التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

خط أنابيب كولونيل.. ما تعرفه وما لا تعرفه بشأن الهجوم الإلكتروني

و3 سيناريوهات محتملة

وحدة أبحاث الطاقة - سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • توقّف خط أنابيب كولونيل يخاطر بإمدادات الوقود بعد الهجوم الإلكتروني
  • عصابة دارك سايد تحتجز 100 غيغابايت من بيانات كولونيل رهينة
  • يمتد خط أنابيب كولونيل لأكثر من 5500 ميل، ويخدم 14 ولاية أميركية
  • يربط كولونيل مصافي التكرير بـ50 مليون مستهلك في جنوب وشرق أميركا
  • ينقل 100 مليون غالون يوميًا من إمدادات الوقود كالبنزين ووقود الطائرات

"هجوم إلكتروني يضرب شريان توصيل الوقود الرئيس في المنطقة الشرقية من الولايات المتحدة".. هذه هي الحال فيما يتعلق بخط أنابيب كولونيل.

وبعد ساعات من تعرّض شركة كولونيل لخطوط الأنابيب (Colonial Pipeline) إلى هجمة سيبرانية، تضاربت التصريحات حول إعلان الولايات المتحدة حالة الطوارئ من عدمه.

ويعدّ كولونيل أحد أكبر خطوط الأنابيب للمنتجات المكررة في الولايات المتحدة، كونه يعمل على تلبية احتياجات الطاقة للمستهلكين من هيوستن في تكساس إلى ميناء نيويورك.

تسلسل الأحداث

تعرّض خط الأنابيب إلى اضطرابات يوم الجمعة الماضي، لكن لم يكن من الواضح في ذلك الوقت ما إذا كان ذلك نتيجة مباشرة للهجوم، أو بسبب تحركات من جانب الشركة المشغّلة من أجل وقفه بشكل استباقي.

وفي وقت لاحق من الجمعة، أعلنت شركة كولونيل وقف خط الأنابيب، دون تفسير، ما سبّب عدم تدفّق البنزين ووقود الطائرات إلى عملائها، وهو ما أثار تكهّنات حول ما إذا كان السبب حادثًا أو مشكلة تتعلق بالصيانة أو هجومًا إلكترونيًا.

ومع ضغوط مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الطاقة الأميركية والبيت الأبيض، أقرّت الشركة بأن شبكات الحاسب الآلي الخاصة بشركاتها قد تعرّضت إلى "هجوم فدية".

وتشير تقارير إعلامية عديدة، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية، إلى أن الهجوم الإلكتروني -الذي نتج عن عصابة عالمية تسمّى دارك سايد أو DarkSide- شهد تسلّلًا إلى شبكة كولونيل يوم الخميس الماضي، واحتجاز ما يقرب من 100 غيغابايت من البيانات رهينة.

ما هو هجوم الفدية؟

يعني هجوم الفدية أن العصابات الإجرامية تقوم باحتجاز البيانات رهينة حتى تدفع الضحية فدية، وفي حال عدم الدفع يُهددون بتسريب هذه البيانات عبر الإنترنت.

ويمكن لبرامج الفدية أن تتسبّب في أضرار كارثية لشبكة مؤسسة ما عن طريق تشفير البيانات المهمة، أو حتى تدمير أجهزة الحاسب الآلي بشكل يتعذّر إصلاحه.

وماذا عن كولونيل؟

يُعدّ كولونيل بمثابة خط حيوي يخدم الساحل الشرقي منذ أوائل الستينات، حيث يعمل على ربط المصافي بالعملاء والأسواق.

وفي غضون عام من تدشين الشركة، اكتمل أول 1000 ميل من خط الأنابيب، بحسب الموقع الإلكتروني للشركة.

وفي الوقت الحالي، يبلغ طول خط أنابيب كولونيل نحو 5500 ميل بين هيوستن في تكساس وليندن في نيوجيرسي، كما يخدم نحو 14 ولاية أميركية، وكذلك 7 مطارات بشكل مباشر.

ويربط هذا الخط مصافي التكرير بأكثر من 50 مليون مستهلك في جميع أنحاء جنوب وشرق الولايات المتحدة، حيث يحمل البنزين ووقود الطائرات المكرر.

وبعد أن كان ينقل كولونيل نحو 240 ألف برميل يوميًا من إمدادات الوقود -الديزل والبنزين ووقود الطائرات- في عام 1963، أصبح في الوقت الراهن ينقل أكثر من 2.5 مليون برميل يوميًا (100 مليون غالون يوميًا)، أو نحو 45% من إمدادات الساحل الشرقي.

بيان غامض

في أول ردّ فعل من الشركة المشغّلة لخط كولونيل، أصدرت بيانًا غامضًا في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، قائلة، إنها أغلقت خط الأنابيب.

ويأتي هذا البيان وسط محاولات لاحتواء عملية الاختراق الإلكتروني التي تعرضت لها الشركة، بحسب تقرير نشرته صحيفة ذا نيويورك تايمز.

وفي تعليق آخر، أكدت الشركة أنها بصدد استعادة الخدمة للأطراف الأخرى، مع الإشارة إلى عدم تشغيل نظامها بالكامل مجددًا إلّا عند التأكد أنه من الآمن القيام بذلك.

وتقول الشركة في موقعها الإلكتروني، إن تركيزها دائمًا على التشغيل الآمن لنظامها اليوم وكيفية تلبية احتياجات نقل الطاقة في المستقبل.

نقاط الضعف

يكشف الهجوم على خط أنابيب كولونيل نقاط الضعف في البنية التحتية للطاقة المتصلة بالإنترنت، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في مواجهة الهجمات الإلكترونية.

كما يسلّط الحادث الضوء على المخاطر المتزايدة التي تفرضها برامج الفدية على البنية التحتية الصناعية المهمة على الصعيد الوطني وليس فقط الشركات.

ماذا عن التأثير؟

يختلف تأثير الهجوم الإلكتروني على عمليات شركات الطاقة، حيث أدى -على سبيل المثال- حادث مشابه على أرامكو السعودية في عام 2012 إلى شلّ شبكة الحاسب الآلي الخاصة بعملاق النفط، لكن إنتاج الشركة لم يشهد تغييرات تُذكر، حسبما نقلته وكالة رويترز.

وعلى النقيض، أدّت حادثة فدية حديثة ضد نورسك هايدرو -وهي شركة نرويجية متخصصة في الألومنيوم والطاقة المتجددة- إلى تعطّل الإنتاج في المصاهر.

ويقول خبراء، إن شدة حادث كولونيل ستعتمد على ما إذا كان برنامج الفدية قد شقّ طريقه إلى شبكة التكنولوجية التشغيلية للشركة، والتي تتداخل مع خط الأنابيب نفسه، نقلًا عن رويترز.

أبرز المحطات

يعود تاريخ كولونيل إلى ما يقرب من 60 عامًا، حيث وُضع حجر الأساس للشركة التي تتخذ من ولاية جورجيا الأميركية مقرًا لها في عام 1962.

  • عام 1961..

اجتماع 9 شركات نفط كبرى لتدشين شركة خطوط أنابيب من ساحل الخليج إلى الساحل الشرقي، مع حقيقة أن الاسم الأصلي للشركة كان سواني بايبلاين (Suwannee pipeline company).

  • عام 1962..

تطلّب إنشاء خطوط الأنابيب توافر أكثر من 50 متعاقدًا للعمل لمدة عامين ونصف العام، كما كان هناك حاجة لنحو 650 ألف طن من الصلب، مع حقيقة أن تكلفة الإنشاء الأولى كانت تبلغ 370 مليون دولار.

  • عام 1963..

أصبحت أول 1000 ميل من خط الأنابيب جاهزة للتعبئة، مع معدل نقل للمنتجات النفطية يبلغ 240 ألف برميل يوميًا.

  • عام 1964..

اكتمال بناء الخط الرئيسي، كما أصبح نظام كولونيل بنهاية العام ذاته يعمل من هيوستن إلى إحدى مدن ولاية نيوجيرسي (ليندن).

  • عام 1971..

وافق مجلس إدارة الشركة على وضع خط أنابيب مقاس 36 بوصة يكون موازيًا للخط الرئيس، ليمثّل هذا بداية مشروع لتكرار الخط الرئيس في 5 مراحل على مدار 9 أعوام.

  • عام 1980..

برنامج التوسع البالغة مدّته 3 أعوام بقيمة 670 مليون دولار كان على وشك الانتهاء.

  • عام 1987..

احتفال شركة كولونيل بالذكرى السنوية الـ25 لتأسيسها، مع وصولها لخدمة 79 شركة شحن و67 موردًا ومستلمًا للشحنة.

  • عام 1996..

إطلاق كولونيل تقنية ذات موجة مرنة متطورة لاكتشاف الشقوق الدقيقة للغاية في جدار الأنبوب.

  • عام 1998..

استبدال كولونيل لتقنية معالجة وكفاءة خطوط الأنابيب ببرنامج حديث قائم على الحاسب الآلي للمشغّلين والفنيين من البيئة.

  • عام 2001..

حظيت كولونيل بجوائز البيئة والسلامة لعام 2000 في المؤتمر السنوي لخطوط الأنابيب التابع لمعهد النفط الأميركي في سان أنطونيو.

  • عام 2006..

تعاون فريق شركة شل لخطوط الأنابيب مع كولونيل على إنشاء خط أنابيب جديد للمنتجات المكررة بطول 75 ميلًا، واتّساع 24 بوصة من غاريفيل إلى مقاطعة إيست فيليكنا في ولاية لويزيانا.

  • عام 2015..

إعلان كولونيل شراء حصة في شركة شل لخطوط الأنابيب في محطة بورت آرثر للمنتجات، والتي تضيف 3.2 مليون برميل من الخزّانات (الصهاريج) إلى نظام كولونيل، وتوفّر إمكان تقديم خدمات جديدة للمصافي وشركات الشحن.

  • عام 2016..

إطلاق كولونيل أول يوم سنوي بعنوان كولونيو كيرز (Colonial cares)، والذي يمنح الموظفين الفرصة لدعم المنظمات البيئية عبر نظام خطوط الأنابيب من خلال المشاركة في أنشطة تنظيف النهر وغيرها.

  • عام 2019..

إعلان الشركة التزامها بالتميز في أعمالها عبر المنظومة بأكملها.

3 سيناريوهات محتملة

من غير الواضح إلى متى سيستمر توقّف أكبر خط أنابيب وقود في الولايات، بعد إغلاقه يوم الجمعة الماضي، إثر تعرّضه إلى هجوم إلكتروني.

ووقعت شركة كولونيل لخطوط الأنابيب فريسة لهجوم برامج الفدية، ما أجبر عمليات خطوط الأنابيب على التوقّف.

وفي هذا الشأن، يعتقد بنك ويلز فارجو أن تاريخ إعادة التشغيل أمر رئيس لتحديد التداعيات المحتملة من هذا الحادث، محددًا 3 سيناريوهات محتملة لإعادة التشغيل.

وقال المحلل في البنك الأميركي، روجر ريد، خلال مذكرة بحثية نقلتها شبكة سي إن بي سي الأميركية، أمس الأحد، إن توقيت إعادة التشغيل لخطوط الأنابيب يُعدّ بمثابة مسألة حاسمة.

السيناريو الأول:

أقلّ من 5 أيام، حيث يعتقد ريد أنه إذا بدأت إعادة التشغيل الجزئي لخط الأنابيب بحلول يوم الأربعاء، فلن يكون هناك تأثيرات كبيرة أو دائمة.

السيناريو الثاني:

من 6 إلى 10 أيام، إذ قد تحتاج المصافي لتقليل كمية النفط الخام التي تقوم بتكريرها إذا ظل خط الأنابيب مغلقًا لمدة تصل إلى 10 أيام.

وقال المحلل في البنك الأميركي، إن المخزونات سوف ترتفع في ساحل الخليج الأميركي، ما قد يؤدي لانخفاض الأسعار، بينما سترتفع الأسعار في الساحل الشرقي.

ومن المرجح كذلك أن يستورد الساحل الشرقي المزيد من الوقود المنقول عبر الماء، كما سيحدث العجز في مناطق من جنوب شرق الولايات المتحدة.

السيناريو الثالث:

أكثر من 10 أيام، وهو السيناريو الذي سيشهد إجبار المصافي في ساحل الخليج بشكل شبه مؤكد على تقليل تدفّقاتها.

وأوضح ويلز فارجو: "توقّعوا نقصًا كبيرًا في الوقود في المناطق الداخلية جنوب شرق الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق