التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

خط أنابيب كولونيل.. الأكبر لنقل المشتقات النفطية في أميركا

تعرض لهجوم إلكتروني قبل عام

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • ينقل خط أنابيب كولونيل 100 مليون غالون من الوقود يوميًا
  • يخدم كولونيل المستهلكين من هيوستن إلى ميناء نيويورك
  • يبلغ طول خط أنابيب كولونيل الأميركي نحو 5.5 ألف ميل
  • أُنشئ أكبر خط أنابيب أميركي لنقل المشتقات النفطية أوائل الستينيات
  • تعرّض كولونيل لهجوم إلكتروني قبل عام أوقف تشغيله لمدة 5 أيام

يكتسب خط أنابيب كولونيل أهمية خاصة في الولايات المتحدة؛ كونه الأكبر لنقل المنتجات النفطية، وظهر ذلك جليًا حينما تعرّض لهجوم إلكتروني قبل عام واحد؛ ما أثار اضطرابات كبيرة في إمدادات الوقود بالبلاد.

وأُغلقت العمليات في خط الأنابيب لمدة 5 أيام فقط، بدايةً من 7 مايو/أيار 2021، لكن الاضطرابات أحدثت تأثيرًا مضاعفًا استمر لمدّة أطول، بعدما أصبح ما يقرب من نصف إمدادات الوقود في الساحل الشرقي الأميركي غير متاح فجأة.

وينقل خط أنابيب كولونيل -أكبر خطوط الأنابيب في الولايات المتحدة، حسب وصف الشركة المشغلة- أكثر من 100 مليون غالون من الوقود يوميًا؛ لتلبية احتياجات الطاقة للمستهلكين من هيوستن في تكساس إلى ميناء نيويورك.

وفي ذكرى مرور عام على الهجوم السيبراني، تستعرض وحدة أبحاث الطاقة كل ما تريد أن تعرفه عن خط الأنابيب والهجوم الإلكتروني، الذي اكتسب قدرًا غير مسبوق من الاهتمام العام الماضي، ودفع الرئيس الأميركي جو بايدن لإعلان حالة الطوارئ.

أهمية خط أنابيب كولونيل

ينقل خط أنابيب كولونيل المنتجات المكررة مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات من ساحل الخليج الأميركي إلى سوق الاستهلاك في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ويخدم خط أنابيب كولونيل نحو 14 ولاية أميركية، إلى جانب 7 مطارات مباشرة؛ إذ يربط مصافي التكرير بأكثر من 50 مليون مستهلك في جميع أنحاء جنوب وشرق الولايات المتحدة.

وفي الوقت الحالي، ينقل خط الأنابيب أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًا (100 مليون غالون يوميًا)، أو نحو 45% من إمدادات الساحل الشرقي الأميركي، ارتفاعًا من 240 ألف برميل يوميًا في بداية تشغيله.

وفضلًا عن أن خط أنابيب كولونيل يوفّر إمدادات الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فإنه في الوقت نفسه يسمح بتعزيز تنافسية إنتاج مصافي التكرير في ساحل الخليج الأميركي، التي تمرر على الأقلّ جزءًا من منتجاتها في هذا الخط، أو تبيعها للعملاء الذين يفعلون ذلك.

ونظرًا لحجم المنتجات المكررة المنقولة (100 مليون غالون يوميًا)؛ يُعَدّ خط الأنابيب -خاصة في منشأه هيوستن- نقطة رئيسة للتداول في السوق الفورية للمشتقات النفطية؛ ما يوفر الأساس لتقييم السعر في خطوط أنابيب ساحل الخليج.

كولونيل - خط أنابيب كولونيل
خط أنابيب كولونيل - الصورة من موقع الشركة

شبكة أنابيب كولونيل

يبلغ طول خط أنابيب كولونيل -الأكبر لنقل المشتقات النفطية في أميركا- نحو 5.5 ألف ميل بين هيوستن في تكساس وليندن في نيوجيرسي.

ويتكون خط أنابيب كولونيل من 4 خطوط رئيسة، إلى جانب عدد من الخطوط الفرعية:-

  • خط 40 بوصة ينقل 1.5 مليون برميل بنزين يوميًا من هيوستن إلى غرينزبورو في نورث كارولاينا.
  • خط 36 بوصة يمر عبره 1.2 مليون برميل يوميًا من نواتج التقطير -الديزل وزيت التدفئة وقود الطائرات- من هيوستن إلى غرينزبورو.
  • خط بسعة 885 ألف برميل يوميًا ينقل جميع المنتجات المكررة -البنزين والديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات- من غرينزبورو إلى ليندن في نيوجيرسي.
  • خط 32 بوصة ينقل 700 ألف برميل يوميًا من غرينزبورو إلى بالتيمور في ولاية ميريلاند.

أمّا بالنسبة إلى الخطوط الفرعية، فإنها تشمل نقل المنتجات المكررة من خطّين في أتلانتا إلى جنوب جورجيا، وإلى ولاية تينيسي أيضًا، ويمتدّ خط فرعي آخر من غرينزبورو إلى مدينتي رالي ودورهام في نورث كارولاينا.

بينما ينقل الخط الفرعي الرابع المنتجات النفطية من ميتشل في وسط فرجينيا إلى ريتشموند ونورفولك ورونوك.

كما يتصل خط أنابيب كولونيل بعدد من خطوط الأنابيب الأخرى التي تنقل المنتجات المكررة عبر الشمال الشرقي، وهي:-

  • خط أنابيب لوريل (Laurel pipeline) في فيلادلفيا، وينقل المشتقات النفطية غربًا عبر ولاية بنسلفانيا إلى بيتسبرغ.
  • خط أي إتش تي (IHT) في ليندن، ويمرّ عبر منطقة نيويورك ونيوجيرسي المحيطة.
  • خط لونغ أيلاند ( Long Island) في ليندن، وينقل المنتجات المكررة على جزيرة لونغ أيلاند.
  • خط بكيا إيست (Buckeye East) في ليندن، ويمر غربًا إلى شرق ولاية بنسلفانيا، حيث يرتبط بخط أنابيب لوريل والخطوط التي تتحرك شمالًا إلى شمال شرق ولاية بنسلفانيا وشمال ولاية نيويورك.

ماذا عن تاريخ كولونيل؟

في عام 1961، تأسّس خط أنابيب كولونيل في الأصل، باسم شركة سواني بايبلاين (Suwannee Pipe Line) والتي كانت مملوكة آنذاك لـ9 شركات نفطية، وهي: سنكلير وتكساكو وغلف أويل وأميركان أويل وبيور أويل وفيليبس بتروليوم وسيتز سيرفيس وكونتيننتال أويل وموبيل.

وفي الوقت الحالي، فإن خط الأنابيب، الذي تُشغّله شركة كولونيل بايبلاين، مملوك لـ6 شركات: كوتش إندستريز 28.09% وكيتز بايبلاين إنفيستورز 23.44% وسي دي بي كيو 16.55% وشل لخطوط الأنابيب 16.12% ومانجمينت فندس إندستري 15.80%.

خط أنابيب كولونيل
مرحلة البناء الأولى لخط أنابيب كولونيل - الصورة من موقع الشركة

وفي عام 1962، الذي أُعيد فيه تسمية الخط باسمه الحالي، بدأت عملية الإنشاء عقب توافر أكثر من 50 متعاقدًا للعمل لمدة عامين ونصف العام، كما بلغت تكلفة البناء الأولى 370 مليون دولار.

واكتمل أول 1000 ميل من خط الأنابيب في عام 1963، وبدأ تشغيله بقدرته الكاملة في العام التالي، بعد إتمام بناء الخط الرئيس، مع معدل نقل للمنتجات المكررة بلغ 240 ألف برميل يوميًا.

وعملت الشركة المالكة لخط أنابيب كولونيل على توسعة كبيرة لرفع القدرة الاستيعابية إلى مليون برميل يوميًا في عام 1967، قبل زيادتها إلى 1.6 مليون برميل يوميًا عام 1972، والتي تصل حاليًا إلى 2.5 مليون برميل يوميًا.

ومرّ خط أنابيب كولونيل بالعديد من المحطات المهمة بعد ذلك؛ إذ عملت الشركة المُشغّلة على تطوير خط الأنابيب من خلال التقنيات الحديثة، مثل تقنية ذات موجة مرنة لاكتشاف الشقوق الدقيقة للغاية في جدار الأنبوب، والاعتماد على برنامج قائم على الحاسب الآلي للمشغّلين والفنيين، لمعالجة كفاءة خط الأنابيب وتحسينها.

وفي عام 2006، تعاونت شركة كولونيل بابيلاين مع شركة شل لخطوط الأنابيب، لإنشاء خط أنابيب جديد للمنتجات المكررة بطول 75 ميلًا، من غاريفيل إلى مقاطعة إيست فيليكنا في ولاية لويزيانا.

ومن المحطات المهمة أيضًا، إعلان كولونيل شراء حصة في شركة شل لخطوط الأنابيب عام 2015، في محطة بورت آرثر للمنتجات، لتُضيف 3.2 مليون برميل من الصهاريج إلى نظام كولونيل، مع توفير خدمات جديدة للمصافي وشركات الشحن.

ورغم ذلك، كان 2021 من أبرز الأعوام في تاريخ خط أنابيب كولونيل؛ كونه تعرّض خلاله لهجوم إلكتروني، توقّف على إثره لمدّة 5 أيام.

