إمكانات الطاقة المتجددة في أفريقيا قوة محركة لحماية المناخ
وتحظى القارة بدعم بنك التنمية الأفريقي
مي مجدي
تسعى الكثير من بلدان القارّة السمراء إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة لنمو الطاقة المتجددة في أفريقيا، رغم التحديات التي تواجهها.
ويرى بنك التنمية الأفريقي (إيه إف دي بي) أن القارّة السمراء مستعدة ومتمسكة بتسخير إمكاناتها في قطاع الطاقة النظيفة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اجتمعت الجهات المعنية من مختلف البقاع بمدينة كينشاسا لحضور المنتدى التجاري في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ لمناقشة كيفية الارتقاء بالقارّة في قطاعات البطاريات والسيارات الكهربائية وسلاسل القيمة للطاقة المتجددة.
وعزز هذا الحدث طموح القارّة لتسخير إمكاناتها من الطاقة النظيفة والقضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالكامل، بحلول 2050.
دعم بنك التنمية الأفريقي
كان بنك التنمية الأفريقي من بين المشاركين في منتدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعدّ ذلك بمثابة بادرة على التزام البنك بدعم انتقال الطاقة في أفريقيا، حسبما نشرت مجلة إي إس آي أفريكا.
وأوضح البنك أن العديد من المشروعات التي يدعمها تدلّ على جهود القارّة للحدّ من غازات الاحتباس الحراري، رغم أنها مسؤولة عن 3.8% فقط من الانبعاثات العالمية، مثل: مجمع نور ورزازات الذي يقع جنوب شرق مراكش.
وأضاف البنك أن المجمع يعدّ أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، بسعة 580 ميغاواط موزّعة على 4 محطات للكهرباء.
والأهم من ذلك أن المجمع يوفر الكهرباء لقرابة مليوني مغربي، ويسهم في كبح قرابة مليون طن من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري سنويًا.
أمّا في تشاد، فستكون محطة جرمايا للطاقة الشمسية قيد التشغيل التجاري قريبًا.
كما أحرزت السنغال تقدمًا كبيرًا لبناء 30 محطة للطاقة الشمسية في مناطق فاتيك وكيدوغو وكولدا وماتام وغيرها، ويعقد المواطنون آمالًا كبيرة عليها.
وفي فبراير/شباط 2022، وافق مجلس إدارة بنك التنمية الأفريقي على برنامج لإطار تمويل الوصول إلى الكهرباء "ليف"، معلنًا التزامه باستثمار قرابة 164 مليون دولار لتعزيز الطاقة المتجددة اللامركزية في غانا وغينيا وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا وتونس.
هل أفريقيا مصدر للطاقة النظيفة؟
في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 26"، أكد مسؤولو البنوك أن أفريقيا تمتلك إمكانات هائلة في قطاع الطاقة يمكن تطويعها والاستفادة منها.
ويرى مدير التمويل المتعلق بالمناخ والبيئة في بنك التنمية الأفريقي، غاريث فيليبس، أنه حان الوقت لعثور البلدان الأفريقية على سبل لضمان توفير مستقبل أنظف، وأن تصبح مصدّرًا للطاقة النظيفة إلى أوروبا.
فبالإضافة إلى الغاز الطبيعي، تمتلك أفريقيا كميات ضخمة من الموارد الأخرى، مثل الغابات والمعادن والأراضي الصالحة للزراعة والمياه والرياح، وكل هذه الموارد قادرة على إنتاج ما يكفي من الطاقة النظيفة لتلبية احتياجات مواطنيها وقطاعات الصناعة، فضلًا عن دعم التنمية المستدامة.
ويعتقد بنك التنمية الأفريقي أنه يتعين استغلال هذه الموارد، ومن بينها المعادن والفلزات المستخدمة في صناعة البطاريات مثل الليثيوم والكوبالت، لدعم التحول العالمي للطاقة والتنمية المستدامة لأفريقيا.
وفي الوقت نفسه، ينبغي على بلدان القارّة مواصلة تحقيق الحياد الكربوني وضمان الأمن الغذائي، جنبًا إلى جنب مع أمن المياه والطاقة للشعوب الأفريقية.
ولتحقيق هذا الهدف، سيستضيف بنك التنمية الأفريقي اجتماعاته السنوية لعام 2022 في أكرا خلال المدة من 23 إلى 27 مايو/أيار الجاري، وسيكون الموضوع الرئيس للجلسات هو " تحقيق التكيف مع التغير المناخي والتحول العادل للطاقة لأفريقيا".
اقرأ أيضًا..
- تطورات مهمة تتعلق بالغاز الإسرائيلي تمهيدًا لزيادة التصدير إلى مصر
- إيرادات النفط والغاز في سلطنة عمان تحقق قفزة تاريخية خلال 3 أشهر
- باحث: خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي طريق للتنمية العابرة للحدود