ألقت الحرب الروسية على أوكرانيا بظلالها على أسعار الوقود في ناميبيا الواقعة في جنوب غرب القارّة الأفريقية، في ظل اعتماد دول القارّة السمراء على استيراد المنتجات النفطية التي تشهد زيادات غير مسبوقة في الأسعار.
وفي الوقت الذي يئنّ فيه الشعب الناميبي من تضخّم أسعار المواد الغذائية، وارتفاع تكلفة القروض المصرفية، أعلنت الحكومة اعتزامها رفع أسعار الوقود، بدءًا من اليوم، بحسب موقع نيو إيرا لايف (neweralive).
وأعلنت وزارة المناجم أن أسعار البنزين سترتفع بنحو 2.50 دولارًا ناميبيًا للّتر، بينما ستشهد أسعار الديزل زيادة قدرها 1.50 دولارًا ناميبيًا للّتر الواحد.
وبعد تطبيق الزيادات الجديدة، سيرتفع سعر البنزين إلى 20.40 دولارًا ناميبيًا للتر (1.31 دولارًا)، والديزل إلى 21.43 دولارًا ناميبيًا للّتر (1.73 دولارًا أميركيًا)، وفقًا لبيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
(الدولار الناميبي = 0.064 دولارًا أميركيًا).
أسعار الوقود في ناميبيا
قالت وزيرة المناجم، كورنيليا شيلونغا، إن وزارتها تدرك تمامًا أن زيادة أسعار الوقود تُعرّض الشعب الناميبي لضغط مالي كبير.
وأضافت: "يجب أن يدرك الشعب أن ناميبيا تتأثر بالأسعار في سوق النفط الدولية، وأن الحكومة تسيطر فقط بشكل مباشر على الضرائب المحلية والرسوم المفروضة على الوقود والهوامش الربحية".
وفي الشهر الماضي، وافق مجلس الوزراء على مقترح وزارة الطاقة والمناجم، بخفض ضرائب الوقود بنسبة 50% لمدة 3 شهور (من مايو/أيار إلى يوليو/تموز 2022).
وتشّكل رسوم وضرائب الوقود من 34 إلى 45% من تكلفة لتر الوقود في الدولة الواقعة في جنوب غرب أفريقيا.
وتشمل الضرائب المفروضة على أسعار البنزين والديزل في ناميبيا، الجمارك، وضريبة الوقود لصندوق الطاقة الوطني، ورسوم مستخدمي الطرق، التي تخصص لصيانة الطرق.
بالإضافة إلى ضريبة الوقود التي تُحَصَّل من قبل وزارة المالية لصندوق إيرادات الدولة وضريبة صندوق حوادث السيارات، والتي تُستخدم لتمويل أنشطة الصندوق، مثل تقديم المساعدة المالية لضحايا حوادث الطرق.
وتشمل الضرائب التي خُفِّضَت، رسوم مستخدمي الطرق (من 184 إلى 74 سنتًا للّتر)، وضريبة الوقود من (90 إلى 45 سنتًا للّتر)، وضريبة نامكور من (من 7.6 إلى 3.8 سنتًا لكل لتر)، وضريبة صندوق حوادث السيارات بنسبة 25% من (50.3 إلى 37.725 سنتًا للّتر).
دوافع زيادة أسعار البنزين والديزل
أرجعت وزيرة المناجم في ناميبيا، الزيادة الجديدة في أسعار الوقود إلى التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية وتداعياتها، واتّساع الفجوة بين الطلب العالمي على النفط والمعروض منه.
كما أشارت إلى تراجع قدرة التكرير العالمية بشكل كبير منذ عام 2020، بسبب جائحة كورونا.
وقالت الوزيرة: "أن أسعار النفط تشهد اتجاهًا تصاعديًا بسبب الاتجاه نحو حظر استيراد النفط الروسي من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة شحّ الإمدادات العالمية".
واقترح الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بسبب الأحداث في أوكرانيا، بما في ذلك حظر كامل على واردات النفط خلال 6 أشهر.
وبحسب وزيرة المناجم في ناميبيا، فعلى الرغم من عدم تنفيذ هذه الإجراءات بعد، فإنها تغذّي الخوف من أزمة في إمدادات النفط على الصعيد العالمي.
وقالت كورنيليا شيلونغا، إن مراجعة وزارة المناجم لأسعار الوقود، للمدة من 1 إلى 20 مايو/أيار 2022، أشارت إلى أن متوسط أسعار بنزين "يو إلى بي 95" ارتفع من 126.260 دولارًا إلى 142.781 دولارًا أميركيًا للبرميل، بينما ارتفع متوسط سعر الديزل "بي بي إم 50" من 150.117 دولارًا أميركيًا إلى 152.147 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته، شهدت أسعار الصرف انخفاضًا كبيرًا أمام الدولار الأميركي، إذ سجل الدولار الأميركي 15.96 دولارًا ناميبيًا.
آثار سلبية
قال الخبير في شؤون الطاقة، عبدنيغو إكانجو، إن رفع أسعار الوقود في ناميبيا سيكون له تأثير سلبي في مستوى الاقتصاد الكلي، ومن المتوقع أن تؤثّر الزيادة لدى جميع المستهلكين في الدولة، إذ يظل الوقود مدخلًا لجميع القطاعات.
وأضاف: "هذه زيادة كبيرة، ونأمل في المستقبل أن تتراجع الأسعار في سوق النفط العالمية، للمساعدة في كبح الاسعار لمستهلكينا المحليين".
وقال الخبير الاقتصادي سالومو هاي، إن الوقت قد حان للمستهلكين ليكونوا مبتكرين ومتكيفين.
وأضاف: "هذه أخبار غير سارّة للمستهلكين، وهي مرحلة صعبة للغاية بالنسبة لهم، يجب أن يكون المستهلكون الآن مبتكرين في كيفية التأقلم مع مثل هذه الارتفاعات، من خلال استخدام وسائل النقل العامّ، بالإضافة إلى مشاركة سياراتهم مع الآخرين بمقابل نقدي".
وحذّر العضو المنتدب بشركة توايلايت كابيتال، مالي ليكوكيلا، من أن هذه الزيادة سيكون لها تأثير مدمر في الاقتصاد عمومًا، وعلى الأسر خصوصًا.
وأضاف: "سيتباطأ الاقتصاد العامّ، والذي ظهرت عليه بوادر انتعاش جيدة، وعلى مستوى الأفراد، وسيتعين على الأسر التعامل مع قوة شرائية أقلّ، وسيغرق المواطنون أكثر في الديون، وسيعود معظم الناس إلى براثن الفقر".
وقال ليكوكيلا، إن تكلفة المعيشة ستزيد من تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والقلق الذي ظهر في جميع أنحاء البلاد في الآونة الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، سيتعين على الشركات الصغيرة والناشئة الاكتفاء بهوامش ربحية ضئيلة، والتي تقلّصت بسبب التضخم، ونكسات كوفيد-19.
موضوعات متعلقة..
● شل وتوتال إنرجي في ناميبيا.. اكتشافات نفطية تعزز طموحات الإنتاج
● اتفاق شراكة لاستكشاف النفط في ناميبيا
● اكتشافات النفط في ناميبيا تنتظر تنفيذ القوانين (تقرير)
اقرأ أيضًا..
● الجزائر تعلن أول إنتاج نفطي من بئر جديدة (صور)
● الأردن يحتضن 700 شخصية لمناقشة مشروعات الهيدروجين والطاقة والربط الكهربائي
● إنشاء أول محطة لتحويل النفايات إلى هيدروجين أخضر في مصر
