غازتقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسية

أزمة توربين نورد ستريم 1 تتصاعد.. وروسيا وألمانيا تتبادلان الاتهامات

موسكو تطالب بوثائق عودته.. وميونخ: موجودة

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • غازبروم تنتظر الوثائق المتعلقة بعودة توربين الغاز من ألمانيا
  • ألمانيا ترد بأن الوثائق التي تريدها روسيا ليست مطلوبة.. ولا يوجد سبب لتأجيل عودة التوربين
  • بوتين يؤكد أن خط أنابيب نورد ستريم 2 جاهز للعمل ويضمن إمدادات لأوروبا بنحو 27 مليار متر مكعب هذا العام
  • محادثات سيمنس جارية مع غازبروم لحل أزمة التوربين
  • أكبر اقتصاد في أوروبا على شفا ركود اقتصادي وأزمة طاقة في الشتاء
  • السياسة أصبحت طرفًا في الخلاف.. وللتعامل مع بوتين يجب فهم اللعبة القانونية

يشتد الخلاف بين روسيا وألمانيا حول توربين نورد ستريم 1، وتفاقمت الأوضاع مع تبادل الاتهامات من الطرفين بشأن الوثائق المطلوبة لإعادة التوربين.

وفي هذا الإطار، صرّح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الأربعاء 3 أغسطس/آب (2022)، بأن شركة غازبروم الروسية تنتظر الوثائق المتعلقة بعودة توربين الغاز من ألمانيا، من أجل التأكد من أنه لا يخضع للعقوبات.

وتعقيبًا على ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن توربين نورد ستريم 1، الموجود حاليًا في ألمانيا -بعد صيانته في كندا- لا يتأثر بالعقوبات، وبالتالي فإن المستندات التي تطلبها روسيا ليست مطلوبة، حسب وكالة رويترز.

وأكد -خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء 3 أغسطس/آب 2022- أن جميع الوثائق التي تحتاجها روسيا متوفرة، ويمكن تقديمها في أي وقت، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

اتهامات ألمانيا

يراقب العالم من كثب مصير التوربين الذي يبلغ طوله 12 مترًا، إذ اتهمت الحكومات الأوروبية روسيا بقطع إمدادات الغاز لأسباب واهية، انتقامًا لفرض العقوبات بعد غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022).

وكانت هناك حالة من الغموض والسرية بشأن تحركات التوربين ومكان وجوده حتى مساء الثلاثاء 2 أغسطس/آب (2022) عندما أعلنت ألمانيا زيارة أولاف شولتس لشركة سيمنس إنرجي.

نورد ستريم 1
شعار نورد ستريم في مقر الشركة بسويسرا - الصورة من رويترز

وقال شولتس إنه لا يوجد أي سبب يدعو روسيا إلى تأجيل عودة توربين الغاز لخط نورد ستريم 1.

واتهم روسيا بعرقلة عودة التوربين إلى محطة الضغط "بورتوفايا"، موضحًا أن الوضع يمكن حله بسهولة إذا أعطت شركة غازبروم الضوء الأخضر.

وأشار شولتس -في أثناء زيارته إلى مصنع شركة سيمنس إنرجي في مولهايم لتفقد التوربين- إلى أن التوربين يعمل بكامل طاقته ويمكن إعادة شحنه إلى روسيا في أي وقت، بشرط أن تكون موسكو على استعداد لإعادته.

وقال للصحفيين إن الهدف من زيارته هو التوضيح للعالم أن التوربين يعمل ويمكن تسليمه، مؤكدًا عدم وجود مشكلات أو عقوبات تمنع استخدامه، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع: "الآن يحتاج أحدهم فقط ليقول: أود الحصول عليه، وسنعيده على الفور، فلا يوجد سبب لتعطيل عمليات التسليم".

وحتى إذا استعادت روسيا التوربين، حذر شولتس من أن ألمانيا قد تواجه اضطرابات حادة في المستقبل، أو عدم الوفاء بعقود التوريد.

واستطرد قائلًا: "في حال رفض روسيا أخذ التوربين الآن، فإنها تُبيّن للعالم أنه مجرد ذريعة لخفض إمدادات الغاز إلى ألمانيا".

وتابع: "من المنطقي بالنسبة إلى ألمانيا أن تواصل تشغيل محطاتها النووية الـ3 بعد أن قررت إغلاقها في نهاية عام 2022، وهو تحول سياسي حظى بالدعم مع تزايد مخاطر قطع إمدادات الغاز الروسي بالكامل في الشتاء".

رد موسكو

في المقابل تنفي روسيا هذه الاتهامات، زاعمة أن أزمة التوربين هي السبب الرئيس لخفض تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1، التي تراجعت إلى 20% فقط منذ 27 يوليو/تموز (2022).

ورفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، تصريحات المستشار الألماني، أولاف شولتس، وألقى باللوم على نقص الوثائق في تعطيل عودة التوربين إلى موسكو.

ورد بيسكوف بأن التوربين يفتقر إلى الوثائق التي تثبت أنه لا يخضع للعقوبات، قائلاً: "غازبروم تحتاج -أيضًا- إلى أوراق تتعلق بوضعها التقني".

كما أشار إلى احتمال حصول أوروبا على الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 2، وهو مشروع تقوده موسكو، وقرر الغرب عدم بدء تشغيله عقب إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا.

نورد ستريم 1
المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف- الصورة من رويترز

ووفقًا للتقارير، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، خلال اجتماعهما الأسبوع الماضي، أن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 جاهز للعمل والمساعدة في زيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا.

وفي هذا الشأن، قال بيسكوف إن بوتين أبلغ شرودر أن إمدادات الغاز الروسي تراجعت إلى قرابة 30 مليون متر مكعب يوميًا من 167 مليون متر مكعب، بعدما قررت بولندا إنهاء الاتفاق بشأن خط أنابيب يامال-أوروبا، وأوقفت أوكرانيا التدفقات عبر أحد الخطوط.

وأضاف أن شرودر ناقش العقبات التي تواجه إمدادات الغاز، مستفسرًا عن إمكان استخدام خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، ورد بوتين أن الخط جاهز للاستخدام.

وقال بيسكوف: "لم يبادر بوتين بطرح الفكرة، ولم يقترح تشغيله.. لكن في حالة تشغيل نورد ستريم 2، يمكن أن يوفر 27 مليار متر مكعب هذا العام (2022)".

ومع ذلك، أشار المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى عدم استخدام خط أنابيب نورد ستريم 2 بديلاً، مؤكدًا وجود طاقة استيعابية كافية في نورد ستريم 1، وعدم وجود حاجة إلى ذلك.

محادثات دون اتفاق

قال مسؤول كبير في شركة غازبروم إن تسليم التوربين بعد صيانته في كندا لا يتماشى مع العقد المبرم، إذ أُرسل إلى ألمانيا دون موافقة روسيا.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس إنرجي، كريستيان بروخ، أن هناك محادثات جارية مع شركة غازبروم الروسية بشأن أزمة التوربين، لكن دون اتفاق.

وقال إن الشركة حريصة على إعادة التوربين حتى يمكن أخذ التوربينات الأخرى المستخدمة في خط الأنابيب للصيانة.

وأضاف أن الشركة الروسية لديها وجهة نظر مختلفة عن الوضع، ولم يخض في التفاصيل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأثار انهيار إمدادات الغاز والارتفاع الحاد في الأسعار تحذيرات من الركود لأكبر اقتصاد في أوروبا، كما أثار مخاوف من نقص الطاقة وتقنينها في الشتاء.

نورد ستريم 1
المقر الرئيس لشركة غازبروم في موسكو- الصورة من رويترز

وسيتعيّن على حكومة شولتس تعديل الإصلاحات المعتمدة في قطاع الطاقة مؤخرًا.

ودعا شولتس المواطنين إلى تسليح أنفسهم بسبب ارتفاع الفواتير، وحثتهم الحكومة على ترشيد استهلاك الطاقة بقدر الإمكان، مثل الاستحمام لوقت قصير.

وقال: "يتعيّن علينا الوقوف معًا في هذه المرحلة بصفتنا دولة، وإظهار ما نحن قادرون على فعله".

بيد أن المستشار الألماني أولاف شولتس اختار عدم الرد على الأسئلة المتعلقة بسلفه غيرهارد شرودر، الذي بات محلًا للسخرية في ألمانيا بسبب آرائه الموالية لروسيا وصداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعرب شرودر عن استعداد روسيا للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب، خلال مقابلة نُشرت اليوم الأربعاء 3 أغسطس/آب (2022)، بعد زيارته إلى موسكو للقاء بوتين الأسبوع الماضي.

الحقيقة هي الضحية

خلال مساحة "أنسيات الطاقة"، أمس الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2022، أوضح خبير اقتصادات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي أن الخلاف كما هو واضح يتعلق بالأوراق الجمركية، لكن أصبحت السياسة طرفًا ودخلت في الأزمة، مشيرًا -أيضًا- إلى إخلال شركة سيمنس بوعودها المتعلقة بإصلاح باقي التوربينات.

ويرى الحجي أن الحقيقة مبهمة، وأصبحت الضحية الأولى في ظل الحرب القائمة.

وقال: "لصالح روسيا أن تلجأ إلى تجفيف منابع الغاز على كل الحالات بالنسبة إلى أوروبا بعد ارتفاع المخزون".

وتابع: "لا نستطيع إنكار دور السياسة في تأخر الأوراق المتعلقة بالتوربين، كما أن بوتين لديه فريق قانوني متمرس، لديه خبرة كبيرة في القوانين الأوروبية والأميركية والدولية".

وأضاف: "كل ما فعله بوتين حتى الآن لا غبار عليه من الناحية القانونية، لذا على الأطراف الأخرى فهم اللعبة القانونية حتى تستطيع التعامل مع بوتين".

يُشار إلى أن انخفاض تدفقات نورد ستريم 1 أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية مرة أخرى، واقتربت من مستوياتها القياسية في مارس/آذار (2022) عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق