النفط الروسي يتجه إلى مصر.. ملاذ جديد للوصول إلى الأسواق العالمية
مي مجدي
أدى تزايد العقوبات الغربية على النفط الروسي لبحث موسكو عن مسارات جديدة آمنة تستطيع من خلالها نقل منتجاتها إلى السوق العالمية، ويبدو أنها وجدت ضالتها في ميناء مصري صغير على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ففي وقت مبكر من يوم 24 يوليو/تموز 2022، استخدمت موسكو ميناء الحمراء المصري لتفريغ شحنة تبلغ قرابة 700 ألف برميل من النفط، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي رصدتها وكالة بلومبرغ.
وبعد بضع ساعات، تسلّمت سفينة أخرى شحنة من الميناء، وهناك توقعات بأنها تضمّنت بعض براميل النفط الروسي أو كلها.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه مصر لتطوير وتوسيع المواني النفطية وفق أحدث النظم العالمية، في خطوة لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا لتجارة النفط والغاز وتداولهما، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطوة غير مسبوقة
وفقًا للبيانات، كانت هذه المرة الأولى لاستخدام موسكو ميناء الحمراء النفطي في مصر لتسويق خام الأورال الروسي.
ومن المتوقع أن تُسهِم هذه الخطوة غير المسبوقة في زيادة صعوبة تعقب الوجهة النهائية للشحنات، وتضيف من حالة الغموض بشأن اتجاه شحنات النفط الروسي منذ أن تخلى المشترون الأوروبيون عنها عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
وكشفت بيانات التتبع عن أن ناقلة "كريس" وصلت إلى ميناء الحمراء المصري بعد ساعات قليلة من مغادرة الناقلة الأولى "كرستد".
وأظهرت أن الناقلة كريس كانت موجودة في المحطة لعدة أيام، لكنها خرجت من المرساة للسماح للناقلة "كرستد" بالرسو.
وكانت صهاريج الناقلة كريس ممتلئة -تقريبًا- عند مغادرتها ميناء الحمراء النفطي في 28 يوليو/تموز (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكدت البيانات أن الناقلة ترسو الآن في ميناء رأس شقير النفطي الواقع على الضفة الغربية لخليج السويس على ساحل البحر الأحمر.
وأوضحت بيانات التتبع أن هذه المحطة -أيضًا- لديها القدرة على مزج النفط الروسي مع الخام المصري.
هل سيصبح الحمراء البوابة الجديدة للنفط الروسي؟
تُعَد مصر بوابة عبور لزيت الوقود الروسي، ومع ذلك لم يتضح بعد إذا كان ميناء الحمراء النفطي سيصبح البوابة الجديدة البارزة لتدفقات النفط الروسي، أم لجأت إليه روسيا لمرة واحدة فقط.
وفي السابق، نقلت الناقلات الحاملة للنفط الروسية البضائعَ من سفينة إلى أخرى قبالة مدينة سبتة في شمال أفريقيا، وفي وسط المحيط الأطلسي مؤخرًا.
وتُعَد هذه المسارات غير مسبوقة لهذه العمليات الصعبة التي تُنفذ عادةً في مواقع محمية وأكثر هدوءًا بالقرب من الشاطئ.
ووفقًا للبيانات، جرت عمليات أخرى لنقل البضائع قبالة منطقة جوهور بالقرب من سنغافورة خلال شهر يونيو/حزيران 2022، التي أصبحت مؤخرًا موقعًا لنقل شحنات النفط الإيراني المتجهة إلى الصين.
ومن المقرر أن يدخل قرار حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي وجميع خدمات الشحن والتأمين حيز التنفيذ بحلول نهاية العام، وسيزيد ذلك من الضغط على روسيا للبحث عن مسارات مختلفة لنقل شحناتها إلى المشترين؛ حيث تعد الصين والهند أبرزهم.
ميناء الحمراء
تدير شركة بترول الصحراء الغربية "ويبكو" ميناء الحمراء النفطي، ويحتوي على 6 مستودعات تخزين قادرة على استيعاب 1.5 مليون برميل من النفط الخام، وشمندورة رباط بحرية للتحميل والتفريغ.
وبُنيت المحطة في عام 1968 على ساحل البحر الأبيض المتوسط لاستقبال وتخزين وشحن الخام المنتج في الصحراء الغربية بمصر، والذي يمثل قرابة 50% من إنتاج النفط الخام بالبلاد، ويتيح ذلك إمكانية مزج النفط الروسي مع الخام المحلي.
ويُنقل إنتاج الصحراء الغربية إلى محطة الحمراء من خلال 3 خطوط أنابيب رئيسة.
وتخطط وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية لتسريع عملية تطوير الميناء وإقامة توسعات جديدة؛ حيث ستسهم في خدمة الحركة التنموية بمنطقة العلمين الجديدة.
وتشمل عمليات التطوير مشروعين رئيسين؛ هما بناء مستودعات تخزين في منطقة الميناء على مساحة قدرها 120 فدانًا، وإقامة منطقة لتداول المنتجات النفطية وتخزينها للغير في المنطقة الجنوبية للعلمين الجديدة على مساحة 420 فدانًا.
وترى مصر أن هذه المشروعات ستخدم مشروعها القومي لتصبح مركزًا إقليميًا لتجارة النفط والغاز وتداولهما.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية ترفع أسعار بيع الخام العربي إلى آسيا لمستويات قياسية
- الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تنمو 7 غيغاواط بحلول 2027 (تقرير)
- أزمة توربين نورد ستريم 1 تتصاعد.. وروسيا وألمانيا تتبادلان الاتهامات