر الدولار وقرار الاعتمادات المستندية وأزمة سلاسل التوريد العالمية وراء ارتفاع سعر الألواح
- بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء من مشروعات محطات الطاقة الشمسية المُنفذة في السوق المصرية نحو 1900 ميغاواط
- ارتفاع سعر الألواح الشمسية تسبّب بركود سوق الطاقة الشمسية في مصر
- للمرة الأولى زاد الطلب على منظومات الطاقة المستعملة، وبالتحديد ألواح الطاقة الشمسية
شهدت أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر القليلة الماضية، هدد بتقويض التقدم الكبير الذي حققته البلاد في التوسع بالمشروعات الشمسية، خلال السنوات الأخيرة.
وكشفت بعض شركات الطاقة الشمسية العاملة داخل مصر أنها تواجه أزمة كبرى، بسبب ارتفاع أسعار الألواح وعناصر المنظومات الشمسية بنسبة كبيرة، بلغت 55% .
وأرجعت الشركات هذه الزيادة في الأسعار إلى 3 أسباب رئيسة، هي: ارتفاع سعر الدولار الأميركي مقارنة بالجنيه المصري، وقرار الاعتمادات المستندية، وزيادة أسعار الألواح عالميًا نتيجة نقص الخامات واضطراب سلاسل التوريد.
وكانت سوق الطاقة الشمسية قد شهدت انتعاشًا كبيرًا في مصر خلال الـ5 أعوام الماضية، إذ بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء من مشروعات محطات الطاقة الشمسية المُنفّذة في السوق نحو 1900 ميغاواط، وذلك قبل ارتفاع أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر.
وقُدِّر إنتاج محطات الطاقة الشمسية في مصر -التي نُفّذت لصالح القطاع السكني- بنحو 2 ميغاواط، بما يتراوح بين 5-20 كيلو واط للمحطة الواحدة، بالإضافة إلى مشروعات تشغيل الآبار بإجمالي 50-100 ميغاواط، لريّ الأراضي بالطاقة الشمسية.
اضطراب سلاسل التوريد
في فبراير/شباط الماضي، أكد تقرير صادر عن شركة البيانات والتحليلات البريطانية الرائدة "غلوبال داتا" أن عام 2022 سيشهد ارتفاعًا ملحوظًا في تكلفة الألواح الشمسية على الأسطح.
وأرجع التقرير الذي حمل عنوان "سوق الطاقة الشمسية على الأسطح، لعام 2021: حجم السوق العالمية والحصة السوقية والاتجاهات الرئيسة وتحليل الدول الرئيسة حتى عام 2030"، الزيادة المتوقعة في سعر الألواح الشمسية إلى الاضطراب اللوجيستي، الناجم عن تفشّي وباء كوفيد-19 خلال الأعوام القليلة السابقة، ونقص مادة البولي سيليكون التي تدخل في تصنيعها.
وأشار التقرير إلى أن الاضطراب في سلاسل التوريد قلّل من حجم الألواح والوحدات الشمسية المتاحة للشحن، نتيجة تأخُّر الشحنات بسبب نقص العمال.
وتوقّع تقرير "غلوبال داتا" ارتفاع تكلفة ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح للمنازل السكنية النموذجية في عام 2022، بنحو 1.6 دولارًا أميركيًا لكل واط.
الطاقة الشمسية في مصر
قال رئيس مجلس إدارة شركة إلكترو جيبل، المهندس أيمن الجبالي، إن أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر والعالم ارتفعت في شهر مارس/آذار الماضي بنسبة 35%، واستمر الارتفاع تدريجيًا حتى بلغ اليوم 55%، بينما تجاوزت أسعار خطوط الأسلاك وموفرات الكهرباء للتشغيل ومكونات لوحات الكهرباء هذه النسبة، وزادت تكلفة التركيبات المعدنية مع ارتفاع أسعار الحديد.
وأضاف الجبالي -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه الزيادة في أسعار ألواح الطاقة الشمسية قد تسببت في تعطُّل المشروعات الشمسية على مستوى الأفراد، لافتًا إلى أن تكلفة إنشاء هذه المحطات أصبح مرتفعًا للغاية بالنسبة للعملاء.
وتابع أن تكلفة المحطة الشمسية بقدرة 10 كيلوواط كانت تبلغ 140 ألف جنيه مصري (7 آلاف و307 دولارات أميركية)، إلّا أنها وصلت في مارس/آذار الماضي إلى 180 ألف جنيه مصري، ما جعل إقدام العملاء على إنشاء محطات الطاقة الشمسية شبه مستحيل.
(الدولار الأميركي = 19.14 جنيهًا مصريًا بتاريخ نشر هذا التقرير في 21 أغسطس/آب)
واستطرد الجبالي أن الكيلوواط في مضخات الري كان يكلف مبلغًا يتراوح بين 7 آلاف و7 آلاف و500 جنيه مصري، أمّا الآن فقد بلغت التكلفة للكيلوواط نحو 10 آلاف جنيه مصري، موضحًا أن هذه الزيادة قد أثّرت بصورة سلبية للغاية في سوق الطاقة الشمسية بالبلاد.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة إلكترو جيبل أن متوسط أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر قبل الزيادة (أي قبل 15 مارس/آذار) بلغ 6 آلاف جنيه مصري للكيلو، أمّا الآن، فقد أصبح متوسط السعر 8 آلاف و200 جنيه مصري.
وأضاف أن هذه الزيادة أصبحت تعوق التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية في البلاد على مستوى الأفراد، لا سيما محطات الري -على سبيل المثال-، مؤكدًا حدوث ركود في سوق الطاقة الشمسية الذي أصبح يقتصر على 20% فقط من المشروعات السابقة.
الاعتمادات المستندية
سلّط المهندس أيمن الجبالي الضوء -كذلك- على قرار العمل بالاعتمادات المستندية، الذي قال، إنه يعرقل استيراد الألواح الشمسية، ما جعل المستوردين يتحكمون بأسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر، لعلمهم بنقص استيرادها.
وأوضح أنه حتى بالنسبة للألواح الشمسية التي تُجمع في الداخل، فإن مستلزماتها تُستورد من الخارج، لافتًا إلى أن الخلايا تأتي من الخارج وتُجمع في مصر، أما -الآن- فلم تعد موجودة لصعوبة استيرادها.
وطالب الجبالي بعمل استثناء للألواح الشمسية، على غرار الاستثناء الذي حظيت به المواد الغذائية الضرورية، تنفيذًا لخطة الدولة للتوسع في الطاقة المتجددة، وزيادة حصتها في مزيج الطاقة، مؤكدًا أن هذا القرار عرقل التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية، وأصبح العمل يقتصر على صيانة المحطات القديمة فقط.
وبدأت مصر تطبيق قرار الاعتماد المستندي على كل السلع المستوردة في شهر مارس/آذار 2022.
وكانت الشركات -قبل تطبيق القرار- تتعامل بمستندات التحصيل، والتي يكون التعامل فيها بين المُستورد والمُصدّر مباشرةً، ويكون البنك وسيطًا في هذه العملية، ولكن الآن أصبح التعامل بالاعتمادات المستندية يقتضي أن تكون المعاملات بين البنك المُستورد والبنك المُصدّر.
وانتقد رؤساء اتحاد الصناعات المصرية، وجمعية رجال الأعمال المصريين والاتحاد العام للغرف التجارية هذا القرار، متوقعين أن يسهم في زيادة أزمة سلاسل التوريد الحالية، وإرباك حركة الاستيراد، ما سيتسبب في زيادة أسعار السلع بالسوق المحلية، بنسبة تتراوح ما بين 15-20%.
واستثني القرار كلًا من الشحنات الواردة بالبريد السريع والشحنات حتى 5 آلاف دولار، أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية، وكذلك الأدوية والأمصال والكيماويات الخاصة بها والسلع الغذائية (الشاي، اللحوم، الدواجن، الأسماك، القمح، الزيت، لبن البودرة، لبن الأطفال، الفول، العدس، الزبدة، الذرة)، وأنواع التبغ المصنّع.
فجوة واضحة
أفاد المتخصص في الطاقة الشمسية والمساعدات الملاحية، مؤسس شركة سمارت سولار للطاقة الشمسية، المهندس محمد جمال، أن زيادة أسعار السولار والبنزين لم تتجاوز نسبتها الـ 12% خلال المدة الأخيرة، ما خلق فجوة واضحة بين أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر، والمعدات الشمسية، بالمقارنة بزيادة المحروقات خلال 6 أشهر الماضية.
وأضاف جمال -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه الزيادة في أسعار الألواح الشمسية قد انعكست بشكل كبير على السوق، وتسببت في كساد ملحوظ، خاصًة أن معظم عناصر منظومات الطاقة الشمسية مستورد، لا سيما من الصين.
وتابع المتخصص في الطاقة الشمسية والمساعدات الملاحية أن زيادة أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر أدت للمرة الأولى إلى زيادة الطلب على منظومات طاقة مستعملة، وبالتحديد ألواح الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى اللجوء إلى ألواح الطاقة محلية الصنع (خطوط التجميع المحلية) بأسعار أرخص نسبيًا من تلك المستوردة كليًا من الخارج.
وأبرز المهندس محمد جمال أن منظومات الطاقة الشمسية المربوطة بالشبكة قد تجاوزت تكلفتها 55%، في حين زاد سعر الكهرباء من الشبكة بنسبة تراوحت ما بين 10 و15% فقط.
أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر 2022
أشار المهندس محمد جمال إلى أنه على الرغم من أن المحطات الشمسية تُعدّ استثمارًا طويل الأجل، خاصة أن عمرها يمتد حتى 25 عامًا، فقد أصبحت رفاهية من الصعب أن يتحملها العملاء في ظل الزيادات الجديدة في أسعار الألواح الشمسية.
من جانبه، أكد المدير الفني بشركة إيڤر جرين سولار، المهندس أحمد السيد فؤاد، ارتفاع أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر، خلال الأشهر الماضية بنسبة تصل إلى 55%، متوقعًا مزيدًا من الارتفاع في الأسعار بصورة تدريجية خلال الشهر الجاري.
وأوضح فؤاد -في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه الزيادة لم تترتب فقط على ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، ولكن -أيضًا- نتيجة قلة مخزون الخلايا الشمسية لدى الشركات المستوردة.
وأضاف أن قلة الاستيراد أسهمت بصورة كبيرة في الأزمة الحالية التي تواجهها سوق الطاقة الشمسية في البلاد، إذ إن الشركة التي كانت تستورد 6 حاويات من الخلايا الشمسية شهريًا، أصبحت تستورد حاوية واحدة، نظرًا لعدم وجود اعتمادات مستندية مع ارتفاع الأسعار.
- موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في مصر تضيء زوارق بخارية ويخوتًا سياحية (فيديو - صور)
- الطاقة الشمسية في مصر.. تقنية جديدة لتنظيف وتبريد الألواح
- الطاقة الشمسية في مصر.. قرار جديد يدعم استثمارات الكهرباء النظيفة
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول المنتجة للفحم عالميًا.. الصين وإندونيسيا في الصدارة (إنفوغرافيك)
- أسعار النفط ما تزال مدفوعة بالتحولات اليومية في مزاج السوق (مقال)
- بالأسماء.. السعودية تستثمر في 3 شركات طاقة روسية
- الاقتصاد الأزرق المستدام.. فرصة لتعظيم موارد المحيطات وحماية البيئة (تقرير)