التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

النفط الروسي يهدد عرش صادرات الشرق الأوسط إلى الهند

أمل نبيل

قد يكون النفط الروسي رخيص الثمن مسمارًا في نعش صادرات الخام الأسود من دول الشرق الأوسط، لكبار عملائه في آسيا، مع ميل الكفة السعرية لصالح خام موسكو.

وتراجع الطلب الفوري في آسيا على الدرجات الثقيلة من الشرق الأوسط، مثل خام البصرة الثقيل، لصالح الخام الأرخص سعرًا، خاصة مع ارتفاع تكلفة عملية إزالة الكبريت، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تؤدي شهية الهند النهمة للحصول على النفط الروسي الرخيص إلى تآكل هيمنة المورّدين التقليديين من الشرق الأوسط إلى أفريقيا والولايات المتحدة، في أحد أكثر الأسواق ربحية في العالم، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز المحلية.

وانخفضت أسعار النفط الروسي بنحو 30% منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، وما تلاه من عقوبات غربية لحظر خام موسكو.

النفط الروسي يتدفق إلى نيودلهي

النفط الروسي
عمال في حقل نفطي بالهند

ارتفعت حصة منطقة أوراسيا، التي تضم روسيا، في إجمالي واردات الهند -ثالث أكبر مستورد في العالم- من النفط الخام، إلى رقم قياسي بلغ 18.8% خلال المدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران (2022)، من 3.4% في الأشهر الـ 12 السابقة، وفقًا لبيانات وزارة النفط الهندية.

المورّد المنتظم الآخر من المنطقة هو أذربيجان، التي مثّلت جزءًا صغيرًا من الواردات الهندية.

وقفزت صادرات موسكو النفطية إلى نيودلهي، مسجلةً 682 ألفًا و200 برميل يوميًا، خلال الربع الأول من العام المالي الهندي، مقابل 22 ألفًا و500 برميل يوميًا، خلال الأشهر ذاتها العام الماضي.

وتراجعت واردات النفط من الشرق الأوسط، وهي أكبر منطقة مُصدّرة للهند، إلى 61.9% خلال الربع المنتهي في يونيو/حزيران، مقابل 63.9% في العام السابق، في حين انخفضت واردات منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) إلى 64.8% من إجمالي الواردات خلال المدة من أبريل/نيسان وحتى يونيو/حزيران، مقارنة مع 69.7% قبل عام.

وتراجعت المشتريات من أميركا الشمالية، التي تشمل المكسيك وكندا والولايات المتحدة، بنحو النصف إلى 6.8%، في حين تراجعت الواردات الهندية من أفريقيا إلى 9.2%، مقابل 13.6% العام السابق.

وتسلل النفط الروسي إلى الأسواق الهندية والصينية، إذ التهم حصة العراق والمملكة العربية السعودية في أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم.

وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، الصادرة في 20 يوليو/تموز (2022)، أن روسيا حافظت على مكانتها كونها أكبر مصدّر للنفط إلى الصين للشهر الثاني على التوالي، بفضل الأسعار المنخفضة، وأدى ذلك إلى انخفاض الشحنات السعودية.

مصافي التكرير الهندية

أصبحت مصافي التكرير في الهند تلتهم البراميل الروسية الرخيصة أكثر مما كانت تفعل قبل غزو أوكرانيا.

واحتفظ النفط الروسي بالمرتبة الثانية ضمن أكبر مُورّدي الخام إلى الهند، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، واستمرت صادرات العراق بالمرتبة الأولى والسعودية بالمرتبة الثالثة للشهر الثاني، بحسب بيانات تجارية.

وزادت شحنات النفط الروسي إلى الهند بنسبة 15.5% خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بشهر مايو/أيار السابق له، مقابل تراجع شحنات النفط العراقي والسعودي إلى نيودلهي.

النفط الروسي

وبجانب تعزيز صادرات النفط الروسي إليها، تُخطط الهند لتنويع إمداداتها النفطية بعيدًا عن الشرق الأوسط، وهو ما دفعها إلى عقد صفقات محددة الأجل مع مورّدين من غايانا وأذربيجان والغابون.

وقفزت واردات الهند من النفط خلال العام المالي المنتهي في مارس/آذار الماضي إلى 119.2 مليار دولار، مقابل 62.2 مليار دولار خلال العام المالي السابق له، بحسب بيانات وزارة النفط الهندية.

وفي نهاية مارس/آذار من العام الجاري (2022)، دعا نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للاقتصاد الدولي، داليب سينغ، الهند، للحدّ من واردات النفط الروسي.

وأكد سينغ أن الولايات المتحدة على استعداد لمساعدة الهند في تنويع إمداداتها الدفاعية والطاقة.

وتُعدّ الهند والصين روسيا من البلدان الصديقة، ولم تُدِنْ أيٌّ منهما الحرب على أوكرانيا، وامتنعت نيودلهي عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة بشأن الحرب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق