أسعار النفطالمقالاترئيسيةسلايدر الرئيسيةمقالات النفطنفط

أسعار النفط ما تزال مدفوعة بالتحولات اليومية في مزاج السوق (مقال)

فاندانا هاري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • توقعات استهلاك النفط في الأشهر المقبلة تهيمن على معنويات السوق
  • • استخدام النفط المرتفع لتوليد الكهرباء والتحول من الغاز إلى النفط يعززان الطلب
  • • الارتفاع الحادّ في أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء حفّز التحول من الغاز إلى النفط
  • • أوبك خفضت توقعاتها للطلب للربع الحالي بمقدار 720 ألف برميل يوميًا
  • • استخدام البنزين وحده يمثّل نحو 9% من استهلاك الوقود في العالم

في الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط جرّاء تحوّل متفائل في معنويات الأسواق المالية الأوسع نطاقًا، مدفوعًا بالبيانات التي أظهرت تراجع التضخم في الولايات المتحدة خلال يوليو/تموز.

وانقلب الاتجاه الصعودي في أسعار الخام بحلول يوم الجمعة 12 أغسطس/آب الجاري، على عكس المؤشرات الرئيسة لسوق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا، التي ظلت قوية حتى نهاية الأسبوع.

وعلى الرغم من أن أسعار النفط لا تزال مدفوعة إلى حدّ كبير بالتحولات اليومية في المزاج بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، فإنها لا تتوافق دائمًا بشكل كامل مع أسواق الأسهم أو الأصول الخطرة الأخرى.

ونظرًا لتحذير الاقتصاديين من أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان التضخم في الولايات المتحدة قد وصل إلى أدنى مستوياته، وأنه من المحتمل أن يكون "انتعاش سوق الأسهم الهابط"، في الأسبوع الماضي، فقد يكون تراجع أسعار النفط يوم الجمعة متماشيًا مع الوقائع الاقتصادية التي تواجه العالم.

وسجلت أسعار النفط، وتحديدًا العقود الآجلة لخام برنت في بورصة إنتركونتيننتال إكستشينج، وكذلك العقود الآجلة وخام غرب تكساس الوسيط في بورصة شيكاغو التجارية، مكاسب أسبوعية بنسبة 3.4-3.5%، من خلال الاستقرار عند 98.15 دولارًا و 92.09 دولارًا على التوالي، يوم الجمعة 12 أغسطس/آب.

وما تزال هذه المكاسب أقلّ بنسبة 23% و 26% من ذروتها في 8 مارس/آذار.

انعكاسات التضخم

أفادت وزارة العمل الأميركية، يوم الأربعاء (10 أغسطس/آب)، أن تضخُّم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة تباطأ إلى نمو سنوي بنسبة 8.5% في يوليو/تموز، من 9.1% في يونيو/حزيران، وذلك بفضل الانخفاض الكبير في تكاليف الطاقة، ولم يتغير معدل التضخم على أساس شهري.

أسعار النفط
محطة لبيع البنزين في مدينة نيويورك الأميركية، المصدر: موقع يو إس نيوز

علاوة على ذلك، ارتفع تضخُّم أسعار المنتجين -الذي يقيس التغيرات في الأسعار التي تفرضها الشركات على بعضها- بنسبة 9.8% على أساس سنوي، ولكنه انخفض بنسبة 0.5% عن يونيو/حزيران.

وأدى الاستقرار الكبير في ضغوط الأسعار إلى تعزيز الأمل في أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قادرًا على التخفيف من خطواته المتسارعة في رفع أسعار الفائدة.

مع ذلك، أشار اقتصاديون إلى أن التضخم -الذي لا يزال قريبًا من أعلى مستوياته منذ عقد- أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساس، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة، بنسبة 5.9% على أساس سنوي في يوليو/تموز.

ولا يرجّح خبراء الاقتصاد أن يغيّر البنك المركزي الأميركي مساره فجأة، الذي تحرَّك بقوة مع زيادتين متتاليتين لأسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في كل من يونيو/حزيران ويوليو/تموز، مع التأكد من القضاء على التضخم بالفعل، وفقًا لخبراء الاقتصاد.

ومن المقرر عقد اجتماع السياسة المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في المدة من 20 إلى 21 سبتمبر/أيلول.

أسعار النفط وتوقعات التضخم ورفع أسعار الفائدة

لا توجد علاقة مباشرة بينها، ولكن مع بقاء موازين العرض والطلب العالمية الحالية على النفط "مستقرة إلى حدّ كبير"، فإن توقعات استهلاك الخام في الأشهر المقبلة، التي تتبدّل بدورها مع إعادة تقويم مستمرة لتوقيت ومدى الانكماش الاقتصادي العالمي، تهيمن على معنويات السوق.

لقد أبرز الاختلاف المتزايد في توقعات الطلب العالمي على النفط لدى منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية في تقاريرهما الشهرية الأخيرة، الأسبوع الماضي، تزايد عدم القدرة على التنبؤ بشأن المسار المستقبلي للاستهلاك الذي يقلق السوق.

رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2022، إلى متوسط 99.70 مليون برميل يوميًا، بزيادة نحو 520 ألف برميل يوميًا عن توقعات الشهر الماضي.

وقد أدى إلى زيادة نمو الطلب السنوي المقدر لهذا العام، بمقدار 380 ألف برميل يوميًا، إلى 2.1 مليون برميل يوميًا.

وأفادت الوكالة، التي تُعدّ مستشار سياسة الطاقة لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومقرّها باريس، أن ارتفاع أسعار النفط، ومن ثم استخدامه لتوليد الكهرباء، والتحول من الغاز إلى النفط، يعززان الطلب، وتخفي المكاسب الضعف النسبي في القطاعات الأخرى.

وأشارت الوكالة إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء، إلى جانب موجات الحر في العديد من المناطق، حفّز التحول من الغاز إلى النفط، خصوصًا في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا.

في المقابل، خفضت منظمة أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2022، بمقدار 260 ألف برميل يوميًا من تقديرات الشهر الماضي، إلى 100.03 مليون برميل يوميًا، مع تركيز خفض التصنيف في النصف الثاني من العام.

أوبك
شعار منظمة أوبك - أرشيفية

وأشارت المنظمة إلى "عودة ظهور قيود وباء كوفيد-19، واستمرار الشكوك الجيوسياسية.

تجدر الإشارة إلى أن أوبك خفضت توقعاتها للطلب للربع الحالي بمقدار 720 ألف برميل يوميًا، إلى 99.93 مليون برميل يوميًا.

وأدى ذلك إلى خفض الطلب المتوقَّع لنفطها بمقدار 1.24 مليون برميل يوميًا، إلى 28.27 مليون برميل يوميًا، أي نحو 570 ألف برميل يوميًا أقلّ مما ضخّته دول المنظمة في يوليو/تموز.

بدورها، قلّصت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، في تقريرها الشهري الذي صدر هذا الأسبوع، نمو الطلب العالمي السنوي المتوقع لعام 2022، إلى 2.10 مليون برميل يوميًا، من 2.26 مليون برميل يوميًا المقدَّرة الشهر الماضي، إلى 99.44 مليون برميل يوميًا.

وعلى الرغم من نظرتها المتراجعة إلى الطلب، تظل أوبك، بنموها العالمي السنوي المقدَّر بـ 3.11 مليون برميل يوميًا في عام 2022، الأكثر تفاؤلًا من بين التوقعات الشهرية الـ3 التي تُراقَب عن كثب في سوق النفط.

وتُعدّ أوبك الوحيدة التي تتوقع أن يتجاوز استهلاك النفط العالمي 100 مليون برميل يوميًا في عام 2022، على الرغم من أنها، مع المراجعة الأخيرة، تنضم إلى وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة في توقُّع بقاء الطلب دون مستويات ما قبل كوفيد، للعام الثالث على التوالي.

انتقادات شديدة لإدارة معلومات الطاقة

على غير المعتاد، تعرضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية لانتقادات شديدة، في الأسابيع الأخيرة، بشأن صحة بيانات مبيعات البنزين المحلية.

واعتمادًا على نظريات المؤامرة، واجهت الوكالة الحكومية انتقادات؛ لأنها تتعمد عدم الإبلاغ عن الاستهلاك في محاولة لخفض أسعار النفط، من خام غرب تكساس الوسيط.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، يوم الأربعاء الماضي 10 أغسطس/آب، أن الطلب الضمني على البنزين في الولايات المتحدة قفز إلى 9.12 مليون برميل يوميًا في الأسبوع المنتهي في 5 أغسطس/آب، من 8.54 مليون برميل يوميًا في الأسبوع السابق.

وعلى الرغم من أن التقلبات الأسبوعية الكبيرة قد تصبح مضللة لأولئك الذين يتطلعون إلى قياس الاتجاهات قصيرة إلى متوسطة الأجل، يركّز المشاركون في السوق غالبًا على متوسطات الـ4 أسابيع.

بالنظر إلى الضعف المستمر في أرقام البنزين في إدارة معلومات الطاقة منذ بداية يوليو/تموز، فإن متوسط آخر 4 أسابيع عند 8.86 مليون برميل يوميًا، تراجع بنسبة 6% عن مستويات العام الماضي.

ويُعتقد أن أسعار النفط المرتفعة في مبيعات التجزئة قد قلّصت من استخدام البنزين في الولايات المتحدة، لكن لاعبي السوق لا يصدقون أن استهلاك الوقود في خضم ذروة موسم السفر والرحلات الصيفية في البلاد قد يتراجع بشكل كبير عن مستويات العام الماضي.

الطلب على النفط

وثارت الشكوك والانتقادات، لأول مرة، في أوائل أغسطس/آب، عندما أعلنت إدارة معلومات الطاقة استخدام 8.54 مليون برميل يوميًا من البنزين للأسبوع المنتهي في 29 يوليو/تموز.

ويشير ذلك إلى تراجع بنسبة 13% عن الأسبوع المقابل لعام 2021،و -بشكل لا يُصدَّق بالنسبة للكثيرين- أقل من 1% للمدة نفسها من عام 2020، عندما كانت البلاد تخضع لقيود صارمة وواسعة النطاق خلال تفشّي وباء كوفيد-19.

طلب أقوى بكثير على البنزين

على عكس إدارة معلومات الطاقة، التي تراعي "الطلب الضمني" بناءً على حجم الوقود الذي يغادر مواقع التخزين، أعلنت الوكالات ذات السمعة الطيبة التي تجمع بيانات المبيعات من مضخات البنزين، طلبًا أقوى بكثير على البنزين مما تشير إليه البيانات الرسمية.

وتمثل الولايات المتحدة، التي تستهلك يوميًا نحو 20 مليون برميل من النفط، ما يقرب من 20% من الطلب العالمي. ويمثّل استخدام البنزين وحده نحو 9% من استهلاك الوقود في العالم.

غالبًا ما يُنظر إلى اتجاهات الطلب في الولايات المتحدة والتغيرات في مخزونات النفط التجارية، التي يمكن ملاحظتها في البيانات الرسمية، وتَصدُر بشكل سريع ومتكرر وشفاف لأي دولة مستهلكة رئيسة، على أنها وكيل لعالم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الغربية، وهذا ما يضخّم تأثيرها في معنويات السوق و تحركات الأسعار.

لذلك، يتعين على إدارة معلومات الطاقة إعادة التحقق من بياناتها ونشر نتائجها على الملأ؛ لوضع الأمور في نصابها بأسرع وقت ممكن.

* فاندانا هاري، مؤسِّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق