المقالاتسلايدر الرئيسيةغازمقالات الغازمقالات النفطنفط

التعاون بين غازبروم الروسية وشركة النفط الإيرانية.. هل يخدم مصالح الجانبين؟ (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • إيران وروسيا تمتلكان ما مجموعه 70 تريليون متر مكعب من الغاز.
  • • موسكو وطهران تلعبان دورً مهمًا ومؤكَّدًا في استدامة الطاقة.
  • • مذكرة التفاهم تشمل تطوير حقول النفط والغاز ومشروعات الغاز الطبيعي المسال وخطوط الأنابيب.
  • • إيران لديها حاليًا عقود استثمار في 7 حقول نفطية مع عدة شركات روسية.
  • • لم يصل عدد الاستثمارات في صناعة النفط في إيران إلى 10 مليارات دولار.
  • • مشكلة انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي هي التحدي الرئيس لصناعة الغاز الإيرانية.

يمكن أن تؤدي روسيا، من خلال شركة غازبروم الحكومية، وإيران دورًا مهمًا دون منازِع في استدامة الطاقة؛ لأنهما تمتلكان ما مجموعه 70 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يمثّل 30% من إجمالي الاحتياطيات العالمية.

وعلى هامش زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرسمية إلى إيران، يوم 19 يوليو/تموز الجاري، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية (إن آي أو سي)، محسن خوجاشمهر، توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة الروسية "بقيمة 40 مليار دولار".

وُصِفَت مذكرة التفاهم بين شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة غازبروم الروسية بأنها "أهم استثمار أجنبي في تاريخ صناعة النفط الإيرانية".

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن خوجاشمهر أن هذه المذكرة تشمل تطوير حقول النفط والغاز، وكذلك مشروعات الغاز الطبيعي المسال وخطوط الأنابيب.

أهمية مذكرة التفاهم

غازبروم
توقيع مذكرة التفاهم بين روسيا وإيران - الصورة من منصة العالم الإيرانية

علاوة على ذلك، تعني "مذكرة التفاهم" اتفاق الطرفين للتفاوض على مشروع يمكن أن يؤدي إلى توقيع عقد وتحديد الاستثمار أو الالتزامات التشغيلية.

ثمّة سؤال يطرح نفسه، عمّا إذا كان هذا النهج سيؤثّر في مسار خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي، بالنظر إلى المواجهات الجريئة بين روسيا وأوروبا.

وعلى الرغم من أن خطة العمل الشاملة المشتركة (جيه سي بي أو إيه) لا ترتبط ارتباطًا مباشرًا بمذكرة التفاهم هذه، سيكون من الخطأ تجاهلها تمامًا؛ لأن روسيا تواجه العديد من التحديات مع أميركا وأوروبا، وقد يؤدي أيّ تعاون مع روسيا إلى الإضرار بمصالح طهران.

وأفاد محسن خوجاشمهر أنه من أصل 40 مليار دولار التي تنص عليها مذكرة التفاهم الموقّعة مع شركة غازبروم الروسية، سيُنفَق 25 مليار دولار على تطوير حقول الغاز واستكمال مشروعات الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف أن 15 مليار دولار ستُنفَق على تطوير 6 حقول نفطية، أهمها كرنج وآذر وجنغولة وأب تيمور ومنصوري، وسيكون تنفيذ مذكرة التفاهم من النوع طويل الأجل.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية إلى أن إيران لديها حاليًا عقود استثمار في 7 حقول نفطية، مع عدّة شركات روسية، وأن قيمة هذه العقود تبلغ نحو 4 مليارات دولار.

وأكد مهر أن إيران أحرزت تقدمًا كبيرًا مع الروس في حقول النفط المستقرة، مثل بيدر غرب وأبان.

وصف الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية (إن آي جي سي)، مجيد شكيني، تطوير تجارة الغاز مع دول الجوار بأنه أحد أهم أهداف توقيع هذه المذكرة، وذكر أن التعاون مع شركة غازبروم في إنشاء خطوط نقل الغاز هو المطلوب.

وتكتسب المشروعات مع دول الجوار في هذا المجال، بناءً على الاتفاقية المُبرَمة، أهمية كبيرة بالنسبة لطهران.

وذكر شكيني أن مجالًا آخر من مجالات التعاون الذي ترغب روسيا في القيام به مع إيران هو مشروعات الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح أن دول الجوار تحظى بالأولوية في تنفيذ المشروعات المذكورة، وأن المفاوضات مع دول الجوار جارية حاليًا، مشيرًا إلى أن العمليات في هذا المجال بدأت آنفًا، وستستمر في المستقبل.

تطوير حقول النفط والغاز

غازبروم
حقل بارس الجنوبي في إيران - الصورة من وكالة إيرنا

قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خوجاشمهر، إن تطوير حقل غاز كيش وتطوير حقل غاز بارس الشمالي، باستثمار 10 مليارات دولار من شركة غازبروم، قد وُقِّع من قبل الطرفين.

وأوضح أن الاستثمار في حقلي الغاز هذين وتطويرهما سيؤدي إلى إنتاج "أكثر من 100 مليون متر مكعب يوميًا".

في عام 2016، وبعد إتمام خطة العمل الشاملة المشتركة بشان برنامج إيران النووي، وقّعت شركة غازبروم مذكرة تفاهم لدراسة وتطوير هذه الحقول، لكنها لم تتخذ أيّ إجراء.

ومن المرتقب تطوير مذكرة التفاهم مع العاصمة الروسية.

علاوة على ذلك، وقّعت شركة النفط الوطنية الإيرانية في عامي 2016 و 2017 مذكرة تفاهم مع شركة غازبروم للنفط، الجناح النفطي لشركة غازبروم، بشأن تطوير حقل جنغولة.

واتفقت شركة النفط الوطنية الإيرانية مع شركة لوك أويل الروسية بشأن تطوير حقلي أب تيمور وكرنج، لكن هذه الاتفاقات لم تصل إلى نتيجة.

تمويل قطاع النفط والغاز في إيران

لسنوات عديدة، كان يُقال، إن صناعة النفط في إيران تحتاج إلى 160 مليار دولار من رأس المال لمواصلة أعمالها والاستمرار في تطويرها، ولكن من الناحية العملية، لم تصل قيمة الاستثمارات في هذه الصناعة إلى 10 مليارات دولار، في السنوات الـ10 الماضية.

وتوقّع الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن خوجاشمهر، بناءً على خطط إنتاج النفط والغاز، وباستثمار 160 مليار دولار، ستصل الطاقة الإنتاجية اليومية للنفط 5.7 مليون برميل، وستصل الطاقة الإنتاجية للغاز 1.5 مليار متر مكعب يوميًا.

وتابع محسن خوجاشمهر قائلًا، إن هذا الاستثمار البالغ 40 مليار دولار، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة مع شركة غازبروم الروسية، يُعدّ جزءًا من 160 مليار دولار، ولزيادة إنتاج النفط والغاز.

ويبدو أن إيران وروسيا ملتزمتان بتوفير إمدادات الطاقة المستدامة.

تجدر الإشارة إلى أن مشكلة انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي تمثّل التحدي الرئيس لصناعة الغاز الإيرانية في السنوات المقبلة.

في عام 2018، وقّعت شركة توتال، إلى جانب شركة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي"، عقدًا مع شركة النفط الوطنية الإيرانية لتطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي.

وكان الهدف الرئيس من العقد استخدام التكنولوجيا المتقدمة لشركة توتال، فضلًا عن بناء منصات، وتطلَّب حلّ مشكلة هبوط الضغط في حقل بارس الجنوبي 20 ألف طن.

تجدر الإشارة إلى أن قطر استطاعت منذ سنوات استقطاب مساعدة الشركات الغربية، وخاصة شركة توتال، لحلّ مشكلة انخفاض الضغط في حقل بارس الجنوبي، ولهذا الغرض قامت بتركيب المنصات والضواغط اللازمة في هذا الحقل.

استثمارات غازبروم في إيران

يصف بعض خبراء الطاقة في إيران العقوبات المفروضة على شركة غازبروم بأنها سبب لرغبة الشركة في الاستثمار في إيران.

ويُعدّ الاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي المسال أحد أجزاء مذكرة التفاهم الموقّعة بين غازبروم وشركة النفط الوطنية الإيرانية، التي يمكن أن تسهّل تصدير الغاز الإيراني إلى دول أخرى.

وعَدَّ الخبراء هذه المذكرة إنجازًا مهمًا للجمهورية الإسلامية يوفر الأساس لزيادة الإنتاج في حقول النفط المشتركة المهمة، مثل بارس الجنوبي، أو كما يسميه القطريون حقل الشمال.

وتفيد التقارير المنشورة أن هذه المذكرة تشمل الاستثمار الروسي للحفر الأول في حقل بارس، وتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حقل غاز كيش، ومشروع زيادة ضغط بارس الجنوبي، والاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي المسال، وإنشاء خطوط أنابيب لتصدير الغاز.

وتغطي مذكرة التفاهم تبادل الغاز والمنتجات النفطية والتعاون العلمي والتكنولوجي وتصدير المواد المحفزة وإنتاج معدّات صناعة النفط الحساسة.

في المقابل، يشكك بعض خبراء الطاقة في إيران بجدوى هذه المذكرة.

ويرى هؤلاء الخبراء أن الشركات الروسية وقّعت 7 مذكرات تفاهم وعقدين نفطيين مع إيران في عهد حكومة الرئيس حسن روحاني.

مزيج البيتومين في الهند

نظرًا لانسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي، لم تُنَفَّذ هذه الاتفاقات، في حين تسعى روسيا للسيطرة على حصة إيران في السوق الصينية.

في الأيام الأخيرة، نُشرت أخبار عن استيلاء الروس على حصة إيران من مزيج البيتومين في الهند.

وعلى ضوء العقوبات المفروضة على صناعة الطاقة الروسية، فإن الأسئلة الرئيسة تتمحور حول ما إذا أصبحت هذه المذكرة عقدًا، ومن أيّ مصدر سيُحصَل على الموارد المالية اللازمة؟ وهل تكنولوجيا غازبروم قادرة على تلبية جميع احتياجات صناعة الطاقة الإيرانية؟

لقد سعى الروس دائمًا إلى تحقيق مصالحهم الخاصة في مجال العلاقات الدولية، ومن الطبيعي أن يسعوا وراء مصالحهم الاقتصادية والجيوسياسية من خلال توقيع مثل هذه الاتفاقية.

وسيتيح الاستثمار في صناعة النفط والغاز الإيرانية، إذا نُفِّذ، لموسكو هذه الفرصة.

بموجب هذه المذكرة، لن تتمكن موسكو من السيطرة على مصادر الطاقة الإيرانية وطرق تصديرها فحسب، بل ستزيد من نفوذها على سياسة إيران الخارجية.

*الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق