النفط العماني في 2021 يتعافى من آثار كورونا وينعش خزائن السلطنة

شهد قطاع النفط العماني، المصدر الرئيس للدخل في السلطنة، خلال 2021، بداية التعافي من آثار جائحة كورونا، التي ضربت العالم خلال 2020.

وأظهر تقرير رسمي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، كيف عاد النفط العماني، لقيادة دفعة النمو الاقتصادي في البلاد، متجاوزة العديد من التحديات والصعوبات التي واجهها في عام الوباء.

وسارعت سلطنة عمان منذ بداية عام 2020 إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية للحد من الآثار السلبية لجائحة كورونا على جميع الأصعدة، إذ طبقت عددًا من السياسات والتدابير؛ بهدف التقليل من أثر انكماش الاقتصاد، وضمان استدامة النشاط الاقتصادي والتجاري.

النفط العماني في 2021

خلال عام 2021، استمر تطبيق معظم التدابير، بهدف تعزيز العودة التدريجية للنشاط الاقتصادي والتجاري، والإسهام في عودة النمو الاقتصادي بعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنحو 3.2% في 2020.

وتعززت مرحلة التعافي خلال 2021 مع ارتفاع أسعار النفط، إذ شهدت معظم مؤشرات الاقتصاد تعافيًا في أدائها، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية نحو 24.2 مليار ريال عماني (62.94 مليار دولار أميركي) حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2021م، مسجلًا بذلك نسبة نمو بلغت نحو 12.7%.

وكشف التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمعادن -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- عن أن القيمة المضافة للأنشطة النفطية بلغت نحو 7.4 مليار ريال عماني (19.25 مليار دولار) بنهاية الربع الثالث من العام 2021، مسجلة بذلك نسبة نمو بلغت 26.5%، مقارنة مع المدة نفسها من عام 2020، وشكل إسهام هذه الأنشطة نحو 31% من إجمالي الناتج المحلي.

رفع مستوى الأداء

قال وزير الطاقة والمعادن العماني، محمد بن حمد الرمحي: "لقد عملنا مع شركائنا بنجاح على زيادة إنتاج النفط والمكثفات النفطية خلال 2021، بمتوسط إنتاج بلغ 971 ألف برميل يَوْمِيًّا مقارنة بـ951 ألف برميل في عام 2020 بنسبة زيادة بلغت 2.1%.

وشدد الرمحي -بحسب التقرير السنوي عن النفط العماني في 2021، الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه- على أن وزارته تعمل على رفع مستوى الأداء بما يتوافق مع تطوير الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتحقيقه، لدعم الاقتصاد الوطني، وبما يتسق مع رؤية عمان 2040.

وأشار التقرير إلى أنه في إطار اهتمام سلطنة عمان بتعزيز الاحتياطيات، حفرت الشركات الاستكشافية والمنتجة 66 بئرًا نفطية واختبرتها وقيّمتها.

احتياطيات النفط في عُمان

عمل عدد من الشركات المستكشفة والمنتجة العديد من المسوحات الزلزالية التي شملت مناطق امتياز متعددة، تجاوزت المساحة الإجمالية للمسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد حتى نهاية العام أكثر من 6 آلاف و800 كيلومتر مربع، وحُفرت 80 بئرًا من الآبار الاستكشافية والتقييمية في قطاع النفط والغاز واختبرتها، بينها 66 بئرًا نفطية.

وشمل التقييم بعض الآبار التي حُفرت مسبقًا وخضعت للاختبار والتقييم في هذا العام، إذ أسفرت نتائج التحاليل البتروفيزيائية واختبار إنتاجية الآبار عن مؤشرات إيجابية في عدد منها، وإعلان استكشافات في بعض الآبار، وربط عدد من الآبار بخطوط الإنتاج وتسليمها لمرحلة ما بعد الاستكشاف إلى التطوير، وهو ما أضاف احتياطيات جديدة للنفط.

وأوضح الرمحي أن هذه الإجراءات أضافت احتياطيات جديدة لقطاع النفط العماني، إذ بلغ إجمالي الاحتياطي من النفط الخام والمكثفات النفطية المتوقع في عام 2021 نحو 4 مليارات و876 مليون برميل، مرتفعة بنسبة 4% مقارنة بـ2020.

وشكل احتياطي شركة تنمية نفط عمان نحو 64.4% من إجمالي احتياطي النفط الخام والمكثفات النفطية لعام 2021. كما وُقعت اتفاقيتان جديدتان في قطاع النفط العماني لشركة محلية وشركة عالمية، بقيمة استثمار متفق عليه عن المدة الأولى نحو 20 مليون دولار.

إنتاج النفط العماني

بلغ متوسط إنتاج النفط العماني والمكثفات النفطية خلال عام 2021 نحو 971 ألف برميل يوميًا، مقابل 951 ألف برميل يوميًا في عام 2020، بنسبة ارتفاع بلغت نحو 2.1 % عن العام السابق.

وحافظت السلطنة على مستويات الإنتاج نفسها من النفط تماشيًا مع اتفاق خفض الإنتاج المبرم مع دول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، ودول أخرى من خارج المنظمة في التحالف المعروف باسم"أوبك+"، بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب العالمي على النفط.

صادرات النفط العماني

شهد عام 2021 ارتفاعًا في حجم صادرات النفط العماني والمكثفات النفطية بنسبة 0.7 %، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2020م، مسجلة نحو 289 مليون برميل، مقابل 287 مليون برميل في 2020.

وتصدرت الصين قائمة الدول المستوردة لنفط سلطنة عمان في عام 2021، إذ استحوذت على ما نسبته 84%، تليها الهند بنسبة 10%، وتمثل باقي البلدان ما نسبته 6.2% من إجمالي صادرات النفط الخام والمكثفات النفطية لعام 2021.

وبلغ متوسط سعر النفط الخام العماني خلال عام 2021م نحو 64.29 دولارا أميركيًا للبرميل، مسجلًا ارتفاعًا بمقدار 40%، عما كان عليه في عام 2020.

وتراوح سعر برميل نفط عمان بين 43.83 دولارًا للبرميل حدًا أدنى في شهر يناير/كانون الثاني 2021، و81.58 دولارًا للبرميل حدًا أعلى في شهر ديسمبر/كانون الأول 2021.

قطاع التكرير في سلطنة عمان

بلغ إجمالي إنتاج شركة المصافي والصناعات النفطية التابعة لشركة أوكيو من المنتجات النفطية نحو 108 ملايين برميل، إذ سجل إنتاج مصفاة ميناء الفحل نحو 29 مليون برميل، في حين بلغ إنتاج مصفاة صحار نحو 79 مليون برميل.

كما بلغت نسبة إنتاج زيت الغاز (الديزل) 31% من إجمالي إنتاج مصفاتي شركة المصافي والصناعات النفطية التابعة لشركة أوكيو خلال 2021.

بينما سجلت مبيعات المنتجات النفطية خلال 2021 نحو 37 مليون برميل، منها مليون برميل بِيعت عن طريق مصفاة ميناء الفحل، ونحو 36 مليون برميل بِيعت عن طريق مصفاة صحار.

وشكلت مبيعات النافثا النسبة الأكبر من إجمالي مبيعات شركة المصافي والصناعات النفطية التابعة لشركة أوكيو بنسبة 35% من إجمالي المبيعات المحلية للمنتجات النفطية لعام 2021.

صادرات الوقود العماني

من جهة أخرى، بلغ إجمالي المنتجات النفطية المصدرة من شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات النفطية عبر مصفاة صحار نحو 38 مليون برميل، ونحو 0.3 مليون برميل عبر مصفاة ميناء الفحل.

وشكّلت كمية تصدير زيت الغاز (الديزل) النسبة الأكبر من المنتجات النفطية المصدرة بنحو 58% من إجمالي المنتجات النفطية المصدرة لعام 2021م.

وفي المقابل سجّلت المنتجات النفطية المستوردة لشركة المصافي والصناعات النفطية التابعة لشركة أوكيو خلال 2021 نحو 2.56 مليون برميل.

موضوعات متعلقة..

• صادرات النفط العمانية تهبط لأدنى مستوى منذ ديسمبر 2018
• صادرات النفط العمانية تسجل أكبر زيادة في 9 أشهر

اقرأ أيضًا..

• ماذا تفعل السفينة الإسرائيلية إنرجين باور بعد عبورها قناة السويس؟ (انفراد)
• دراسة تحشد أوروبا ضد الغاز الجزائري.. و"الطاقة" تستعين بصور الأقمار الصناعية لكشف الحقيقة