الهجوم الإلكتروني

في 7 مايو/أيار 2021، تعرّض خط أنابيب كولونيل إلى اضطرابات كبيرة، قبل أن تعلن الشركة المشغّلة وقفه تمامًا دون تفسير.

وتوقفت إمدادات الوقود إلى المنطقة الشرقية في الولايات المتحدة، ما أدّى إلى طوابير طويلة في محطات البنزين، وارتفاع الأسعار، واضطرت عدّة ولايات إلى إعلان حالة الطوارئ، إذ تُخزّن الحكومة الفيدرالية ملايين الغالونات من النفط الخام والمنتجات المكررة لحالات انقطاع الإمدادات.

ويوضح خبير اقتصادات وسياسات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، في الفيديو التالي، كيف كان تأثير توقف خط أنابيب كولونيل في الولايات المتحدة؟

ورغم أن عملية إغلاق خط أنابيب استمرت 5 أيام فقط، فإن التداعيات كانت متواصلة لمدّة أطول، فعلى سبيل المثال، نفد الوقود من 87% من محطات الوقود في واشنطن، وقفزت الأسعار لأعلى مستوى منذ 2014 في 14 مايو/أيار 2021، أي بعد يومين من إعلان استئناف تشغيل الخط.

وأشارت التقارير حينذاك إلى أن خط أنابيب كولونيل تعرّض إلى هجمة سيبرانية، جاءت من عصابة عالمية تسمّى دارك سايد (DarkSide)، تمكّنت من احتجاز ما يقرب من 100 غيغابايت من البيانات رهينة.

ولم تنتظر الشركة كثيرًا حتى أقرّت بأن شبكات الحاسب الآلي الخاصة بها قد تعرّضت إلى "هجوم فدية"، بعد أن واجهت ضغوطًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الطاقة الأميركية والبيت الأبيض.

و"هجوم الفدية" هو احتجاز البيانات رهينة من قبل العصابات الإجرامية حتى تدفع الضحية فدية، مع التهديد بتسريب هذه البيانات عبر الإنترنت في حال عدم الدفع.

ويُعَدّ اختراق خط الأنابيب أكبر هجوم إلكتروني ظهر علنًا ضد البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، واشتمل الهجوم على مراحل متعددة ضد أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالخط، لكن لم تتأثر أنظمة التكنولوجيا التشغيلية لخطّ الأنابيب التي تنقل النفط بشكل مباشر خلال الهجمة السيبرانية.

وبعد وقت قصير من الهجوم، شرعت شركة كولونيل في فحص شامل لخط الأنابيب، للبحث عن أيّ أضرار، إلّا أنها أوضحت في النهاية أن خط الأنابيب لم يتضرر.

تسلسل زمني للهجوم

ويوضح التسلسل الزمني التالي كيف تكشّف هجوم خط أنابيب كولونيل بوتيرة سريعة، وعاد الخط إلى العمل بعد أيام:

6 مايو/أيار 2021:

  • تسلّل المهاجمون إلى شبكة خط أنابيب كولونيل.

7 مايو/أيار 2021:

  • بدأ هجوم الفدية وعلّمت الشركة بالاختراق.
  • استدعاء شركة الأمن مانديانت (Mandiant) للتحقيق والردّ على الهجوم
  • إخطار سلطات إنفاذ القانون والحكومة الفيدرالية بالهجوم.
  • قطع خط الأنابيب للحدّ من مخاطر التعرض للشبكة التشغيلية.
  • كولونيل بايبلاين تدفع 75 بيتكوين (4.4 مليون دولار حينذاك) إلى المهاجمين.

9 مايو/أيار 2021:

12 مايو/أيار 2021:

  • إعادة تشغيل خط الأنابيب بشكل طبيعي، وبدء تسليم المنتجات إلى جميع الأسواق.

7 يونيو/حزيران 2021:

  • استعادت وزارة العدل الأميركية 63.7 بيتكوين -ما يقرب من 2.3 مليون دولار- من المهاجمين.

8 يونيو/حزيران 2021:

  • جلسة استماع في الكونغرس بشأن الهجوم.

ولم يكن توقُّف نقل المنتجات المكررة عبر خط أنابيب كولونيل هو الحادث الأول من نوعه، بل علّقت الشركة المشغّلة الشحنات إلى الشمال الشرقي لمدّة أسبوعين تقريبًا، عندما ضرب إعصار هارفي ولاية تكساس في عام 2017، وألحق أضرارًا بمصافي التكرير.

ورغم ذلك، فإن أزمة الهجوم الإلكتروني كانت مختلفة، لأنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا على البنية التحتية الحيوية في البلاد، ولها تداعيات سلبية على الأمن القومي.

خط أنابيب كولونيل

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق