التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

أزمة نقص الليثيوم قد تهدد صناعة بطاريات السيارات الكهربائية حتى 2030

أحمد بدر

يبدو أن صناعة السيارات الكهربائية العالمية مقبلة على معركة حامية تتعلق بتأمين الليثيوم اللازم لصناعة البطاريات، ولا سيما في ظل محدودية العرض وزيادة الطلب؛ حيث يتوقع المنتجون أن تستمر هذه المعركة حتى 2030.

ويتوقع كبار منتجي المعدن النفيس أن يتزايد الطلب خلال العقد المقبل، في توقيت تواجه فيه الشركات الكبرى في صناعة السيارات أزمة بسبب محاولاتها لتوفير كميات تسمح لها بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتطويرها، وفق ما نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

ودخل الليثيوم في منافسة عالمية محتدمة بعد استخدامه في بطاريات السيارات الكهربائية؛ حيث تتنافس الشركات الكبرى في الصناعة على جذب الحكومات لتوسعة نطاق حمايتها فيما يتعلق بالأعمال والعرض، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

استثمارات الشركات الكبرى في الليثيوم

بدأت شركات عالمية ذات ثقل في صناعة السيارات، مثل ستيلانتيس وبي إم دبليو، الاستثمار في شركات الليثيوم الناشئة، وهو أمر يؤكد حجم الضغوط التي تواجهها تجارة المعدن المهم، مع المزيد من التحول العالمي إلى السيارات الكهربائية.

السيارات الكهربائية
عامل في قسم البطاريات في شركة تيسلا الأميركية - الصورة من فاينانشيال تايمز

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة "جنرال موتورز" الأميركية أنها قد تدفع لشركة "ليفينت"، وهي أحد منتجي المعدن النفيس، نحو 200 مليون دولار مقدمًا؛ وذلك لتأمين المواد الخام اللازمة لصناعة بطاريات سياراتها الكهربائية.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "ألبيمارل"، وهي أكبر منتجي الليثيوم المتداول، كينت ماسترز، إن السوق ستظل في حالة توتر، بغض النظر عن الجهود المبذولة لإنتاج المزيد من هذا المعدن، موضحًا أن المشكلة التي تواجهها هذه التجارة أنها "نظامية لمدة زمنية طويلة؛ فمدة 7-8 سنوات لا تبدو كافية".

وتأتي تصريحات رئيس ألبيمارل -التي تتخذ من شارلوت في ولاية نورث كارولينا مقرًا لها، ومن بين عملائها تيسلا وشركات عملاقة أخرى- بعد زيادة ضخمة بلغت 8 أضعاف قيمة مركبات الليثيوم، منذ بداية عام 2020، الذي شهد جائحة كورونا.

واستقرت أسعار الليثيوم قرب 70 ألف دولار للطن في أبريل/نيسان الماضي؛ حيث سمح استخدامه في صناعة البطاريات بإخراج المعدن من دائرة الركود التي أصابت العديد من السلع، خلال الأشهر الماضية، وهو ما دفع "ألبيمارل" إلى رفع توقعاتها للأرباح 3 أضعاف خلال العام الجاري.

استخدام الليثيوم في البطاريات

بجانب مواد رئيسة أخرى، مثل النيكل والكوبالت، يُستَخدَم الليثيوم في صناعة البطاريات الكهربائية، بعد استخراجه من المحاليل الملحية والصخور والطين، بينما يراهن البعض على تقنية أخرى، تتمثل في استخراجه بشكل مباشر من المحلول الملحي اعتمادًا على التبخر.

في الوقت نفسه، يرى رئيس عمليات الليثيوم في شركة ألبيمارل، إريك نوريس، أن الآمال المعلقة على توفير عرض مناسب يطابق الطلب من جانب شركات صناعة السيارات، دفعت البعض إلى المبالغة في تقدير قوة المنتجين.

وأشار إلى أن القدرة على تنفيذ المشروعات الرأسمالية ليست كبيرة، خاصة أن شركات الليثيوم قدّمت إنتاجًا أقل بنسبة 25% مما تعهدت به في أحد الأعوام، بسبب التأخيرات المستمرة والحوادث الفنية، لافتًا إلى أن عمليات تعدين الليثيوم تستغرق بين 6 و19 عامًا من دراسة الجدوى الأولية إلى التصنيع الدقيق، وهي مدة تتجاوز أيًا من العلوم التطبيقية المعنية بالبطاريات الكهربائية.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أعلنت، في تقرير سابق، أن العالم في حاجة إلى نحو 60 منجمًا إضافيًا لإنتاج الليثيوم بحلول عام 2030، وذلك لمواجهة متطلبات وخطط إزالة الكربون وتصنيع السيارات الكهربائية، التي تنتهجها الحكومات.

وخلال الأشهر الـ18 الماضية، عانت شركات صناعة السيارات الكهربائية ندرة رقائق أشباه الموصلات؛ ما زاد المخاوف بشأن تأمين معدن الليثيوم.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق