سلايدر الرئيسيةتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

ضغوط لتبنّي الطاقة المتجددة في أفريقيا رغم الفقر الاقتصادي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • %9 من إجمالي الكهرباء المولّدة في أفريقيا جاءت من مصادر متجددة في 2020
  • أفريقيا ما تزال تمتلك احتياطيات كبيرة غير مستغلة من الوقود الأحفوري
  • تتعرض أفريقيا لضغوط كبيرة في التحول العال، شأنها شأن الاقتصادات المتقدمة
  • يتزايد الطلب على الكهرباء في أفريقيا بمعدل سنوي يبلغ نحو 3%

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (بي دبليو سي) تقريرًا يعطي نظرة شاملة على وضع الطاقة المتجددة في أفريقيا حاليًا.

وشركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (بي دبليو سي) هي شبكة خدمات مهنية متعددة الجنسيات من الشركات، في المملكة المتحدة،

وأشار التقرير إلى أن نسبة 9% من إجمالي الكهرباء المولدة في أفريقيا، في عام 2020، جاءت من مصادر متجددة، مع اعتماد قوي بنسبة (6.8%) على الطاقة الكهرومائية؛ حسبما نشرت مجلة "إي إس آي أفريكا" الصادرة في جنوب أفريقيا.

بين عاميْ 2019 و 2020، زادت حصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 13% و 11% على التوالي، بينما ارتفعت حصة الطاقة الكهرومائية بنسبة 25%. ونما إجمالي قدرة الطاقة المتجددة المركّبة في أفريقيا بأكثر من 24 غيغاواط منذ عام 2013.

وتشير التوقعات حتى عام 2050 إلى زيادة في سعة توليد الكهرباء في أفريقيا قدرها 27.3 إكساجول، مقارنةً بسعة 1.8 إكساجول الحالية.

المؤسسات المصرفية - الطاقة المتجددة - أفريقيا- نيجيريا - مصر
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في أفريقيا - أرشيفية

تحديات التحول إلى الطاقة المتجددة في أفريقيا

نتيجة افتقارها إلى القوة الاقتصادية لدعم تحولها إلى مصادر الطاقة المتجددة، تبدو قارّة أفريقيا متخلفة عن مواكبة المعايير العالمية على النحو المبيّن في أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة.

وتشير التقديرات إلى أن تحقيق الحياد الكربوني العالمي بحلول عام 2050 سيكلف ما يصل إلى 130 تريليون دولار؛ ما يجعله أكبر فرصة فردية للنمو العالمي.

وستواجه الدول الأفريقية وباقي دول العالم، التي لا تستطيع التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، اضطرابًا كبيرًا، وتتعرض لمخاطر تعثّر الأصول الرئيسة.

وكشف تقرير بعنوان "مراجعة الطاقة في أفريقيا لعام 2021"، الذي أصدرته شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن أن أفريقيا ما تزال تمتلك احتياطيات كبيرة غير مستغلة من الوقود الأحفوري.

وأفاد التقرير أن تلك الاحتياطيات يمكن أن توفر الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تشتد الحاجة إليه، إضافة إلى عائدات التصدير.

وعلى الرغم من الانخفاض طويل الأجل في الطلب على الوقود الأحفوري، فإن الطلب قصير المدى على الوقود الأحفوري، والأسعار ما تزال مرتفعة؛ ما يوفر مبررًا تجاريًا قويًا لاستغلاله وضرورة لتسهيل تحول الطاقة.

في المقابل، تمثّل مشروعات الوقود الأحفوري تحديًا كبيرًا ومرتفع التكلفة في التمويل؛ نظرًا لتسريع سياسة الحياد الكربوني العالمي وما يتصل بها من إفصاحات للمستثمرين.

انبعاثات محطات توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا
انبعاثات محطات توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا

حصة أفريقيا من الانبعاثات

وفقًا لنشرة بيانات "آور وورلد إن داتا"، تمثّل أفريقيا 3% فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية التراكمية.

مع ذلك، تتعرض أفريقيا لضغوط كبيرة في التحول العالمي للطاقة شأنها شأن الاقتصادات المتقدمة والاتحاد الأوروبي، الذي أسهم بنسبة 33% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.

وفي حين إن أهمية إزالة الكربون العالمي وتوفير الطاقة المستدامة لكوكب الأرض تأتي في المقام الأول، فإن مسار تحقيق الحياد الكربوني يسلّط الضوء على مخاطر تصنيف المزيد من الفائزين والخاسرين اقتصاديًا.

وأفاد تقدير متحفظ أعدّته شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" بأن تكلفة تحقيق الحياد الكربوني لأفريقيا بحلول عام 2050 ستبلغ 2.8 تريليون دولار.

ولا يستطيع للعديد من الاقتصادات الأفريقية تحمّل مستويات الاستثمار هذه، وستكون هناك حاجة إلى زيادة الاعتماد على التمويل الدولي من أجل إحراز تقدّم نحو الوصول المستدام إلى الطاقة بأسعار معقولة لجميع الدول الأفريقية.

استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا

على الرغم من أن أفريقيا تُعدّ موطنًا لـ17% من سكان العالم، فإنها تمثّل 4% فقط من الاستثمار في إمدادات الطاقة العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن 58% فقط من سكان القارّة يحصلون على الكهرباء، وأن ثلثي الشبكات الموجودة في أفريقيا تعدّ غير موثوقة.

وباستثناء جنوب أفريقيا، فإن ما يقرب من مليار شخص في 48 دولة أفريقية جنوب الصحراء الكبرى الكهرباء لديهم قدر سعة التوليد في ألمانيا التي توفر الكهرباء لنحو 83 مليون شخص.

وتقود مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح النمو في المستقبل القريب في مصر والجزائر وتونس والمغرب وإثيوبيا.

ويوضح الرسم البياني التالي، أن شمال أفريقيا هي المنطقة الرائدة حاليًا في القارّة من حيث سعة الطاقة المتجددة، ومن المرجح أن تظل في هذا الموقف عند أخذ السعة قيد الإنشاء حاليًا في الحسبان.

الطاقة المتجددة في أفريقيا

وستتضاعف قدرة التوليد في وسط أفريقيا عند الانتهاء من مشروعات البناء؛ بحسب مجلة "إي إس آي أفريكا".

وتمتلك منطقة غرب أفريقيا القليل جدًا من سعة التوليد الجديدة، إذ لا يوجد سوى 100 ميغاواط قيد الإنشاء، مقارنة بـ 15,201 ميغاواط في وسط أفريقيا، وفقًا لتقرير "مراجعة الطاقة في أفريقيا لعام 2021"، الذي أصدرته شركة "برايس ووترهاوس كوبرز".

مزيج الطاقة الحالي في أفريقيا

بينما يعدّ قطاع الطاقة في أفريقيا حيويًا لدعم الآفاق الاقتصادية للقارّة، فإنه لم يكن قادرًا على تحقيق إمدادات الكهرباء المحلية الموثوقة التي يحتاجها الأفراد والشركات.

من ناحية ثانية، يتزايد الطلب على الكهرباء في أفريقيا بمعدل سنوي يبلغ نحو 3%، وهو أعلى معدل بين جميع القارّات، لكن إمدادات الطاقة ما تزال تشهد تراجعًا كبيرًا.

وعلى الرغم من أن مزيج الطاقة في أفريقيا ظل ثابتًا نسبيًا على مدار الأعوام الـ30 الماضية، فإن النطاق الإجمالي لمصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا صغيرًا جدًا.

ويهيمن توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري وبالطاقة الكهرومائية على مزيج توليد الكهرباء الحالي في أفريقيا، ما يجعلهما المُسهِمَيْن الوحيدين الهادفين في مجال الطاقة المتجددة.

ومع أن أفريقيا شهدت تحولًا طفيفًا في مزيج الطاقة المتجددة لتسريع نشر تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإنها لا تزال صغيرة عند 1.6%.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق